شاركت المرأة فى تحمل مسئولية الدعوة إلى الله منذ نزول الوحى على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عندما قالت لزوجها الذى جاءها خائفا فزعا قائلا: «خشيت على نفسي»: «.. والله لا يخزيك الله أبدا: إنك لتصل الرحم وتقرى الضيف وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الدهر»
وتقاسمت المرأة مع الرجل حمل مؤونة هذا الدين تحفظ تعاليمه مما تحفظه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وتطبق هديه وتربى أبناءها على خلق هذا الدين تغرس فى قلوبهم الشجاعة والثبات وصدق القول والعزيمة لتحقق خيرية الأمة التى منحها الله سبحانه وتعالى والمتمثلة فى «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والايمان بالله «قولا وسلوكا. فعلى مدى الزمن كانت المرأة المسلمة فقيهة ومحدثة ومعلمة ومربية للأجيال.
لذا فإن موضوع مؤتمر الواعظات الدولى الأول الذى تقيمه وزارة الأوقاف وبدأ أعماله أمس الأحد تحت عنوان: «دور المرأة فى بناء الوعي» من الأهمية بمكان.
ففى الوقت الذى يدمر البعض فى كوكبنا دور الأسرة فى بناء المجتمعات وخاصة دور المرأة ولا يكتفى بنفسه يطبق عليها ما يؤمن به، وإنما يسعى إلى إلزام كل المجتمعات بهذا العبث والتدمير – تقوم مصر متمثلة فى وزارة الأوقاف بدعوة العالم عامة والإسلامى خاصة إلى أهمية دور المرأة فى بناء المجتمعات الخلقية الراقية البناءة المتحضرة، مؤكدة أنه بدون المرأة يصبح كل عمل فى هذا المجال قاصرًا
واذا كان الحديث عن دور المرأة العظيم يستمد شواهده من الماضى العظيم للأمة الإسلامية فإننا نعيش فى إيامنا هذه نموذجا حيًا لما تقوم به المرأة من دور فى بناء مجتمعها وحماية وطنها والتشبث بارضها وصناعة الرجال الذين يموتون دون بلادهم، وذلك فى ارض الرباط فى فلسطين المحتلة التى أعادت لنا المرأة الفلسطينية العظيمة صورة الخنساء مجسدة لحما ودما فى آلاف الفلسطينيات اللاتى استشهد أبناؤهن وازواجهن واخوتهن واخواتهن وكل ذويهن فاستقبلن هذا محتسبين لله سبحانه وتعالى داعيان أن يجمعهن بهم فى الفردوس الاعلى معلنات ثباتهن فى أرضهن مطالبين بنيهن الأحياء بالاستبسال فى سبيل بلادهم.
وإذا كان هذا رد الفعل لما يقع لهن من شدة فإن الذى لا يخفى على متأمل هو أنه لا يمكن أن تكون المقاومة بهذا الثبات والشجاعة والمجتمع بهذا الوعى والثقة بالله والمرأة الفلسطينية بهذا الصبر والرضى بقضاء الله والأطفال بهذه الثقافة الإيمانية والوعى بالوطن إلا من خلال تربية دءوبة لهذا المجتمع تربية طال أمدها من خلال مخلصين واعين أعدوا المجتمع لمهامه الكبري.
لذا فحق علينا تحية المرأة الفلسطينية الصابرة الصامدة والتى كانت حاضرة فى مؤتمر الواعظات بما أبدته من بطولة وثبات.
كما لا يفوتنا تحية رجلين مهمين وراء هذا المؤتمر أولها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق صاحب فكرة المؤتمر وصاحب الافكار الكثيرة التى أثرت الدعوة الإسلامية حتى سعى أبناء العالم الإسلامى إلى نقل التجربة إلى بلادهم وقد كان وراء تطوير فكرة الواعظات التى بدأها الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق. أما الدكتور مختار فقد أعطاها جل اهتمامه حتى صارت حقيقة لها أثرها فى المجتمع ولها وجودها فى الإعلام.
أما الرجل الثانى فهو الدكتور أسامة الازهرى وزير الأوقاف الحالى ورئيس المؤتمر والذى يحرص على البناءعلى ما بدأه سابقه ليرتفع البناء ويتطور، وتزداد الثريات المتقاربة ضوءا.