لا أدرى سر الدعوات المتخلفة التى تحاول أن تهدم مكتسبات المرأة فى مصر رغم أن المرأة نصف المجتمع وان الديانات السماوية كرمت المرأة ولم نجد ديناً يميز المرأة ويرفع مكانتها كدين الاسلام الذى جعل النساء شقائق الرجال، هناك من يقول المرأة تعود إلى البيت وتمارس تربية الأبناء وهذه رسالتها، لقد تزوج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- السيدة خديجة وهى سيدة عاملة تاجرة تمارس الاستيراد والتصدير فى رحلة الشتاء والصيف فقوافلها تجوب الشام واليمن وهى أول من أسلم وصدق الرسالة من الرجال والنساء.
وتزوج النبى من السيدة عائشة رضى الله عنها- وهى أفقه نساء الأمة قال عنها مسروق: «رأيت مشيخة أصحاب رسول الله الأكابر يسألونها عن الفرائض» كانت عالمة فى الفقه والتفسير والطب والإنساب والبلاغة والشعر واستخدم عمر بن الخطاب الشفاء بنت عبدالله والية مع الحسين «وزير داخلية» ومارست نسيبة بنت كعب الأنصارية الدبلوماسية فى بيعة العقبة وحاورت هند بنت عتبة الرسول- صلى الله عليه وسلم- حوارا واعيا فيما عرف ببيعة النساء وحاربت النساء فى الغزوات ونصبت السيدة رفيدة خيمة كمستشفى لعلاج الجرحى والمرضى.. وشاهدنا شاعرات مجيدات وخطيبات بليغات وشهد بلاط الخلفاء فى العصرين الأموى والعباسى نساء لهن دورهن السياسى.
الإسلام كرم المرأة فمن اهانوها وحرموها من دورها وأعادوها إلى البيت ووضعوها خلف سجون التقاليد انهم الفرس والمغول والبيزنطيون الذين دخلوا الإسلام وأرادوا أن يصبغوه بتقاليدهم التى احتقرت المرأة.
المرأة فى مصر منذ التاريخ كانت تملك الأموال وكان لها حرية التعاقد وعقد الاتفاقات ومصر الوحيدة بين دول العالم القديم التى كان للمرأة فيها وضع قانونى مميز وأصبحت ملكة وزوجة ملكية وأما ملكية لها دورها السياسى وشواهد التاريخ تحكى عن حتشبسوت ونفرتيتى ونفرتارى وإياح حتب وتى وغيرهن.. هنا كانت المرأة العالمة والمتعلمة والقائدة والملكة والصانعة نحن فى مجتمع يقدر المرأة وعاشت فيه المرأة تصنع الحضارة فالمرأة ليست نصف المجتمع بل انها كل المجتمع.