بعد مرور أسبوعين من شهر رمضان الكريم، أجمع عدد من ربات البيوت على أنهن نجحن فى «اختبار» توفير متطلبات الأسرة ومواجهة الغلاء وجشع التجار، بترشيد الاستهلاك والامتناع عن شراء سلع كثيرة ارتفعت أسعارها دون مبرر، وقالت ربات البيوت إن الدروس المستفادة من أزمة الأسعار خلال الشهر الكريم هو عدم التبذير وتوفيرالسلع بأقل تكاليف ممكنة، كذلك تخفيض العزومات وقصورها على المقربين فقط، فضلا عن تقليل الفاقد من الطعام والذى كان مصيره سلة المهملات، بعد أن استوعبت الأسر المصرية أهمية ترشيد الاستهلاك والقدرة على التعامل مع مختلف الظروف.
«الجمهورية الأسبوعي» فى هذا التقرير ترصد آراء البعض من ربات البيوت والسيدات ممن نجحن فى مواجهة الغلاء وتدبير أمورهن خلال الشهر الكريم:
> الدكتورة آية ماهر استاذ الموارد البشرية الجامعة البريطانية، ترى أن التبذير المبالغ فيه من تنوع المأكولات والفواكه والحلويات وتزين الموائد بمختلف الاطعمة يرجع إلى غياب المقصد الشرعى لدى الكثيرين من عبادة الصوم كما انه يعطى الفرصة للتجار لرفع الاسعار من خلال التكالب على شراء المواد الغذائية بكمية كبيرة لتخزينها وتؤكد ان ربة المنزل عليها دور كبير فى استقرار الاسعار حيت تلجا ربات البيوت الى حيل نسائية ايجابية فى مواجهة هذا الغلاء عن طريق ايجاد البدائل وعدم التركيز على سلع معينة لمجرد تعود افراد الاسرة عليها.
أكدت الدكتورة آية ماهر، أن مفتاح حل الأزمات الحقيقى إنما يكمن فى التربية الاستهلاكية، و أن شهر رمضان هو فرصة لصياغة نمط استهلاكى رشيد وعملية تدريب مكثف تستغرق شهراً واحداً تفهم الإنسان أن بإمكانه أن يعيش بإلغاء استهلاك بعض المفردات فى حياته اليومية ولساعات طويلة كل يوم، أى أنه محاولة تربوية لكسر النهم الاستهلاكى من خلال بعض الاحتياطات والتدابير اللازمة لتوفيرالسلع بأقل تكاليف ممكنة.
كميات محددة
> تغريد شمس المحامية وعضو المجلس القومى للمراة، أكدت على ضرورة الاكتفاء باطباق وكميات محددة فى كل فطار حتى لا يكون مصير الأكل سلة القمامة مما يتعارض مع قيم الشهر الكريم ويمكن الاحتفاظ بما تبقى من طعام لافطار اليوم التالى منعا للتبذير.
وقالت: لابد من ترشيد العزومات فى ضوء جنون الاسعار بحيث تقتصر على أقرب الاقارب الذين لاتحتاج ربة المنزل الى التفاخر امامهم بالمزيد من الاطباق مما يرهق ميزانية بيتها بدون مبرر.
واضافت ان المرأة تلعب دورا كبيرا داخل الأسرة يجعلها من أهم القوى المؤثرة، وذلك بتنظيم أسرتها، وترشيد استهلاكها، وأيضا فى زيادة مدخراتها، كذلك دورها فى التوجيه فيما يتعلق بعادات أفراد الأسرة، وتوفير الفرصة لهم فى عمليات الاختيار والشراء، وغرس القيم والاتجاهات المتعلقة باستخدام الموارد، لكن ذلك لاينفى أن الزوجين شريكان فى هذه المهمة، وخاصة ترتيب الأولويات لمنع أى عجز ماليفى الأسرة، مما يضطرها للاقتراض لاستكمال متطلبات الحياة.
تخفيض استهلاك اللحوم
> مها مرعى خببرة التغذية، قالت انه ليس من الضرورى ان يفطر الصائم على اللحوم طوال رمضان ويمكن التنويع لأصناف من غير لحوم او دواجن لأنه من غير المعقول ان تقع الاسرة فى الاستدانة.
وأضافت انه للاسف نعانى من سلوك التخزين حيث يعتقد الكثير من الاسر انه وسيلة لمواجهة المجهول بالاضافة الى عادات خاطئة يقوم بها الكثير فى استهلاك المياه والكهرباء مما يتطلب من الاسر ووسائل الاعلام المختلفة بضرورة ترشيد الانفاق وتدريب الطفل بجانب الكبار على مفهوم الاستهلاك الصحيح حتى تخفض الهدر فى المواد الغذائية.
ترى مها أن ميزانية البيت تحتاج إلى امراة تفكر بطريقة عملية بعيداً عن التبذير لأنه فى بيوت عايشة بـ 500 جينه و300 جنيه فالمهم التخطيط السليم وإعادة تدوير بواقى الاطعمة والاستهلاك المقنن للغاز والمياه.
أشارت إلى أن الطعام الفائض لا ترميه فى سلة المهملات، بل تعلم كيف تحفظه فى الثلاجة جيدا لتعيد استخدامه فى اليوم التالي، لافتة إلى أن طبق الخضراوات «البايت» قد يكون إضافة جيدة لمائدة اليوم التالي، كما أن كمية فائضة من الأرز أو المكرونة ستجعلك تستهلك كمية أقل فى اليوم القادم.