عرف بالإمام «المفوه».. الأزهرى الفقيه أبى أن يجهض كلمات الحق المصلح والمجدد.. تلميذ الإمام محمد عبده الواعى المدرك بأهمية تعليم طلاب الأزهر اللغات الأجنبية.. هو الإمام الذى كان حديث العالم فى لحظة فارقة من التاريخ بإعلان موقفه الرافض لفكرة اشتراك مصر فى الحرب العالمية الثانية بالتحالف أو التعاون مع أى من المعسكرين المتحاربين الإنجليز الذين كانوا يحكمون مصر أو مع الألمان للتخلص من الاحتلال البريطاني.. ورددت إذاعات وكتبت صحف العالم فى دول الحلفاء والمحور مقولته التاريخية بشأن الحرب «إن مصر لا ناقة لها ولا جمل فى هذه الحرب.. والمعسكران المتحاربان لا يمتان لها بصلة». وموقفه لم يهز المعسكرين فقط فى نهاية ثلاثينيات القرن الماضى بل أحدث أيضاً ضجة كبيرة فى الحكومة المصرية فالقائل شيخ الأزهر ومكانة الأزهر لها وضع خاص لدى عموم المصريين والعالم الإسلامي.
هذا الرأى الصريح أقلق الحكومة الإنجليزية لأنه صادر عن مصر التى تستعمرها بريطانيا وتملك الموقع الاستراتيجى بين الشرق والغرب.. كان اسمه يتردد على كل لسان فتصريح الإمام الأكبر للأزهر تلقفته وكالات الأنباء العالمية فى ذلك الوقت وكان ضربة للمعسكرين لكن الضربة الأكبر كانت لبريطانيا العظمى باعتبار أن مصر خاضعة لاحتلالها منذ عام 1882 قبل اندلاع الحرب بنحو 57 عاماً.. بينما العالم يردد اسمه ضغطت الحكومة البريطانية على السراى لاصدار بيان حول موقف شيخ الأزهر.
والحقيقة الإمام مصطفى المراغى شيخ الأزهر لم يكن شيخاً عادياً فقد كان صاحب بصمة مهمة ولد الامام فى 9 مارس عام 1881 ومصر مكبلة بالديون وفى ظروف صعبة قبل ثورة عرابى بنحو عام وشهور والوضع الاقتصادى مترد تماماً.
ولد الشيخ محمد بن مصطفى بن محمد عبدالمنعم المراغى نسباً إلى «مراغة» مركز جرجا أحد مراكز سوهاج المهمة.. وكان ولادته فى قلب الصعيد أو كما يردد الكثيرون الصعيد الجوانى فى رمز للأصالة وهى قرية أنجبت عددا كبيرا من العلماء والمفكرين والوزراء والسياسيين والكتاب والصحفيين ورجال الإعلام وحرص والده على تعليمه فى أحد «كتاتيب» مراغة التى كانت منتشرة فى ذلك الوقت ومع تعلمه مبادئ القراءة والكتابة الأولى وحفظ القرآن ليتأهل كرغبة والده فى التعلم فى الأزهر وبالفعل نال شهادة العالمية وعمره 24 عاماً بتشجيع من أستاذه الإمام محمد عبده وحاز على المركز الأول.
الطفل محمد المراغى كانوا يطلقون عليه فى قريته لقب شيخ بينما كان صغيراً لم يظهر نبوغه بعد.. فقد كان آية فى الذكاء وإليه يعود الفضل لمد جسور العلم الغربية إلى الأزهر بل ان نبوغه جعله على كرسى المشيخة وعمره 46 عاماً الذى شغله على دورتين الأولى مع دستور 23 واستقال عام 29 والثانية عودته إلى المشيخة عام 35 حتى وفاته فى ٢٢ أغسطس 1945 وعرف عن الرجل الصراحة والمواقف الواضحة فقد كان عالماً جليلاً لا يخاف فى الله لومة لائم.
