خلال العام الماضي، لاحظت ادعاءات متزايدة من قبل شركات التكنولوجيا بأن التكنولوجيا ستكون منقذ العالم، حيث ستعالج تغير المناخ وعددًا من التحديات الأخرى الشائعة التى نواجهها اليوم. ويبدو أن التكنولوجيا، خاصة الذكاء الاصطناعي، تُروّج كخلاص لنا وأنها العلاج الوحيد الذى يستحق المتابعة. وكمدافع عن التكنولوجيا، فإننى على دراية جيدة بقدرات الذكاء الاصطناعي. ولا أنكر أن للذكاء الاصطناعى إمكانات كبيرة فى مواجهة تغير المناخ، وأن بإمكانه تحسين استهلاك الطاقة، وتعزيز نمذجة المناخ، والتنبؤ بالتغيرات البيئية بدقة أكبر.
مع ذلك، فإن حلول تغير المناخ موجودة بالفعل ومحددة بوضوح، ولا تعتمد على اختراقات تكنولوجية جديدة. وبصفتى رئيسًا لتحالف التنمية الحضرية المستدامة، يمكننى التأكيد على أن الحل الأكثر تأثيراً، كما حدده العلماء، هو استبدال الوقود الأحفورى بالطاقة المتجددة. هذا لا يزال الحل الأكثر فعالية، مع وجود طرق مثبتة جاهزة للتنفيذ.
يبدو أن الإلحاح فى اطلاق منتجات الذكاء الاصطناعى التى ستساعدنا يتم بطريقة مثيرة للقلق. هذا الإلحاح يتم تبريره فى بعض الأحيان على حساب الحوكمة المناسبة والضوابط والتوازنات الكافية، فى محاولة لإيصال الابتكار إلى السوق. هذا الموقف يمكن أن يؤدى إلى مشاكل مع التكنولوجيا التى لم يتم فحصها بشكل صحيح قبل الاطلاق.
كما يبدو أن الإلحاح لاطلاق منتجات الذكاء الاصطناعى التى ستساعدنا يحدث بطريقة مقلقة. هذا الإلحاح يبرر أحيانًا على حساب الإدارة السليمة والرقابة والضوابط الكافية، فى محاولة لايصال الابتكار إلى السوق. ويمكن أن يؤدى هذا الموقف إلى مشاكل مع التكنولوجيا التى لم يتم فحصها بشكل مناسب قبل الاطلاق.
رغم ذلك، يستمر أباطرة التكنولوجيا فى الضغط من أجل المزيد من الابتكار، وغالبًا ما يفضلون الربح على رفاهية الكوكب. ويمكن أن يؤدى هذا السعى الدءوب نحو تقنيات جديدة أحياناً إلى طغيان الحاجة الملحة، ولتنفيذ الحلول علينا العودة إلى الأساسيات. يصدر العلماء تذكيرات صارمة بشأن الحالة الحرجة لمناخنا، مؤكدين ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة. إن التكلفة المناخية لتطوير الذكاء الاصطناعى نفسها ضخمة بسبب الموارد اللازمة لبناء نماذج الذكاء الاصطناعي. هذه نقطة علينا التعامل معها بحذر، لأن المزيد من التكنولوجيا ليس دائمًا هو الحل.
تتطلب الطوارئ العالمية لتغير المناخ حلولاً باتت فى متناول أيدينا. وقد يكون من الصعب تقبل هذه الحقيقة، لكن الواقع هو أننا نمتلك هذه الحلول منذ فترة طويلة. فالتحدى لا يكمن فى اكتشاف تقنيات جديدة، بل فى تنفيذ تلك التى نملكها بالفعل. للأسف، هذه الحلول ليست دائمًا جذابة للشركات لأنها قد لا تقدم فوائد مالية وقد تكون كلفتها كبيرة.
يجب أن يحدث تحول جذرى فى عقلية المؤسسات من التركيز على الربح فقط إلى التركيز على الاستدامة البيئية. هذا التحول ضرورى لمعالجة تغير المناخ بشكل فعال. وينبغى أن يكون التركيز على تنفيذ الحلول الموجودة بدلاً من انتظار الاختراق التكنولوجى التالي.
مع انفجار طفرة الذكاء الاصطناعى من حولنا، يجب أن نكون خطواتنا متزنة وأن نأخذ خطوتين للوراء بدلاً من الافتتان بأحدث الابتكارات كحل. ويجب أن تخضع هذه التكنولوجيا لأشد الضوابط نظراً للقوة التى تمتلكها. كما يجب ألا نستهين أيضًا بالحلول التى نملكها بالفعل. لدينا بالفعل الحل لتغير المناخ، إنها مسألة مدى جديتنا فى تنفيذه.