تتحول عند البعض الى حالة «إدمانية» .. والمراهقون الأكثر إقبالاً
«موت وخراب ديار».. هكذا يمكن توصيف المراهنات الإلكترونية التى انتشرت مؤخرًا عبر المنصات الرقمية تبيع الوهم على مواقع التواصل الاجتماعى وتنشر هوس الثراء السريع للباحثين عن ضربة الحظ وتحقيق الأحلام الوهمية التى يصحو أصحابها على كوابيس مفزعة من الفقر والخراب وانهيار الأسر وتفككها مما يهدد استقرار المجتمع وسلامته.
ظاهرة المقامرات أو المراهنات الإلكترونية أصبحت تدق ناقوس الخطر وتستوجب المواجهة الحاسمة لما ظهر منها من أضرار تضرب بقوة فى جميع الاتجاهات فلم يسلم منها الأشخاص ولا الاقتصاد وباتت تنذر بكارثة.
بل ان الارقام تقول أن ٩٠٪ من الاقتصاد العالمى قد يقع تحت وهم المراهنات الالكترونية والمكاسب السريعة.
«الجمهورية» تفتح الملف، وتستطلع رأى خبراء أمن المعلومات والمجتمع الرقمى لنبحث عن خطة تنتشل المجتمع من هذه الآفة الرقمية التى تستقطب الحالمين بالثراء السريع والمغيبين عن الأضرار الخطيرة لتلك الظاهرة.. وذلك فى سطور التحقيق التالي:
محمد الحارثى خبير أمن المعلومات، يؤكد أن المراهنات الإلكترونية انتشرت بين المصريين فى السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ ويعود ذلك إلى عدة عوامل متداخلة أبرزها التسويق غير المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تلعب الإعلانات الممولة والمحتوى الترويجى من المؤثرين وحتى المناقشات العادية حول الأرباح الوهمية دورًا أساسيًا فى جذب شريحة كبيرة من المستخدمين خاصة الشباب إلى هذه المنصات غير القانونية التى يتم الترويج لها أحيانا تحت ستار «فرص الربح السريع»، مما يغرى الكثيرين بخوض التجربة دون إدراك العواقب الحقيقية ومع تزايد الضغوط الاقتصادية يبحث العديد من الأفراد عن مصادر دخل إضافية وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للوقوع فى فخ هذه المواقع التى تعدهم بأرباح كبيرة مقابل مبالغ بسيطة، بينما الحقيقة أنها مصممة لضمان أرباح المشغلين على حساب المستخدمين.
وأضاف الحارثي، أن سهولة الوصول إلى هذه المنصات تمثل سببًا رئيسيًا فى انتشارها، حيث لم تعد تقتصر على الكازينوهات التقليدية بل أصبحت متاحة عبر التطبيقات والمواقع الإلكترونية التى تقبل وسائل دفع إلكترونية متعددة مما يسهل على أى شخص الاشتراك والمشاركة دون أى قيود حقيقية وهذا الانتشار يرافقه غياب الوعى القانونى لدى كثير من المستخدمين فالبعض لا يدرك أن المراهنات الإلكترونية فى مصر تعد نشاطًا غير قانونى ويمكن أن تؤدى إلى مشاكل قانونية بجانب الخسائر المالية، إضافة إلى ذلك تلعب العوامل النفسية دورًا كبيرًا فى إدمان هذه الألعاب حيث تعتمد على تقنيات تحفيزية مثل المكافات الأولية والإثارة اللحظية مما يدفع المستخدمين للاستمرار فى الرهان أملاً فى تعويض خسائرهم وهو ما يؤدى فى النهاية إلى خسائر متتالية وإدمان القمار الإلكتروني.
