أصدرت وزارة الشباب بيانًا رسميًا منذ أيام نفت فيه أنها أصدرت قرارًا بالموافقة على إشهار شركة مراهنات رياضية فى مصر وأكدت أنها ستقوم بعدة إجراءات مع الجهات والمؤسسات المعنية لمنع الترويج لهذه الممارسات – أى المراهنات.
يأتى هذا البيان بعد الإعلان عن موافقة وزارة الاستثمار المصرية – وليس وزارة الرياضة – على إشهار شركة مراهنات رياضية للعمل فى مصر.. ولم يصدر بيان عن وزارة الاستثمار لنفى أو تأكيد الخبر.. بينما وفى نفس الوقت تم إلغاء تطبيق مراهنات شهير فى مصر وإجراء عدة إجراءات لإلغاء بقية التطبيقات المماثلة.
جاء ذلك بعد نشر أخبار عن انتحار أحد الشباب بسبب تلك المراهنات بل يدعى الكثيرون أن هناك جرائم شبابية كثيرة كان وراءها هذه المراهنات أو القمار الإلكترونى وهى أحد بل أبرز ألعاب حروب الجيل الرابع حول العالم.
والمراهنات هى نوع من القمار المحرم بشكل إلكترونى وهى إحدى وسائل الفساد فى العالم لذلك قامت دول مثل هولندا وبلجيكا وإيطاليا بحجب مواقع المراهنات الرياضية لديها كما حجبتها رسميًا أيضًا حوالى 13 ولاية أمريكية وذلك بعد أن انتشرت مواقع المراهنات خاصة فى مجال كرة القدم فى العالم كله.. ويمارس كثير من شبابنا هذه المراهنات بشكل أو بآخر على الدوريات والبطولات الأوروبية ولكنها المرة الأولى – رسميًا – التى يعلن فيها عن تطبيق إلكترونى يمارس المراهنات فى الدورى المصري.. ولكن الحقيقة المؤسفة أن المراهنات بشكل ما يمارسها شبابنا فى الدورى المصرى أيضًا ولكن بطرق غير رسمية وتلجأ شركات المراهنات كثيرًا للتلاعب فى نتائج المباريات من خلال الرشاوى سواء للاعبين أو الحكام أو المسئولين والمدربين فى بعض الفرق لضمان أكبر نسبة من الأرباح مثل تحقيق نتائج عكس المنطق والتوقعات.
وتنتشر المراهنات برغم أنها محرمة شرعًا فى كثير من الدول العربية ومعظم شركات المراهنات فى الدول العربية مرخصة فى دول أجنبية ويستطيع الشباب الوصول إلى هذه المواقع بسهولة.. وانتشرت مواقع القمار الإلكترونى «وهذا هو اسمها الصحيح» فى مصر مما يحتم تدخلاً سريعًا سواء من مجلس النواب أو أى جهة إعلامية مسئولة لحماية شبابنا من الوقوع فى شباك هذه الشركات المحرمة.
والقرآن الكريم حرم القمار شرعًا، قال سبحانه وتعالي: «يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه»، والميسر هو القمار بما فيه سباق الخيل وغيره إذا تنافس عليه الناس ومن كسب الرهان أخذ ربحًا ولم يكسب خسر مالاً وهو محرم شرعًا.. بل إن كل الأديان السماوية تحرمه.
هذا الجدل الذى يدور حاليًا فى مصر غريب جدًا لأن القانون فى مصر يحرم المراهنات بل إذا ثبت أن إحدى الشركات المرخصة فى مصر قانونًا تساهم فى شركة مراهنات فإنه يتم إلغاء الترخيص فورًا.. ويوجد قانون مصرى يحظر تمامًا منح تراخيص لشركات المراهنات والقمار.
القانون يحظر المراهنات والشرع يحرم المراهنات.. والواقع يؤكد خطورة المراهنات بعد انتحار البعض.. فلماذا يدور هذا الحديث الآن؟.. الإجابة ببساطة لأنه برغم القانون والشرع والواقع فإن المراهنات تجرى إلكترونيًا وشبابنا يمارس القمار الإلكترونى وهناك حاجة ماسة لتدخل الدولة وإيقاف كل التطبيقات الإلكترونية التى تساعد على انتشار الفساد مثل المراهنات وغياب الوعي.