موقف المراغى بشأن الحرب جعله واحدا من أهم الشخصيات التى يتحدث عنها العالم خاصة أنه من دولة ليست فى محور ألمانيا الأمر الذى أزعج الإنجليز ضد الحكومة المصرية.. وبعد فترة فهم البريطانيون معنى كلام شيخ الأزهر وتفادوا الصراع بين الشيخ المراغى وسط إِثارة الرأى العام فى مصر وتشابكات الأحزاب وضعف السراي.. وهدأ الموقف لكن دوماً تحت الرماد نار تنفجر فى أى لحظة.. وهدأت العاصفة بين الأزهر والسراى من ناحية وبين الأزهر والإنجليز من ناحية أخري.
وقاد المراغى – هذا أيضاً أثار الانجليز – حملة للتبرع ضد بريطانيا لصالح المقاومة للاحتلال فى السودان وبلغت التبرعات التى قادها بنفسه مبلغاً كبيراً وقتها.
كان المراغى قد اكتسب شعبية كبيرة ليس بهذا فقط بل عام 45 بعد أن هدأت الحرب العالمية الثانية وكان الملك فاروق قد انفصل عن زوجته الأولى الملكة فريدة.. وعبر دائرته ألمحوا للشيخ المراغى أن يصدر فتوى تحرم زواج الملكة مرة ثانية وهنا رفض المراغى وبات الموضوع حديث الشارع.
ووصل الأمر أن المراغى كان يتلقى علاجه فى مستشفى المواساة بالاسكندرية وزاره الملك فارورق الأول وهنا تحدث وجهاً لوجه فقال له المراغى من على سرير المرض «عبارته الشهيرة» الطلاق لا أرضاه، أما التحريم فلا أملكه.. والمراغى لا يستطيع أن يحرم ما أحل الله.
وظل المراغى فى الشارع المصرى واحدا من شيوخ الأزهر الشريف الذين تأثروا ببيئتهم فى الصعيد الجوانى وفى قريته التى كان لها شأن كبير أ.. وكانت أمنية والده الحاقه بالأهر مثل أقربائه أبناء الصعيد فى هذا الوقت المبكر من القرن الماضي. وكانوا يلقبونه بـ «الجنتلمان».
تكونت شخصيته الفذة عندما جاء إلى الأزهر والتقائه أستاذه الشيخ محمد عبده الذى تأثر بمنهجه السلوكى ونبغ تحت كنفه وحصل على شهادة الدكتوراة وهو فى سن 24 عاماً حائزاً على المركز الأول بين زملائه وكان قد عمل فى دنقلة بالسودان وتولى منصب قاضى القضاة ومع ثورة 19 عين رئيساً للمحكمة الشرعية العليا.
والمراغى الإمام والشيخ اكتسب شعبية كبيرة فى المجتمع المصرى والإسلامى بآرائه الفقهية ومواقفه الوطنية وصلابته فى الدفاع عن هذه المواقف والآراء فقد كان من طبيعته التيسير والسهولة على المسلمين ويعود إليه العمل على تعديل القانون الخاص بإباحة الطلاق للمرأة التى تشقى مع زوجها ولا تستطيع الفكاك منه وكان من رأيه جعل الطلاق ثلاثاً فى لفظ واحد بطلقة واحدة وهى قضية أثارت جدلاً فقهياً عميقاً عرضته لحملة شرسة من المتشددين وانتصرت أفكاره فى النهاية.
وتحدث عنه الشارع المصرى والإسلامى عندما اختير شيخاً عام 1928 ومع اختياره أحيا مشروعه الوطنى بجعل الأزهر فى طليعة جامعات العالم ويومها اعترض على مقترحاته فاستقال من الأزهر لكن عاد مرة أخرى فى 27 أبريل عام 1935 وكان أيضاً لها صدى كبير من مريديه ومحبى آرائه الفقهية.
