بعد انتخاب اللبنانى نواف سلام رئيسا لمحكمة العدل الدولية يصبح ثانى شخصية عربية تتولى هذا المنصب الرفيع بعد وزير خارجية الجزائر الأسبق محمد بجّاوي، تتشكل المحكمة من 15 قاضيا يتم انتخابهم من قبل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم أن الخبر أسعدنا .. ولكن أتساءل أين مصر من هذه الكيانات والمؤسسات الأممية والدولية وحتى الإقليمية؟ لماذا لا نرشح شخصيات مرموقة ولها وزن وعلاقات دولية لمثل هذه المناصب الرفيعة؟ وهنا أتساءل أيضا كيف تتم إدارة هذه الملفات الانتخابية ذات الطابع الدولى الذى يرتبط باسم وسمعة الدولة والأمة المصرية؟ هل تدخل المجاملات والتربيطات والمحسوبيات والوساطات فى هذه المناصب شديدة الأهمية؟ أعرف بالطبع أن مصر كانت قد رشحت احد الشخصيات القانونية ليخوض تلك الانتخابات ويصبح لدينا قاضٍ بهذه المحكمة الدولية، وأعلم أنه لم ينجح بالطبع! لكننى لا أعرف كيف تم اختياره وما هى أسس هذا الاختيار ومن المسئول عن هذا الملف؟ واسأل مجردا هل هذا الشخص كان أفضل ما لدى مصر من شخصيات مؤهلة للترشح لهذا المنصب القانونى الرفيع؟ والشيء بالشيء يذكر ماذا عن المصريين فى الأمم المتحدة ومؤسساتها الأخرى كاليونسكو والفاو والمجلس الاقتصادى والاجتماعى وغيرها؟ كان لدينا شخصيات تشغل مناصب كبيرة فى البنك والصندوق الدوليين لكنها كانت مناصب فنية بالاختيار وليس بالانتخاب، وماذا ايضًا عن الاتحادات الرياضية الدولية والقارية، ماذا عن الفيفا والكاف على سبيل المثال؟ لا يوجد لدينا إلا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط ورئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد حسن مصطفي! وهنا أذهب إلى الاتحاد الأفريقى واتساءل عن حصة مصر كدولة مؤسسة فى المناصب القيادية بالاتحاد ولماذا لا يكون لدينا خطة واضحة للتقدم وشغل هذه المناصب بمصريين أكفاء؟ فمن بين مفوضيات الاتحاد الأفريقى كم عدد المصريين الذين يتولون مناصب قيادية؟ كان لدينا أمين عام الأمم المتحدة الدكتور بطرس غالى ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى لكن أين نحن الآن من هذه المناصب المهمة والرفيعة؟ وبالمناسبه أيضا لماذا لا نجد مبعوثين أمميين وممثلين للمنظمات الدولية فى القضايا الدولية والصراعات الإقليمية؟ فهناك شخصيات مثل الاخضر الإبراهيمى ورمطان العمامرة وباتيللى وغيرهم من الشخصيات العربية والأفريقية تولى كل منهم منصبا أمميا كمبعوث أو ممثل للامين العام للأمم المتحدة فى ملف من الملفات الإقليمية والدولية المشتعلة، أين المصريون فى هذا الصدد؟ أين وزراء الخارجية السابقون كعمرو موسى ونبيل فهمى وغيرهما؟ وهنا اتساءل غيرة على مصر والمصريين ما هى الجهة المسئولة عن هذه الأمور التى تحدثنا عنها؟ وهل تسير الأمور وفقا للرؤى والتحركات الشخصية للمرشح؟ أم أن الدولة لها الكلمة العليا فى هذه الأمور؟ والسؤال الأهم هل لدينا كوادر عظيمة تستحق أن تشغل هذه المناصب حاليا أم أننا نحصد ثمار التجريف الذى استمرّ عقودا طويلة مضت؟
وهنا أدعو الجميع للوقوف خلف الدكتور خالد العنانى المرشح العربى لشغل منصب مدير عام منظمة اليونسكو.