المستشفيات الافتراضية هي منصات رقمية تقدم خدمات رعاية صحية عن بُعد، وتعتمد على تقنيات مثل الاستشارات الطبية ومراقبة المرضى عن بُعد، وتهدف إلى تحسين تجربة المرضى وتوفير رعاية صحية أفضل، خاصة للمرضى الذين يعيشون في مناطق نائية أو لديهم صعوبة في الوصول إلى المستشفيات.
ومع التطور السريع لتقنيات الواقع الافتراضي والأدوات المرتبطة بها، أصبحت المستشفيات الافتراضية أقرب إلى الواقع الملموس، وبدأ تطبيقها بالفعل في العديد من أنحاء العالم. وكما يشير اسمها، تتخلى هذه المستشفيات عن المفهوم التقليدي للموقع المادي المركزي، لتستبدله بوحدات افتراضية تمكّن المرضى من مقابلة الأطباء وتلقي الرعاية الصحية اللازمة عن بُعد.
شكل القطاع الصحي، وتحديدًا المستشفيات، استثناءً لافتًا في تبني الابتكارات التقنية، رغم انتشارها الواسع في معظم قطاعات الأعمال كعنصر محوري. فبينما اعتمدت قطاعات أخرى على التقنية لأداء مهام كاملة كانت تتولاها الأيدي البشرية، ظلت التقنيات في المستشفيات مجرد أداة مساعدة للإنسان، ولم تصل إلى مستوى تولي أدوار مستقلة أو أساسية. يعود هذا التحفظ ليس إلى قصور في التقنيات نفسها، بل إلى الخصوصية الفريدة للقطاع الطبي، حيث يمكن لأي خطأ، مهما كان طفيفًا، أن يؤدي إلى عواقب وخيمة ومحفوفة بمخاطر شديدة.
بالفعل لم نكن بعدين عن هذه التجربة وأطلقت الهيئة العامة للرعاية الصحية، أول مستشفى افتراضي لتعزيز السياحة العلاجية تحت شعار “نرعاك في مصر”، باستخدام الذكاء الاصطناعي.
المستشفى الافتراضي أتاحت للمرضى الحصول على الخدمات الطبية بسهولة وفعالية مع توفير استشاريين في كافة التخصصات الطبية لكافة المنتفعين من شتى المحافظات، وكان لمركز التشخيص والاتصال الطبي عن بُعد بمستشفى شرم الشيخ الدولي آثر إيجابى خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، فيما تم إنشاء مركز للأشعة عن بُعد بمجمع الإسماعيلية الطبي، فضلًا عن إنشاء وحدة بمستشفى النصر التخصصي بمحافظة بورسعيد.
هذه التجارب تعكس الرؤية الطموحة التي تحقق التميز التشغيلي بما يتماشى مع استراتيجية الدولة المصرية ورؤية مصر 2030.
ويمكن القول إن المستشفيات الافتراضية هي آلية لمقابلة الأطباء وخبراء الصحة بشكل افتراضي دون الحاجة إلى مغادرة منزلك مع الحصول على الرعاية الطبية ذاتها التي يمكن أن تحصل عليها في المستشفيات المعتادة.
ورغم مزايا المستشفيات الافتراضية فإنها تواجه مجموعة متنوعة من التحديات، تكمن أغلبها في الحالات المرضية الطارئة أو التي تحتاج إلى مراجعة طبية شخصية، وفي هذه الحالة، يمكن للطبيب تحويل الحالة لأي مستشفى قريب أو التواصل مع منشآت صديقة ومتابعة الحالة عن بُعد.