مواقفه كثيرة فى فترة مهمة شهدت الكثير من الأحداث الوطنية والفقهية وتصحيح العلوم الفقهية ومواجهة المتشددين.
موقفه مع الأديبة مى زيادة
ورهافة الحس لدى الإمام محمد المراغى وقوفه مع الأديبة مى زيادة فى مأساتها عندما تصدى لها أقاربها ظلماً ووضعوها فى سجن العصفورية القريب من بيروت وادعوا جنونها وسأل عنها واستفسر عن أحوالها وعندما عادت إلى مصر كانت أولى زياراتها له فى مقره بالأزهر.. فى الوقت الذى لم ترد فيه على عميد الأدب العربى طه حسين أو عباس العقاد باعتبار أنهما صدقا المكيدة الكاذبة التى حيكت حولها وكان الأولى بالعميد والأديب الكبير وهما العارفان بها عن قرب أن يقفا معها فى محنتها والمساندة فى كشف المكيدة التى وضعتها فى سجن انفرادى تحت الزعم بـ»الجنون».
ووصل الأمر بذهاب الإمام الأكبر إلى الجامعة الأمريكية للاستماع إلى محاضرتها يوم 20 يناير 1941 وسط أحداث الحرب العالمية الثانية وهى المحاضرة التى أثبتت للجميع سلامة عقلها وكانت المحاضرة بعنوان «عش فى خطر» وفيها أشارت إلى أن الدنيا مملوءة بالمخاطر والإنسان يولد فى لحظة خطر ليمضى فى طريقه المقدر له حاملاً حقيبة ظهر تلازمه فى حياته وأسفاره.. وطالبت بأنه على الإنسان أن يواجه الخطر ولا يخشاه وأن يجعل مقوده ملك يديه.. وتشير الكاتبة الكبيرة سناء البيسى إن الإمام المراغى الذى ذهب للاستماع إلى محاضرتها مدعى الحضور للأديبة المظلومة صاحبة أشهر الصالونات العربية فى الشرق كله.. ومن هنا يستحق أن أقول عليه وأنا لم أعش أيام المراغى لكن عشت سيرته على الورق عبر تراثه ومنبره وخطبه فى الأزهر ومنابر معه هذا الحضور لمحاضرة الأديبة ذائعة الصيت مى زيادة هو دعم لنصرة المظلوم فى لحظة مكيدة أو افتراء.
وما أحوج أيامنا هذه إلى قراءة سيرة الإمام محمد المراغى فهو فى مواقفه الفقهية اليسر والميسر فى فتواه محارب الجمود الأزهرى صاحب النهضة الكبرى فقد رمى حجر ضخم فى بحر «التشدد» من أجل إقامة جسور المحبة مع الآخر والتعايش معه.
وهو مترجم معانى القرآن لكى يعرف الغرب ما نحن فيه من عقيدة سمحة وأزهر وسطى ومكارم الأخلاق فى ديننا وسمحاته والمستبشر الذى أنصت لآدب المرأة وقرائها..و المرشد لخطاياها الكابح لأدوات الظلم لها.. المستقيل من المنصب فى زمن هناك من يتمسكوا بالكرسى لكنه يعرف كرامة الاستقالة وأنها موقف يسجله.. الإمام الذى قال: قد تولى ما يفيد البشر سأقدم لكم سنده فى شريعتنا».
الملك والإمام
معروف أن الإمام المراغى كانت خطبه دستور حياة وكان يواجه مظاهر الفساد وحظى باحترام القصر والحاشية لمواقفه. وتروى المذكرات التى تناولته أنه كان يلقى خطبه من منبر الأزهر قبل وفاته بعامين وذلك عام 43 وسط أجواء الحرب العالمية الثانية والمعارك التى تدور فى منطقة العلمين وكان الحضور الملك ورجال القصر والدولة والأمراء والأعيان وفى الخطبة و كان ذكياً فى اختيار ما تحدث فيه حيث تحدث متناولاً الآية الكريمة «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدوننى لا يشركون بى شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون» وفى الخطبة رفض طلب الملك فتوى ضد الملكة.
