عندما تتوحد القيادة السياسية مع نبض الشارع عندما يفيض الكيل مما يعرض على الشاشة وتسود الفوضى وتغزو البلطجة وتجارة المخدرات والاثار وعالم راقصات الدرجة الثالثة بيوت المشاهدين فى رمضان لابد هنا من وقفة وقد اطلقها صريحة السيد رئيس الجمهورية والذى لم ينفصل لحظة عن المواطن فى جميع مجالات الحياة ومنها الفن ومدى تأثير القوة الناعمة فى الداخل والخارج فالفن كما تعلمنا ودرسنا هو مرآة الشعوب وعندما تريد ان تتعرف على شعب انظر إلى فنونه ماذا يقدم وهنا سيظهر دور الفن ولكن للاسف فاق الانحدار كل الحدود وهنا علينا ان نرجع إلى الوراء سنوات عندما انتجت الدولة الاختيار والعائدون وهجمة مرتدة ومليحة والحشاشين هذه الاعمال تبث الوعى والحس الوطنى لدى المشاهد الذى التف حولها فى مصر والوطن العربى كله ماذا يحدث الان ولماذا بعدت الدراما فى كثير من القنوات عن نبض الشارع وتقدم عالما غير عالمنا نحن ليس تجار المخدرات أو البلطجية ولماذا الاصرار على ان يخلق من البلطجى نموذجا وبطلا شعبيا عانينا طويلا من هذه النماذج فلماذا الاصرار عليها ولماذا الاصرار على عالم العشوائيات فى بلد بها كل يوم تطور وكل يوم بناء لماذا لا تظهر الكاميرا كل ذلك وكما اعطت القيادة السياسية التوجيهات لمراجعة ملف الدراما المصرية موكدة ان المسلسلات لا تمثل مجتمعنا المصرى ولابد من الاتفاق مع شركات الانتاج على تقديم اعمال تواكب القيم المصرية وهنا اتذكر أيضا عندما اعطت القيادة توجيهاتها لابراز دور المرأة المصرية فى المجتمع وفى حياة اسرتها بعد ان ظلت سنوات طويلة هى المكسورة والمقهورة أو الراقصة والخائنة انتصرت لها القيادة السياسية فوجدنا اعمالا تليق بدور المرأة المشرف مثل المسلسلات التى انتجتها المتحدة ومنها تحت الوصاية لمنى زكى والذى قدم موضوعا مهما جدا يخص وصاية الام على اولادها فى غياب الزوج كذلك قدمت الفنانة روجينا مسلسل ستهم وهذا العام تقدم مسلسل حسبة عمرى وتتبنى فيهما قضايا المرأة ونيللى كريم التى قدمت قضايا الاحوال المدنية ومحكمة الاسرة ومنها مسلسل فاتن امل حرب وعملة نادرة لماذا لا يدرك القائمون على العملية الفنية اننا فى فترة فارقة من تاريخنا فترة تعيش فيها مصر تطورا وتقدما كبيرا فى كل المجالات ويجب ان تعود القوة الناعمة إلى سابق عصرها يجب ان ينشط دور الرقابة على المصنفات الفنية والرقابة على النصوص وان تكون اكثر صرامة وان تضع قيم المجتمع وصورة مصر فى المقام الاول مهما كانت مغريات التوابل الدرامية ومهما كانت اساليب جذب المشاهد صورهدة مصر لابد ان تكون فى المقام الاول نحن بلد الريادة وفى عهود كثيرة وعلى مر الزمان مصر هى هوليود الشرق قدمت علامات درامية عاشت حتى الان ومنها المال والبنون وليالى الحلمية وارابيسك والشهد والدموع ودموع فى عيون وقحة والكثير مصر مليئه بالكتاب المحترمين والدور ليس رقابة فقط بل لابد من اجتماع لجميع شركات الانتاج ان تضع نصب عينيها ما تقدمه للمشاهد وان تبث من خلاله الايجابيات فى المجتمع ان تقدم اعمالا تربى اجيالا وعلى النقابات الفنية دور كبير وهى التى ترعى المواهب والمسئولة عنهم وان تهتم كثيراً بخريجى المعاهد الفنية واتاحة فرص الظهور لهم ولابد من التركيز عليهم لانهم شباب المستقبل بدلا من ان نجد على الشاشة ناس لا ينتمون إلى المهنة باى صلة ولا يحملون اى مؤهلات اكاديمية ومن زمان نعانى من ذلك لدرجة ان النقابة لجأت إلى حق الضبطية القضائية لمنع هؤلاء وذلك دور الرقابة الا يظهر على الشاشة الا خريجو المعاهد وان تقف بالمرصاد لممثلات الورش والابواب الخلفية خريجو المعاهد الفنية فى حاجة إلى فرص حقيقية وللاسف لابد من تكاتف الجميع نقابة وشركات انتاج ورقابة ولابد من عودة لجان القراءة التى كانت تضم كبار الكتاب والمثقفين لابد من غربلة لكل الموجودين وان نبقى على الصالح وان نستبعد كل من تسبب فيما وصلنا له.
الفنان المصرى أيضا عليه دور كبير يجب الا يقدم الا ما يخدم وطنه وان لا يجرى وراء ملايين وقد سمعتها من بعض الفنانين عن قبول دور هو غير راض عنه قائلا هسيب الملايين دى ليه وبكره الناس تنسى وامام اغراء المال الفجوة كبيرة بين الفن الحقيقى الذى تربينا عليه وبين ما يقدم الان يجب ان نغلق الباب امام الاعمال التافهة الهابطة ولا نسمح الا بما يليق بريادتنا.