البداية تسلية وربح سريع.. والنهاية الخراب والإفلاس والسجن
مستشار المفتى: من أنواع الميسر.. محرم شرعًا
الخبراء: تؤدى إلى السلبية واللامبالاة.. والعلاج متاح
تسللت المراهنات الرياضية إلى اهتمامات الشباب، تزداد شعبيتها يوما بعد يوم، قد تدخل دائرتها بالصدفة أثناء تنزيل الأفلام فتقودك ضغطة زر إلى عالم من الوعود والأوهام..
لا تقتصر فقط على محبى كرة القدم بل تمتد إلى آخرين على المقاهى وفى المواصلات حجتهم التسلية، لكنه بالطبع إغراء الربح السريع وبعدها تتوالى الخسائر..
مئات الشباب سقطوا فى فخ المراهنات المدمرة وبعضهم تسبب فى أزمات أسرية والنتيجة كارثية لأن ورائها محترفون قادرون على تسخير الأمور لصالحهم وسحب أموال الشباب
خطر المراهنات الرياضية استوقف محمد القمحاوى ليبحث عن حكايات الشباب بين الوهم والإفلاس وينقل تحذيرات الخبراء حتى ينتبه الجميع.
إغراء التوقعات
مواقع المراهنات الرياضية متاحة للجميع، تعتمد على توقع نتائج مباريات كرة القدم ولا تقتصر على الخبراء ولا أصحاب المعلومات الرياضية، تحتوى على معلومات عن الفرق والمباريات، وإحصائيات ومعها أحدث التوقعات ..
الاشتراك بقيمة مالية والفوز للتوقع الصحيح وهناك الإعلانات الممولة على المواقع والسوشيال ميديا تقدم الروابط وصور بأرباح وهمية «لجر الرجل «وتشرح طريقة للعب والتسجيل وأكواد للحدث الذى تراهن عليه..
يحدثنا بعض الشباب الذين تكبدوا الخسائر ويحاولون تحذير الآخرين.
محمد على 22 سنة: التسلية أصبحت خراب بيوت.. أتمنى ألا يجربه أحد ولو على سبيل الفضول وأن تتصدى الجهات المسئولة لمنع هذه المراهنات مبكرا قبل انسياق المزيد من الشباب.
عرفت الموقع من صديق، أول يوم لعبت بـ 20 جنيهاً ووصلت الأرباح إلى 23 ألف جنيه وفضلت ألعب لحد ما فضل معايا 3000 جنيه وفضلت مكمل لعب سحبت 3000 جنيه وخسرتهم أيضا وقمت بشحن 50 وكل يوم على هذا الوضع وأغرانى صديقى أن المبالغ الصغيرة تخسر وعرض أن نشحن بمبلغ كبير، واستمرت الخسائر لأن اللعبة تعمل على خوارزميات ربع ساعة وتقف نصف ساعة وبالتالى تزيد الخسائر وأصبح مجموع ما خسرته 150 الف جنيه أنا مدين بهم وهكذا خسرت كل شىء وأنا فى مقتبل العمر ولم ابدأ حياتى العملية بعد!
إدمان من نوع آخر
يؤكد كلامه أحمد عبد الفتاح – مارس أيضا اللعبة ويصفها أنها ألعن من الهيروين ، وإدمان خطير بمجرد دخولك المراهنات قد تصل للتسول او السرقة
وشاهدت بنفسى أصدقاء باعوا ذهب زوجاتهم أو جهازهم لتعويض الخسائر..
المشكلة تبدأ بمبلغ صغير وعندما تكسب الطمع يزيد وتظل تلعب فتخسر فترجع تشحن لتكسب وتعوض خسارتك وأنت لا تعرف أنه طريق النهاية.
دخلت بسبب إعلان على الفيسبوك وكنت عائدا من السفر وشاهدت شابا يشحن أموالا لبرنامج المراهنات من السنترال.. بدأت بـ20 جنيها وصلت لـ 2000 ثم توالت الخسائر بما يعادل 50 الف جنيه..
للأسف الموضوع منتشر لكن دون ضجة و أخيرا استيقظت من غفوتى وقررت التوقف تماما والتواجد فقط على الجروبات لتحذير الشباب خصوصا من الإعلانات الممولة فهى شيطان متحرك وتقدم كل التفاصيل للانزلاق فى هذا المستنفع.
جابت رجلى
أما مصطفى سالم 18 سنة فقد بدأ اللعبة عندما دعاه زميله أثناء العمل، قائلا تعالى نراهن وهتكسب فلوس كثيرة.. شحنت بـ 100 جنيه وأنا جالس فى المكتب أتابع المباراة، كان الأمر مسليا أن تعمل وتسمع المباراة وتكسب رغم إنى لم أكن من مشجعى الكرة.. أول 100 رجعت 2000 جنيه فى يوم بينما أجرى اليومى أقل من ذلك فطمعت وسحبت الفلوس وصرفتها وراهنت بـ 400 جنيه، وبدأت الخسائر تتدفق وبدلا من العمل للحصول على أجر أصبحت أنفق ما تعبت فيه «جابت رجلى» واكتشفت أنواعا من المراهنات «كازينو وكوتشينة ومباريات» ولابد أن تفهم الفرق والقواعد واستمرت الخسارة حتى الإفلاس وأقلعت عن اللعبة وحذفت البرنامج من الموبايل لأودعها نهائيا.
ابحث عن الفضول
محمود ناصر 24 سنة اكتشف تطبيق المراهنات وحمله على الموبايل باعتباره لعبة مسلية لكن هذه اللعبة دمرت حياته ..كالعادة بدأ الأمر بالصدفة بتشجيع من زميله لم يكن مقتنعا بالفكرة لكن الفضول دفعه للتجربة وشحن أول مرة بـ300 خسرها فشحن فى نفس اليوم بـ 1000 وكسب 2300 شحن بـ 50 جنيها كسب 1200 سكنه الطمع بعد أن تعدت مكاسبه فى بضعة أيام 2000 او 1500 ووصل إلى 19 الف جنيه راهن بها وتضاعفوا إلى 50 الف جنيه وهنا تحالف الطمع والغرور ليخسر كل ما كسبه.. ويقارن حالته أثناء اللعب وهو كالمجنون حتى شعر أن الخسارة الكبيرة رسالة من السماء ليترك اللعبة قبل فوات الأوان وبالفعل عاهد الله ألا يفعلها ثانية بعد أن تغيرت حياته وترك عمله ذا الراتب الجيد وعرف لماذا يقارنها البعض بالإدمان.