وتذكر تقارير صحفية تناولت علاقة الإمام المراغى بالسراى وهو الحديث عن موقفه.. وكان الرفض موضوع لحديث سياسى اجتماعى دينى واسع فى الشارع المصرى ووسط دوائر الأحزاب السياسية المتعارضة والمتقاطعة مع بعضها.. وكان الملك قد بدأ فى استمالة الإمام المراغى بإرسال أفراد نافذين ومقربين له من الحاشية وألحوا طويلاً على الإمام المراغى الذى لم يستمع لأحد منهم سوى الرفض لمثل هذه الفتوى الملغومة.
السكاكينى والإمام
كان الإمام قاضياً مميزاً ينتقل بين المناصب القضائية والقانونية وفى يوم وقفت أمامه قضية خاصة بأحد الأثرياء فى عصره «هنرى سكاكيني» الذى تمتلك هذه العائلة الشهيرة قصر فى منطقة غمرة والعباسية وحاولت العائلة التأثير على الإمام وأرسلوا له من يساومه أو يرشيه بالمال.. ولكن الإمام رفض فيما كان الموقف صعبا على آل السكاكينى وأمام الرفض قذفه مجهول بزجاجة ماء نار وفر من الموقع هارباً ولم تؤثر مياه النار على الإمام بل أصابت عنقه وأجريت له عملية صعبة بدون «بنج» واضطر الطبيب أخذ جزء من فخد الإمام وجزء آخر من فخذة شقيقه عبدالعزيز المراغي.. ورغم ذلك عند نظر القضية كان ضميره ضمير القاضى الشامخ وحكم لصالح أسرة هنرى سكاكيني.
النقاش والمراغى والتايمز
تناولت الصحف المراغى الذى لم يسلم من الاتهامات شديدة الحساسية والحادة ووصلت إلى اتهامه بأنه عميل للإنجليز والملك فى آن واحد.. وهنا يفند الأديب الكبير رجاء النقاش هذه الاتهامات التى كانت عكس شخصيته وعكس الواقع.. وتساءل النقاش كيف يكون الإمام المراغى عميلاً للإنجليز وهو الذى قاد المظاهرات ضدهم فى السودان وجمع التوقيعات لصالح سعد زغلول.
وكتبت التايمز وقتها عن هذا الرجل أنه أخطر على بلادنا الانجليز من ويلات الحرب.
وكيف يكون عميلاً وهو الذى عارض دخول مصر الحرب العالمية الثانية واتصل به رئيس الوزراء حسين سرى باشا يهدده وقال له كلامه المهم «آمثلك يهدد شيخ الأزهر».. وقال شيخ الأزهر أقوى بمركزه بين المسلمين ورئيس الحكومة .
وكما كان المراغى صلباً ضد الإنجليز كان عنيداً مع الملك وفى علاقاته مع المجتمع استمدها من والده الشيخ مصطفى الذى حافظ على نسيج الأمة فى المراغة وبنى علاقة جيدة مع أقباط مصر وكان موضع ثقتهم وكان الأقباط فى المراغة يتركون لدى والده ودائعهم الذهبية وأموالهم وكان صديقاً مقرباً ومحبوباً من الأنبا كيرلس بطريرك الأقباط وصديقاً للأنبا يؤانس وهما من كبار الرموز القبطية فى النصف الأول من القرن الماضي.
الـ 11 عزبة
حكاية الـ 11 عزبة جاءت فى حديث للمراغى نفسه عن أملاكه فقال 11 عزبة وكان المقصد 7 ذكور و٤ إناث هكذا كما فسرته حفيدته رجاء من ابنه أحمد مرتضى المراغى وزير الداخلية لمصر أثناء قيام ثورة يوليو.
