لم يكن مستبعداً على الاطلاق ان تمثل الهجمات الإرهابية الواسعة على سورية «المرحلة الثالثة» من المؤامرة التى تنفذ بالمنطقة وبدأت مرحلتها الأولى بقطاع غزة ثم تلتها لبنان فى المرحلة الثانية.
ما جرى فى مدن الشمال السورى بشكل مفاجئ وسريع وبشكل منسق ودخول المليشيات والجماعات الإرهابية إلى حلب ثانى أكبر مدن سوريا وعاصمتها الاقتصادية واحتلالها فى وقت قصير يكشف بوضوح ان هناك تخطيطاً ليس بين الجماعات الإرهابية فقط ولكن مع من أنشأها واحتضنها ويمولها ويشغلها ويمدها بالسلاح والتدريب والمعلومات وهى ليست دولة واحدة وإنما يقف وراءها الحلف الاستعمارى الغربى الذى ينفذ المؤامرة الكبرى على دول المنطقة بمشاركة دول إقليمية تتصارع مع الكيان الصهيونى على قيادة المنطقة والهيمنة على مقدراتها.
الهجمات الإرهابية المنسقة والمشتركة حدث خطير على الوطن العربى باعتباره تهديداً للمنطقة العربية من بوابتها الشرقية وإعادة احياء الصراع فى بعض جوانبه فى وقت تسعى فيه مصر لإحلال السلام والاستقرار فى المنطقة عبر اتصالات رئاسية ومشاورات للخارجية لإنقاذ المنطقة من الانزلاق مرة أخرى إلى منحدر لا يعرف أحد إلى ماذا ينتهى واخطاره إذا لم يتم التحرك السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
الهجمات الإرهابية على الشمال السورى جاءت لتخلط الأوراق ليس فى المنطقة أو الإقليم فقط وإنما فى العالم باعتبار ان هناك اتفاقات بين روسيا وسوريا للدفاع عن الأخيرة فى حالة وقوع عدوان عليها ثانياً هناك قواعد جوية روسية تضم أحداث أنواع الطائرات الحربية جاهزة للمشاركة فى صد أى عدوان وبالفعل تقوم بمهامها القتالية منذ اللحظة الأولى للهجمات الإرهابية ثالثاً: توجد لروسيا أكبر قاعدة بحرية فى طرطوس على الساحل السورى فضلاً عن قطع بحرية روسية تقوم بمناورات وحراسة الشواطيء على مدار الساعة.
الوجود الروسى لا يعجب بطبيعة الحال حلف الشر الشر الغربى الاستعمارى ولا القوى إقليمية لكنه بالنسبة لموسكو فأنه وجود إستراتيجى فى منطقة إستراتيجية مهمة للنفوذ الروسى فى أخطر مناطق العالم ولا يمكن لروسيا التفريط أو التنازل عن وجودها فى سورية والدفاع عنها.
يبقى أهم قوة عسكرية على الأرض وهى الجيش العربى السورى الذى استطاع الصمود 31 عاماً فى وجه أكبر مؤامرة إرهابية دبرها الحلف الاستعمارى الغربى وانتصر عليها ببقائه قادراً على الدفاع عن سوريا بعد ان كان الهدف الأول والأساسى تدميره وتفكيكه وكل المؤسسات المهمة الأخرى كما يبقى تلاحم الشعب السورى واصطفافه خلف قيادته أحد أهم عوامل الصمود والانتصار.