قديماً وحديثاً قالوا: «الرجل المناسب في المكان المناسب» هذه المقولة قد تنطبق علي قليل من الرجال وليس كل الناس لأن بعض الرجال ينطبق عليهم القول: «الرجل غير المناسب في المكان المناسب» لذلك يجب التحسس عند اختيار القيادات وهل من الطبيعي أن كلا يحالفه النجاح في كل الأماكن بالطبع لا لأن بعض القيادات من الممكن أن يؤدي بنجاح في أماكن بعينها ويحقق نجاحات منقطعة النظير وربما لو تم اختياره في مواقع أخري قد لا يؤدي لأنها إمكانات وضعها الله في بعض الناس وسلبها من البعض.
مصر تتمتع بقيادات ناجحة من هؤلاء أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الذي عرف عنه التفوق منذ كان طالباً بالمرحلة الإعدادية حتي تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة ومن يتتبع تاريخه البحثي في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام ومدي تفوقه في برنامجه المعروف «بالطبعة الأولي» الذي حقق أعلي نسبة مشاهدة.
سبق وأن كتبت في هذا المكان مطالباً المسئولين بوقف نزيف الإعلانات بإذاعة القرآن الكريم الذي غير هويتها التي أنشئت من أجلها وكان ذلك بناء علي مطلب جماهيري عريض ولكن لا حياة لمن تنادي وظل الأمر علي ما هو عليه حتي عين المسلماني رئيساً للهيئة الوطنية للإعلام الذي أصدر قراره الشجاع بوقف الإعلانات والذي لاقي ترحيباً جماهيرياً داخل مصر وخارجها، ولم يكتف بذلك بل قام بتطوير برامجها إلي الأفضل كما امتدت يده إلي بعض الإذاعات مع إعادة تطوير بعض القنوات التليفزيونية مع التفكير في إنشاء قنوات للأطفال من أجل بث فكر وثقافة تبني عقول جيل من الأطفال والشباب كما سعي إلي إلغاء برامج الإسفاف التي ضرها أكثر من نفعها وهذا ما كان ينتظره قطاع عريض من الشعب المصري الملتزم الذي يريد الخير للوطن من خلال إعداد جيل من الشباب يساعد في بناء هذا الوطن.
استطاع المسلماني أن يطلق اسم «الليث بن سعد» علي مسجد الهيئة الوطنية للإعلام الموجود داخل مبني ماسبيرو.
لماذا اختار المسلماني اسم الليث بن سعد بالتحديد.. لأنه الإمام والفقيه الذي حظي بحب المصريين بل وتقدير كبار الأئمة والمؤرخين.. فهو الإمام الذي ولد بقرية قلقشندة مركز طوخ بمحافظة القليوبية وهو الذي نال شرف معاصرة خمسين من التابعين ومائة وخمسين من اتباع التابعين وهو الذي قال عنه الشافعي ــ رضي الله عنه ــ «الليث أفقه من مالك لولا أن أهله لم يقوموا به».
لقد عرف عن الإمام الليث المواطنة والتسامح ولذلك أطلق عليه إمام مصر الأكبر.. عرف عنه الثراء ولكنه لم يدفع الزكاة يوماً لأنه كان يخرج ماله لله تعالي ــ رغم أنه كان فقيهاً وإماماً إلا أنه عمل بتجارة العسل التي لم تشغله عن العلم والإمامة.
يجب علينا أن نعلم شبابنا في المدارس والجامعات والمدارس تاريخ رموزنا الدينية والسياسية والاقتصادية والتعليمية حتي نبث فيهم الوطنية الحقة ويتعلموا من هؤلاء وتاريخهم المشرف ليكون لهم نوراً علي الطريق حتي يتمكنوا من الوصول بأمن وسلام.