الزواج
قصة زواجه كما رويت عن حفيدته أيضاً فقد تزوج الإمام السيدة عائشة شهاب الدين وهى من عائلة راقية فى الصعيد وكان يتحدث عنها بكلمة الهانم وتنتمى إلى أشراف جزيرة شندويلى بسوهاج وكان يعاملها برقى واحترام يناسب مكانتها الاجتماعية ومكانته كإمام.. ويقولون إنه كان يفتح لها باب السيارة بنفسه ويناديها بكلمة هانم التى كانت تطلق على بنات الذوات.
وكان بأفعاله يترجم فى هذا الوقت المبكر نموذجا لمعاملة المرأة ونظرة الإسلام وصحيحه لها وكان يردد «ما كرمهن إلا كريم».
وعلى المستوى الأسرى كان الإمام عطوفاً حنوناً على أبنائه جميعاً أحمد باشا مرتضى المراغى وحسن رشاد الذى شغل منصب عضو مجلس النواب عن دائرة المراغة وعبدالرحمن عضو مجلس نواب حلوان والمستشار عبداللطيف نائب رئيس محكمة النقض والسفير شريف المراغى سفيرنا الأسبق بالبرازيل وبناته كذلك عزة ونعمات وهند وتحيات وكان ابنه أحمد مرتضى له مكانة كبيرة عنده علمه الرجولة مبكراً فهو ابنه الأكبر فى منزله فى حلوان.. وهو المنزل الذى كان يزوره فيه صديقه محمد محمود باشا رئيس حزب الأحرار الدستوريين… وعندما توفى ابنه أحمد لظروف صعبة بعد الثورة سافر إيطاليا وكتبت السيدة عائشة زوجة الإمام مناشدة للسادات للسماح به بعودته إلى مصر وكان شقيقه المراغى قد تزوج شقيقة زوجته السيدة زينب شهاب الدين.
الوفاة
أصيب الشيخ الإمام فى آخر آيامه بعدد من الوعكات الصحية فى الأربعينيات وأحس الشارع المصرى أن الشيخ يودع الحياة عندما كان مريضاً وألقى حديثا دينيا بأنفاس متهدجة ومتلاحقة تعكس وهن الجسد لمن يسمع صوته فى الاذاعة فليس صوت المراغى المفوه.. ومع شدة المرض نقل إلى مستشفى فؤاد الأول وسلمت الروح إلى بارئها وبين يديه قصاصات لتفسير القرآن.
نعاه المسلمون حول العالم وتم صلاة الغائب عليه بأوامر ملكية فى مصر وتم الصلاة عليه فى عواصم العالم الإسلامى ومساجده الكبرى صلاة الغائب .. وفى سيدى بشر صلى عليه الملك فاروق وقال أطلب منكم قراءة الفاتحة على صديقى المراغي.
وبوفاته ودعت الأمة الإسلامية إماماً جليلاً ونموذجاً مضيئاً لعالم جليل نبذ التعصب المذهبى وحمل رسالة أستاذه الإمام محمد عبده «العلم هو ما ينفعك وينفع الناس فقد كان مجدداً ولا يخوض فيما أبهمه القرآن وما تركه يعكس أنه من الأئمة المجددين الكبار ومنها جواز ترجمة معانى القرآن الكريم.. ويكفى أنه عندما طلب منه أيام الحرب العالمية وطلب منه السير مايلز كلاميسو إلقاء بيان يعلن فيه أن بلاده بريطانيا تحارب فى سبيل الديمقراطية وترعى حقوق العدالة وكان السفير مايلز يتخيل أن الشيخ سيوافقه فانتهز فرصة احتفاله بأحد المناسبات الدينية وألقى أمام الملك خطبة أوضح فيها معاناة المصريين تحت نير الاحتلال وهذه الحرب المدمرة التى لا ناقة لها فيها ولا جمل.. فقد كان له منهجاً إصلاحياً.. فهو شخصية متفردة ومتميزة.