إن قطاع الزراعة يمثل عصبًا أساسيًا لجهود التنمية، سواء فيما يتعلق بتوفير الاحتياجات المحلية من الغذاء، باعتبار ذلك ضمن محددات الأمن القومي، أو من خلال تعظيم الاستفادة من تصدير المنتجات الزراعية الوطنية للخارج، بالإضافة إلى ما توفره المشروعات الزراعية من فرص عمل جديدة للمواطنين، بما يسهم فى تدعيم الاقتصاد الوطني، وبما يسمح لتحقيق طفرة فى التوسع الرأسى والأفقى فى الإنتاج الزراعى .ومع استمرار جهود الدولة الجارية لتطوير البحوث وتعزيز الابتكارات فى مجالى المياه والزراعة، والاستفادة من التجارب العالمية ذات الصلة، واستخدام أحدث التقنيات لتعظيم الإنتاجية، و توفير احتياجات الأراضى الزراعية من المياه، خاصة من خلال تكثيف استخدام أنظمة الرى الحديث.
إن مشروع الدلتا الجديدة، ومشروعات جهاز «مستقبل مصر» بجميع أنحاء الجمهورية، تتميز تلك المشروعات من تكامل اقتصادى شامل، من خلال تفعيل مُكوّنات التصنيع، والتوزيع، والتسويق، والتصدير، والتنمية العمرانية، وذلك فى إطار سياسة الدولة لتعظيم العائد الاقتصادى من المشروعات الكبري، بجانب ما توفره بالأساس من مكاسب استراتيجية جوهرية فيما يتعلق بتحقيق الأمن الغذائى المصري، وهو مايؤكد لنا جميعًا أن مشروعات جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة ووزارة الموارد المائية وكذلك وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى يحملون على عاتقهم مسئوليات قومية وهى تأمين الأمن الغذائى المصرى وهو جزء استراتيجى من الأمن القومى وهو مايؤكد مدى أهمية التطوير المستمر والدائم لقطاعى الزراعة والمياه، فآليات تطويرهما وتعزيز دورهما فى التنمية الشاملة والمستدامة أمر بالغ الأهمية من أجل مستقبلنا الغذائي.
كما يُعد المشروع القومى لمدينة توشكى نموذجًا يحتذى به فى مجال التنمية الزراعية والاستدامة لانه قادرا على خلق تجمعات زراعية وصناعية متنوعة، فضلا عن تجمعات عمرانية وسكانية جديدة وتوفير العديد من فرص العمل، توشكى تعتبر نهضة زراعية وصناعية توفر احتياجاتنا من المحاصيل الزراعية وتؤمن مستقبلنا الغذائي.
والمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية منذ إطلاقها فى دورتها الأولى ، وبالتعاون بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى مع عدد من الجهات والوزارت المعنية، فى إطار استضافة مصر فعاليات مؤتمر المناخ COP27، وبعد النجاح الذى حققته المبادرة فى دورتها الأولي، كان لابد من استمرارها لدورات أخرى من أجل إيجاد عدد أكبر من الحلول لمشكلات البيئة وتغير المناخ من داخل المحافظات المصرية. فالمبادرة تقدم دعمًا فنيًا وتقنيًا، فضلاً عن القيام بتشبيك المشروعات مع المستثمرين، والمشاركة فى المؤتمرات الدولية، والعمل مستمر بالجمهوريةالجديدة ، رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو خائن أو مأجور.. وتحيا مصر.