أتمنى أن تهتم وزارة الاتصالات مع لجنة الاتصالات بمجلس النواب برئاسة الصديق والزميل أحمد بدوى بتشكيل لجنة فنية قانونية لتحديد المواقع والتطبيقات الإلكترونية التى تساهم فى تغييب الوعى وإفساد عقول الأجيال الجديدة وتحطيم القيم الاجتماعية بل والدينية فى مجتمعنا.. وحظرها حظرًا فعالاً فى مصر.
لابد أن نعترف أن حروب الجيل الرابع يمارسها أعداء الوطن ضدنا وأن بعض شبابنا – للأسف – بلا وعى وبلا قصد يقع فريسة لهذا الوباء فى كثير من المواقع والتطبيقات وهو نوع من أنواع الحرب الحقيقية ضدنا.
لقد اعترف أحد قادة العدو الصهيونى بأنهم يمارسون هذه الحرب ضد أبناء العرب والمسلمين.. وأكد أن الهدف هو إضعاف الأجيال الجديدة وإفسادهم قيميًا ومعنويًا ودينيًا.
وبرغم أن مصر حاليًا تملك قوة الردع لأى من يفكر فى الاعتداء عليها وقادرة بقوة أبنائها وتجهيز جيشها أن يردع بل يهزم أى معتد أثيم.. فإن أعداء مصر يفكرون فى المستقبل من خلال هدم الأجيال الجديدة وإضعافهم سواء من خلال اللغة العربية وهى لغة القرآن والأحاديث النبوية وهما – أى القرآن والأحاديث – هما أقوى سلاح لتنمية وتطوير الإنسان قيميًا ودينيًا ودنيويًا.. فإذا تم تغييب الأجيال الجديدة عن لغة القرآن أصبح من السهل هزيمتهم نفسيًا ومعنويًا.. كذلك نشر الفساد والرذيلة وتشكيل النشء والشباب فى إمكانياتهم وقدراتهم وإشاعة الفساد والفحشاء والرذيلة والتعامل مع السلبيات ببساطة شديدة حتى تشيع بينهم ويعتبرونها أمرًا عاديًا وبذلك يمكن التأثير عليهم وإضعافهم وهزيمتهم.
ولا شك أن المراهنات ونشر الفساد وقتل القيم فى المواقع الإلكترونية ونشرها بين الشباب بل والأطفال وإدمان كثير من الأطفال والشباب هذه التطبيقات والمواقع أصبحت تهديدًا حقيقيًا لمجتمعاتنا خاصة أنها مواقع وتطبيقات يسهل الوصول إليها.
وانتشرت فعليًا فى مصر والوطن العربي.. وللأسف دفعت هذه التطبيقات بعض الشباب والنشء إلى الانتحار أو ارتكاب الجرائم فى حق أنفسهم أو الغير والإساءة للمجتمع ككل وهو الأمر الذى يعتبر خطيرًا ويستدعى تدخلاً عاجلاً لحماية الأفراد والمجتمع من آثارها السلبية.
وكانت أجهزة الأمن قد تمكنت من ضبط أكثر شبكة لنهب أموال الناس من خلال المراهنات وسحب أموالهم عبر التطبيقات والمواقع الإلكترونية الخاصة بالمراهنات بل إن بعض أعضاء تلك الشبكة يعملون وكلاء معتمدين لدى تلك المواقع والتطبيقات.. وهذا الحادث الذى نجحت الأجهزة الأمنية فى مصر من الكشف عنه يؤكد حقيقة العصابات الإجرامية والأجهزة المعادية التى تحاول بشتى الطرق التأثير على شبابنا وأطفالنا وتحطيم معنوياتنا ونشر الفساد.
لقد جاء الحوار والحديث عن تطبيق المراهنات الذى تردد أن وزارة الاستثمار سمحت به فى مصر ليكون منطلقًا لمواجهة الفساد الإلكترونى ومواجهة كل الحروب الإلكترونية الموجهة لشبابنا وأطفالنا.. ولعل بيان وزارة الرياضة الذى بدأنا بالحديث عنه يكون منطلقًا للمواجهة الحاسمة والجادة لهذه الحرب الإلكترونية.