خيرًا فعلت وزارة الشباب والرياضة بحظر التعامل مع المواقع المهتمة والداعمة للمراهنات، والحث على عدم الترويج لها تحت أى ظرف وبأى مسمى ممكن، لما تمثله من خطر داهم على الكرة المصرية خاصة والرياضة بصفة عامة.. وهو ما نادينا به من قبل عدة مرات، وحذرنا من تفاقم الوضع وتأثيره المباشر على منافسات اللعبة، مع تزايد رقعة المشاركة والمساهمة بشكل أو بآخر.
استمعت لأحاديث مختلفة ومتفرقة حول ما يدور فى ملف المراهنات، ونقلت بعضها كتابة وشفاهة لعدد من المسئولين، مع سرد وقائع محددة فى هذا الصدد وحكاوى تخص مشاركة لاعبين ومدربين فى الأمر عبر وسطاء، ومن خلال أكونتات خاصة ومعتمدة على هذه التطبيقات، وكانت صدمتى كبيرة عند تحقق بعض المشاهد فى المباريات كما أخبرنى بها البعض قبلها بــ 24 ساعة، كإصابة مفاجئة وتغيير اضطرارى فى الدقائق الأولى مثلا، أو طلب تغيير فى وقت مبكر للغاية من عمر المواجهة، وغيرها من الحالات غير المعتادة من قبل مدرب أو لاعب أو حتى إداري.
وها هى منظومات كروية كبيرة تلغى العمل بهذه التطبيقات تماما بعد ثبوت خطورتها على سريان المنافسة ونظافتها فى كل الأحيان، وبالتالى صار لزامًا علينا تجريم مثل هذه الممارسات والتصدى بحزم وحسم لكل من ينتسب لها، أو يشارك فيها بشكل أو بآخر.. أو من يدعو ويدعم خطواتها وإجراءاتها، سعيًا وراء المكاسب المالية المتعددة منها والتى يتوزع عائدها بين الوكيل والمدرب واللاعب فى بعض الأحيان.
نسعى جاهدين لتطبيق قواعد اللعب النظيف والوصول لمسابقة مميزة وبكل شفافية، فنحاول تارة من أجل الحضور الجماهيرى وزيادة الأعداد، وأخرى من أجل تفعيل الملاعب وفتحها وعدم اللجوء لقرارات الغلق والتغيير المستمر، وثالثة بتعديل تشكيلات اللجان الفاعلة والمرتبطة بكرة القدم سعيًا وراء أفضل تشكيل ممكن يساهم فى تحقيق المنافسة المطلوبة، ولذلك لم يعد هناك ما يحول بيننا وبين محاربة كل الظواهر والعوامل السلبية المؤثرة على خط سير المنافسات والواردة إلينا من منظومات وأطر كروية لا تناسب مجتمعنا من قريب أو بعيد.
الغريب أن هناك من جلس على كراسى إدارة الكرة المصرية ونادى من قبل بالعمل بهذه التطبيقات وإثراء الحركة الكروية بها، وشرع بعضهم بالفعل فى الأمر بشكل مباشر أو غير مباشر.. ولكن لم يمهلهم التغيير لإتمام ما طالبوا به وللأسف حقق الآخرون لهم ما أرادوا فيما بعد، وسقط الجميع فى بئر عميقة لم ننتبه إليها إلا مؤخرًا.. وها هو بيان وزارة الشباب والرياضة جاء ليعيد لنا الأمل فى القضاء على هذه الظاهرة والعودة مجددًا للمنافسة الصافية البعيدة عن تدخلات الخبثاء والباحثين عن المكاسب الفـورية غير المرتبطـــة بأســس أو معـــايير أو قواعد عامة حاكمة لها.