ويشير خبير أمن المعلومات، إلى أنه بجانب الأفراد، فهناك بعض الفئات الاجتماعية تأثرت بهذا الاتجاه حيث ظهر نوع جديد من المحتوى الترويجى يقدمه بعض اليوتيوبرز والمؤثرين الذين يستعرضون أرباحهم من هذه المراهنات، مما يعطى انطباعًا زائفًا بأنها طريق مضمون للثراء، لافتا إلى أن بعض هذه المنصات تلجأ إلى استغلال المستخدمين الجدد من خلال عروض جذابة مثل مضاعفة الرصيد عند أول إيداع لكنها فى النهاية تستنزف أموالهم تدريجيًا، ومع غياب رقابة فعلية على الإنترنت أصبحت هذه الظاهرة أكثر انتشارًا، مشيرًا إلى أن الحلول لمواجهة هذا الانتشار تتطلب وعيًا مجتمعيًا أكبر إلى جانب تشديد القوانين وتنفيذ حملات توعية ضد مخاطر المراهنات الإلكترونية للحفاظ على الأفراد من الوقوع فى هذا الفخ الذى يؤدى إلى خسائر مالية واجتماعية جسيمة.
ويشدد الحارثى على أن هذه المراهنات لها مخاطر كثيرة من استنزاف الأموال الخاصةً بالمواطنين حيث تتسبب فى وقوع جرائم مرتبطة بتلك النوعية خاصة بعد خسارة الأموال، مؤكدا أن التصدى لها يكون بالوعى الذى يعتبر خط الدفاع الأول لحماية المجتمع، إضافة إلى مناقشة تلك الظاهرة وإمكانية وجود تشريع ينظم التمويل الجماعى بشكل رسمى وفقا للقواعد وتحت إشراف رسمى وقد يكون هناك بديل منظم يستوعب فكر الاستثمار الفردى وفقا لآلية عمل تتوافق مع تلك الشروط المنظمة الخاصة بالتمويل الجماعى وتنظيم عمليات الأرباح حسب ما يتم تقديمه من خدمات استثمارية.
الدكتور عبدالوهاب غنيم نائب رئيس الاتحاد العربى للاقتصاد الرقمي، يقول إن الجريمة السيبرانية لها أشكال كثيرة، والنصاب الإلكترونى ذكى جدا، ويقع فى شباكه الطامع وعديم الثقافة الإلكترونية الذين يتجاهلون الوسائل الرسمية للاستثمار عن طريق البنوك وغيرها، مشيرا إلى أن عصابات غسيل الأموال وتجار المخدرات هم العملاء الأكبر فى المراهنات الإلكترونية مع الأخذ فى الحسبان أن 9 ٪ من الاقتصاد العالمى يقع تحت وهم المراهنات الإلكترونية والمكاسب السريعة والسبب فى ذلك يرجع بالطبع إلى الرغبة المحمومة فى الثراء السريغ وعدم الوعى وضعف الثقافة لدى المواطنين، حيث إن لدينا فجوة رقمية كبيرة بيننا وبين الدول المتقدمة، وهنا يأتى دور الإعلام الذى يجب أن يهتم بهذه القضية لأن تلك الظاهرة تمثل خطرا كبيرا على الاقتصاد الوطنى لأنه عندما يتم استثمار هذه الأموال بطرق رسمية يعود بالنفع على الدولة بالكامل ولكن هذه المراهنات تؤثر على الإنتاج والاقتصاد وللأسف الشديد نجد أن المواطن يعود إلى الاستثمار فى القنوات المشروعة بعد فوات الأوان وتعرضه للنصب.
وتابع غنيم أن أغلب هذه المنصات تستهدف مصر من الخارج، لذلك يصعب الوصول إليها واسترجاع الأموال من هذه العصابات المنظمة لذا يجب التصدى لهذه الظاهرة عن طريق التوعية من خلال الإعلام بكافة وسائله وكل دور العبادة كالمساجد والكنائس علاوة على تخصيص مادة دراسية بالمؤسسات التعليمية لتوعية الأطفال بخطورة هذه المنصات الوهمية والمراهنات الإلكترونية.
