لا تزال المشاركة المجتمعية لبعض الجامعات الخاصة غائبة عن الساحة تماما رغم الانتشار الكبير لها على مستوى الجمهورية والمكاسب الخيالية التى تحققها من المصروفات التى تفرضها على الطلاب ولكن للأسف لم نجدها تقدم فى المقابل دور ولو على مستوى محيطها فى المنطقة والمكان التى تتواجد فيه بعمل خدمات للمجتع حيث انها لا تبحث الا عن كيفية زيادة اعداد الطلاب المقبولين لديها وايضا السعى لزيادة المصروفات الدراسية تحت اى مسمى والتى قد تصل فى المتوسط للطالب الواحد 70 الى 180 الف جنيه فى العام الدراسى الواحد ومع هذا كله نجدها تبخل فى تقديم المساهمات والمشاركة مثل بناء المدارس الجديدة او صيانة القديمة منها او تجهيز المستشفيات الحكومية التى تعانى من نقص فى الاجهزة والمعدات اللازمة للمرضى او تتبنى تطوير القرى الاكثر فقرا ولكن هذا لم يحدث وغير ملموس فدور الجامعات الخاصة لا يقتصر على نشر العلم والثقافة والتقدم الفكرى والعلمى والتكنولوجى فقط وانما يشكل بعدا فى تكوين وجدان الامم وتحقيق الرفاهية للمجتمعات والشعوب المحيطة بها ومن المفترض ان الجامعات الخاصة تكون مشاركتها ومساهمتها المجتمعية كبيرة وفعالة بقوة خاصة وان جميع اصحابها والقائمين عليها من المستثمرين ورجال الاعمال الكبار الذين لديهم استثمارات فى مجالات اخرى بخلاف التعليم ومع ذلك دورهم غائب تماما ويتجاهلون احتياجات المجتمع المحيط بهم وكل ما يقدمونه ما هو الا بعض المنح الدراسية المحدودة.
فلا يعقل ان يكون لدينا أكثر من 30 جامعة خاصة ويقتصر دور بعضها فى المسئولية المجتمعية على منح دراسية لبعض الطلاب فى الوقت الذى نجد فيه طرقا تحتاج الى رصف فى المدن والقرى بالاضافة الى ان هناك مدارس ومستشفيات تعانى من الصيانة ونقص الاجهزة الطبية اللازمة للمرضى.
فالدولة تقود معركة التنمية والنهضة والتطوير وتبذل جهودا مضنية من اجل اسعاد المواطن فالمشاركة المجتمعية للقطاع الخاص فى الدول النامية والمتقدمة تلعب دورا قويا وتقدم مساهمات ضخمة تفوق مساهمات الحكومة وتحرص على تقديم الخدمات المتنوعة فى التعليم والصحة والثقافة وهناك منافسات قوية فى التفاعل مع المجتمع وتلبية كافة احتياجاته ومتطلباته لذا فإن القطاع الخاص يعد شريكا مهما واساسيا فى احداث التنمية والمفترض ان يسعى دائما الى توزيع الادوار مع الدولة.
لقد حان الوقت لمشاركة القطاع الخاص بقوة فى المشاركة المجتمعية والوقوف مع الدولة فى دفع عجلة التنمية فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر من اجل التقدم والنهضة والرفاهية للشعب المصرى البطل الحقيقى فى ملحمة الاصلاح الاقتصادي.