المطلوبة..!!
العالم كله يعانى من التضخم غير المسبوق ومن تذبذب أسعار العملات وارتفاع بعضها الى حدود مخيفة ومن اختفاء بعض السلع الاستراتيجية الأمر الذى ينذر بركود قد لا تتحمل الكثير من الدول تداعياته.. وفى مصر لم تختف سلعة ولم تقف الدولة مكتوفة الأيدى أمام الارتفاع الشديد فى الأسعار والدولار فرفعت الحدود الدنيا للأجور وزادت الرواتب مرات ومرات ونفذت ولا تزال برامج حماية اجتماعية لم يسبق لها مثيل منذ عقود فيما لم تتوقف برامج التنمية والمشروعات العملاقة.. وهكذا نجحت الدولة الى حد بعيد فى محاصرة تداعيات الأزمة العالمية وتخفيف وطأتها على المواطنين وتحقيق الاستقرار الاقتصادى والاجتماعي.
وفى الوقت الذى تسعى فيه الدولة الى تحقيق استقرار الوطن والمواطن تحاصر أجهزة الشرطة صانعى الأزمات المفتعلة فى السلع الرئيسية لنكتشف فئة من التجار الجشعين يقومون بتخزين كميات هائلة من السلع لرفع أسعارها وتعطيش السوق وزيادة معاناة المواطنين دون وازع من ضمير أو خشية من الله سبحانه وتعالي.. وآخر حملاتها الناجحة القبض على تاجر قام بتخزين 300 طن من السكر التموينى المدعوم تمهيدا لبيعه فى السوق السوداء وهى كمية تكفى الاستهلاك الشهرى لأكثر من 150 ألف أسرة تم سحبها من الأسواق لخلق أزمة مفتعلة.. ومن قبل ضبطت كميات هائلة من السكر والأرز والسلع التموينية الأخرى مخزنة لدى عدد من التجار معدومى الضمير..
وإذا كانت الدولة تقوم بدورها فى توفير السلع وبذل كل الجهد لتوفير حياة كريمة لكل افراد الشعب نجد البعض يمارسون هواية تخزين السلع بكميات تزيد على الحاجة بحجة الاستعداد لشهر رمضان المبارك.. كميات هائلة من السكر والدقيق والارز والمكرونة وغيرها من السلع الاستهلاكية.. الأمر الذى يخلق اضطرابا فى السوق وارتفاع الطلب على العرض مما يساهم فى ارتفاع الأسعار التى تحكمها آلية السوق والتوازن بين السلع المعروضة والطلب عليها.. وما نشاهده أمام المجمعات الاستهلاكية ومنافذ القوات المسلحة والداخلية من تزاحم شديد على الشراء بكميات تفوق حاجة الاسر بحجة الاستعداد للشهر الفضيل اصبح مألوفا وكأن شهر الصيام هو شهر الإسراف فى الطعام وتخزين كميات كبيرة منه.
مدير احد المجمعات الاستهلاكية قال انه لاحظ عند توفر السكر والارز تواجد اسر كاملة يوميا لشراء كميات كبيرة وتخزينها وربما بيعها فى السوق السوداء وانه لا يستطيع منع اى شخص من الشراء رغم التكرار اليومى فيما الاشخاص الذين لا يجيدون فنون التخزين والتكويش لا يستطيعون الحصول على احتياجاتهم بسبب الزحام الشديد.. وقال ان فكرة البيع ببطاقة الرقم القومى غير عملية لانها اولا تحتاج الى نظام آلى دقيق ولأنها تستغرق وقتا لا يتناسب مع الزحام الشديد.. ومن هنا تخلق الأزمات وترتفع اسعار السلع ويعجز الكثيرون عن الحصول على احتياجاتهم.
الدولة تقوم بدورها والمطلوب من جميع أجهزة الدولة توعية المواطنين بخطورة هذه الظاهرة.