وأضاف نائب رئيس الاتحاد العربى للاقتصاد الرقمى أن الجريمة السيبرانية لا يمكن التحكم فيها على مستوى العالم بسهولة لأننا نتعامل مع مجرم على قدر عال من الذكاء ويجيد التخفى ولا يمكن الوصول إليه بسهولة، لذلك يجب أن يتكاتف الجميع فى سبيل مواجهة هذه الظاهرة التى أصبحت خطرا داهما على اقتصاد الدولة، مقترحا أن يتم إطلاق حملة قومية شاملة تركز على الجرائم الإلكترونية والمراهنات وتوضح خطورتها وتحذر من الوقوع فى براثنها وذلك بالتزامن مع خطة للقضاء على الفجوة الرقمية لأن التكنولوجيا أصبحت منهج حياة وتطبيقات الذكاء الاصطناعى تساهم بصورة كبيرة فى تطوير هذه المنصات والمراهنات الإلكترونية عن طريق استخدام الصور والأصوات لشخصيات مؤثرة والتحكم فيها لتوصيل رسائل غير صحيحة للمواطن تسهل عملية النصب عليه.
الدكتور أسامة العبد وكيل لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، يؤكد أن ظاهرة المقامرات الإلكترونية أصبحت خطرًا لا يمكن السكوت عليه نظرا لما تتسبب فيه من ضياع وتفكك للأسر، مشددا على أنه سيتم العمل داخل مجلس النواب خلال الفترة القليلة المقبلة على التصدى لتلك الظاهرة بكل الوسائل الممكنة.
وأضاف العبد أن المؤسسات الدينية فى الدولة تهتم بكل شئون الحياة وتعالج كافة المشاكل فى المجتمع ،فبمجرد ظهور المشكلة تتم دراستها فى مجلس النواب ووزارة الأوقاف وهيئة كبار العلماء وإذا كانت تتوافق مع الشريعة يتم توضيح الأمر للمجتمع وإذا كانت عكس ذلك يتم التصدى لها ومن يستجيب للشرع فقد فاز ولم يقع فريسة لهؤلاء النصابين ومن لم يستجب قد خسر ووقع تحت طائلة هذا الوهم.
الشيخ سامح عثمان من علماء الأوقاف يقول إن المراهنات الإلكترونية هى أحد أشكال المقامرة حيث تقوم فكرتها على تكهن نتيجة معينة وفى حالة تطابق النتيجة الفعلية للواقع يحصل المتوقع على مبلغ مالى نظير توقعه وفى حالة عدم حدوث ذلك يخسر ما قدمه من مال هذا و قد حذرت المؤسسات الدينية من الإنتشار الواسع لهذه الظاهرة وغيرها من الظواهر الخطيرة التى تستهدف الأفراد لا سيما الشباب، حيث أطلق مجمع البحوث الإسلامية حملة توعية تحت عنوان «حلالا طيبا» وذلك للحد من انتشار المراهنات الإلكترونية التى تعد شكلا من أشكال القمار المحرم شرعا.
الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، يحذر من خطورة المراهنات الإلكترونية قائلا: إنها عمليات نصب واحتيال تفقد الفرد مدخراته وتجعله ضحية لهؤلاء النصابين الذين يستخدمون التقنيات الحديثة فى استقطاب ضحاياهم وتصدير وهم الثراء السريع لهم.
وأشار إلى أن أخطر الآثار الاجتماعية التى تترتب على تلك المراهنات هو ما يعصف باستقرار الأسر وسلامة المجتمع، حيث تتسبب الخسائر التى يمنى بها المقامرون فى تلك المخاطرة فى تفكك الأسر وانفصال الأزواج وتشرد الأبناء وذلك بسبب فقد رب الأسرة لممتلكاته فى تلك المراهنات. مطالبا بالانتباه لخطورة السوشيال ميديا والرقمنة والذكاء الاصطناعى وعدم تقنين استخدامها فى ظل انتشارها الواسع فى المجتمع وما تجلبه من حالات إدمان رقمى تمثل المراهنات الإلكترونية عرضا أساسيا منها.
الدكتور أحمد فخرى أستاذ علم النفس ورئيس قسم العلوم الإنسانية بجامعة عين شمس، يؤكد أن المراهنات الإلكترونية يقبل عليها «الشخصية الإدمانية»، حيث إن السلوك الإدمانى لا يرتبط فقط بالمخدرات وإنما هو رغبة لدى الشخص للمقامرة على أى شيء فى سبيل الحصول على الكسب السريع والوصول دون أى مجهود لما يريد تحقيقه من مكاسب وهو ما يمكن أن يندرج تحت وصف «الفهلوة» التى انتشرت بشكل كبير بين قطاع عريض من المجتمع.
