كان مشهد عودة أهل غزة إلى ديارهم المدمرة فى شمال القطاع قادمين من جنوبه بعد جولات من الترحيل والطرد والإبعاد، المشهد كان عبقريا ويحتاج من يفتح كتاب التاريخ ليسجل قصة هذا الصمود غير المسبوق، الصورة كانت تحمل عناوين مهمة يجب ألا نغفلها، العنوان الأول الشعب يتشبث بالأرض، الشعب الفلسطينى قرر ان يدفن فى أرضه، العنوان الثانى «لولا مصر ومواقفها لدفنت القضية الفلسطينية دون غُسل ومنذ زمن بعيد» ولولا موقف الرئيس السيسى الحاسم برفض الابتزاز الغربى لتهجير ابناء غزة إلى مصر أو غيرها تحت اى ظرف، لقد وقف الرئيس ومعه الشعب المصرى حجر عثرة فى مواجهة تصفية القضية الفلسطينية.
>>>
لقد كان من المخطط ان تقوم إسرائيل بترحيل الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب ثم قصفهم ليضطروا إلى اللجوء إلى سيناء وتنتهى القصة، هنا كان دور الرئيس السيسى التاريخى، وهنا لابد وان نعيد قراءة التاريخ فمن وعى التاريخ فى صدره فقد أضاف أعماراً إلى عمره، وانا قرأت ووعيت تاريخ بلادى، وعلمت أنها محروسة مصونة، تتمدّد وتصعد فى أوقات القوة، وتنكمش وتهبط فى فترات الضعف، لكنها أبداً لم تتلاشَ ولم تَغِب، بلادى أقدم من القدم، وأقدم من التاريخ، لذلك فأنا أراهن على معطيات التاريخ وثوابت الجغرافيا.
>>>
أعلم تفاصيل المؤامرات والمناورات لإيقاف صعود هذا المارد المصرى على ضفاف النيل، لذلك، ومن واقع ما وقر فى وجدانى من ثوابت وحركة التاريخ أحب هذا الرجل، أثق به دون حدود، أحسن الظن به على طول الخط، لأنه رجل لا يكذب ولا يناور ولا يتآمر، لا يحكم بالهوى ولا تتحكم فيه الأهواء، الصدق والصراحة والمروءة والنُّبل والإخلاص والشفافية صفاته، يعشق بلاده ويتفانى فى خدمتها، لا يعرف إلا العمل والنجاح، ولا يعترف إلا بالعلم والتخطيط والمتابعة والمراقبة الدقيقة، مصر ساكنة فى أعماق أعماقه.
>>>
إنه رئيس إنسان، تغلبه دموعه فى لحظات تتجلى فيها الإنسانية فى أسمى صورها ومضامينها، لا يبحث عن رضا الناس على حساب رضا رب الناس، كم اتّخذ من قرارات مؤلمة لصالح الناس، رغم غضب بعض الناس، أتذكر وأستحضر كل قراراته الحاسمة التى انحاز فيها للمستقبل والناس والوطن، أراه مبتسماً أو ضاحكاً، وهو يحمل فوق رأسه هموم الدنيا، وأعتى تحديات الزمان، يقود سفينة الوطن فى أحلك الأجواء، ووسط أعتى الأنواء، لم يعرف الهروب من المعارك، ولن يفعل، حياته ضبط وربط والتزام وانتظام ونجاح وفلاح، محظوظ أنا، ومحظوظون أبناء هذا الجيل بهذا الرجل، وبكل أقواله وأفعاله وإنجازاته.
>>>
إنه عبدالفتاح السيسى، ذلك الرجل الذى عرفتموه بطلاً وقائداً للجيش المصرى العظيم، إنه الرجل الذى نزل على رغبتكم أنتم جماهير مصر المحروسة وتقلَّد المسئولية الأصعب فى تاريخ مصر
أنا مؤمن بما تخطه يمينى إيماناً لا يتزعزع.
التفاصيل كثيرة وعميقة والعناوين العريضة واضحة أمام الكثيرين وضوح الشمس، لكن الظلم والعنت الذى تتعرض له مصر غير مسبوق، لم تره حياتنا السياسية من قبل.
إنه تعرض للهجوم والتطاول دون انقطاع، مهاجمونا معروفون بأهدافهم وأعمالهم وأقوالهم وسلوكياتهم، لكن حكمة القيادة أربكتهم .. ونجاحها أصابهم بلوثة لقد حررنا شهادة وفاة نهائية لمشروعهم الكبير لتقسيم المنطقة إلى دويلات عرقية ومذهبية ودينية.
>>>
هذا المشروع الذى خطط له الصهاينة مع أجهزة الاستخبارات المتمركزة فى المنطقة، التى حضّرت عفاريت الإرهاب، «الإخوان، والقاعدة، والسلفية الجهادية، وداعش، والجهاد، والتكفير والهجرة، والنصرة»، وغيرها من العفاريت المنفردة، فهؤلاء على علم بالتاريخ والجغرافيا، وكانت مصر عقبة، أو العقبة الكؤود، أمام مخططاتهم الشيطانية، فكان الإخوان وتنظيمهم، هو الطريق الآمن للوثوب إلى مصر، ومن يحكم ويتحكم فى مصر يتحكم فى الإقليم الأكثر أهمية إستراتيجياً وأمنياً ونفطياً، وصلوا بالفعل إلى منصة التتويج بوصول الإخوان إلى الحكم على أنقاض الدولة المصرية، لكنَّ هؤلاء المخططين فاتهم أن فى مصر جيشاً.
>>>
وأن هذا الجيش شريف ووطنى ويقوده أبناء وأحفاد أحمس وإبراهيم باشا، وجمال عبدالناصر، وباقى القادة العظام، كان «السيسى» أحد هؤلاء القادة الذين أعادوا عظمة مصر، وعطل مسيرتهم وأبطل مفعول خططهم.