ويضيف فخري: تجتذب المراهنات الإلكترونية بالطبع فئة المراهقين الذين تندفع شريحة منهم إلى تلك المراهنات دون الالتفات إلى أى حسابات أخرى والرغبة فى إشباع احتياجاتهم التى لا تلبيها بسرعة ومن دون تخطيط سوى «المقامرات الإلكترونية» من وجهة نظرهم.
وعن الأثر النفسى الذى تتسبب فيه المراهنة الإلكترونية يقول رئيس قسم العلوم الإنسانية بجامعة عين شمس: إن المراهنات تحقق لدى الشخص نوعا من الانتصار الداخلى الوقتى والزائف وليس إنتاجًا على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين يقعون فى فخ النصب الإلكترونى يتعرضون للاكتئاب ومن ثم يتسببون فى إيذاء أنفسهم والآخرين، ونرى حوادث مثل الانتحار والقتل داخل الأسر، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية والجسمانية والعزلة والانسحاب من المجتمع.
ويوضح فخرى أن تلك الآفة الرقمية التى انتشرت داخل المجتمع تستوجب مواجهة حاسمة تبدأ من مؤسسات التنشئة وأولها الأسرة لتدريب الأطفال على المسئولية والتخطيط الجيد قبل الإقدام على أى خطوة إلى جانب تدريب الطلاب داخل المدراس والجامعات على أساليب الربح الجيدة والنزيهة، مشيرا إلى دور الإعلام الذى يجب أن يقوم بحملات التوعية المكثفة بخطورة المقامرات الإلكترونية من ناحية، وتسليط الضوء على النماذج الناجحة من المشروعات الصغيرة والأفكار المستنيرة لترسيخ مفهوم الإنتاج الحقيقى القائم على العمل الدءوب لدى المجتمع.
فى كرة القدم ..
المراهنات تدمر اللعبة وتغرى اللاعبين على التلاعب

د.طارق الادور
خطفت كرة القدم القلوب فى كل أنحاء العالم وأصبحت حديث الشارع لكل أطياف المجتمع.. فلا تكاد تجلس فى اى مكان عام سواء فى ناد أو مقهى أو مكان نزهة إلا ووجدت حديثا عن مباريات كرة القدم، وانتقل الأمر إلى أماكن العمل المختلفة ولا يكاد يخلو مكان عمل فى وقت الفراغ من حديث كروى عن توقعاتك لفريق فائز أو من سيسجل الأهداف مثلنا يحدث مثلا عندما تكون هناك مباراة هامة مثل الاهلى والزمالك اليوم.
وبالتأكيد تجد نفسك فى نقاشات محتدمة مع أصدقائك من محبى كرة القدم قبل كل مباراة حول الفريق الذى يتوقع كل منكم فوزه، ولكن ذلك كان يجرى بشكل ودى دون دخول عنصر المادة فى الحوار.
تطور الأمر فى السنوات الأخيرة ومع انتشار المواقع الإلكترونية التى دفعت الشباب للدخول فى برامج تسمى الفانتازى يضع فيها المشارك مجموعة من التوقعات تترجم بعد ذلك إلى نقاط فى كل جولة من جولات المسابقة مثلما يحدث الآن فى فانتازى الدورى الإنجليزى ودورى أبطال أوروبا، ولكن يبقى ذلك أيضا دون دخول عنصر المادة.
ومع زيادة الاهتمام بكرة القدم وتحولها إلى صناعة عملاقة دخلت الشركات الكبرى فى العملية بهدف تحقيق مكاسب طائلة مما يسمى بالمراهنات، وتسللت تلك الفكرة الى المشجعين فى اوروبا وبدأوا يتعاملون مع تلك الشركات من خلال تطبيق يضع من خلاله توقعاته سواء نتيجة المباراة او عدد اهداف المباراة او فارق اهداف الفوز ولكن هنا دخلت المادة لأن المراهن يضع قيمة من المال لتلك المراهنة ، وأما ان يفوز بتوقعه فيحصل على مبلغ مالى من نسبة دخوله للمراهنة أو يخسر التوقع فيخسر ايضا كل المال الذى راهن به.. أما تلك الشركات اللعينة فهى تضمن مكسبها سواء سواء كان توقع المشارك سليما أو خاطئا.
تحول الأمر إلى الإدمان لبعض المشاركين حتى لو خسروا الكثير من الأموال معتقدين ان الرهانات الجديدة ستعوض هذه الخسائر.
وكما يقول الأطباء النفسيين تحول الأمر تدريجيا إلى الإدمان سواء فازت توقعات المراهن لتحقيق المزيد من المكاسب، او خسرت التوقعات بهدف تعويض الخسارة، مثلما كان يحدث على ترابيزات القمار فى الماضى بلعبات الكوتشينة وتحولت كرة القدم فى وجود تلك الشركات من رياضة سامية تخرج الطاقات وتمتع مشاهدها إلى ترابية قمار.
وبالتأكيد دخل الأمر فى رأى الاديان وحتى الاعراف المجتمعية وكلها نهت عن هذا النوع من المراهنات.. بل ونصف القوانين المصرية على تجريمه ووضع الأحكام القضائية ضده.
الأمور استفحلت فى السنوات الاخيرة بسبب دخول بعض أطراف اللعبة مثل اللاعبين والمدربين وحتى الاداريين فى اللعبة ولكن من وراء ستار . فاللاعب الذى يجد ان اغلب الأصوات تصب لمصلحة فوز فريقه يمكنه ان يتلاعب فى نتيجة المباراة من خلال التفويت للمناسبات وعندئذ سيحصل على مكاسب هائلة لان التوقع الاقل دائما يحصل على مبالغ كروية أكبر ومن هنا أصبحت الجريمة جريمتين الأولى بالمراهنة والثانية بالتلاعب فى نتيجة المباراة.
وصل الأمر للفيفا الذى اكتشف عبر سنوات دخول بعض العاملين فى مجال كرة القدم هذا المجال المحرم فخرج بتوجيهات صارمة بعدم دخول كل من يعمل فى حقل كرة القدم هذا المجال ولكن دون تكريم صريح لعملية ألم اهنات نفسها فقال الفيفا نصا:
تعد المراهنة قطاعاً متنامياً فى جميع أنحاء العالم، ويقدر FIFA أن إجمالى حجم التداول العالمى من المراهنة على بطولات كرة القدم يبلغ المليارات. وفى الوقت الذى يمثل فيه هذا القطاع مصدراً لتمويل الرياضة، فإنه يمثل من الجهة الأخرى خطراً حقيقياً على نزاهة كرة القدم.
ففى سياق التلاعب بالمباريات، يمكن التأثير أو التلاعب فى مسار أو نتيجة مباراة أو بطولة لكرة قدم بهدف جنى الأرباح عبر مراهنات غير قانونية.
ويلتزم FIFA التزاماً تاماً بحماية نزاهة كرة القدم فى جميع أنحاء العالم، وبالتالى فقد وضع قواعد محددة للمراهنة والمقامرة وغيرها من النشاطات المماثلة فى كرة القدم.
وحظر فيفا نصا على الحكام واللاعبين والمدربين وكل من يعمل فى مجال الكرة من المشاركة، بشكل مباشر أو غير مباشر، فى المراهنة أو المقامرة أو اليانصيب أو الفعاليات أو المعاملات المماثلة المتعلقة بمباريات أو بطولات كرة القدم و أى نشاطات تتصل بكرة القدم.
يجب ألا يكون لديهم أى مصالح، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتنص المادة 26 من مدونة أخلاقيات FIFA، يمكن أن يخضع المشارك فى اعمال المراهنات لتحقيق فى النزاهة، والذى يمكن أن يؤدى بدوره إلى غرامة لا تقل عن 100,000 فرنك سويسرى وحظر المشاركة فى أى نشاطات متعلقة بكرة القدم لمدة أقصاها ثلاث سنوات.