كنت اتمنى الا تكون مشكلة مدرسة التجمع الخامس هى مدخلى لهذا الملف الساخن..ولكن فرضت هذه الازمة نفسها على المجتمع المصري..واصبحت حديث كل اسرة واصبحت قضية رأى عام..الكل اصبح له وجهة نظر فى الامر..واختلفت الآراء..وان اجتمعت على تحميل الخطأ الاكبر للمدرسة..خاصة انها من المفترض أنها واحدة من صفوة المدارس..واذا كان وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى محمد عبداللطيف قد اتخذ قرارات سريعة فى هذه الازمة من بينها وضع المدرسة تحت الاشراف المالى والادارى والقانوني..وفصل الطالبة التى اتهمت بالاعتداء على زميلة أختها افصلا نهائيا..ولا يحق لها التقديم فى اى مدرسة قبل بداية العام القادم..وفصل كل من قام بتصوير الواقعة لمدة اسبوعين..وان كنت ايدته فى كل قراراته..الا اننى اتمنى ان يتراجع عن قرار الفصل النهائي..ويكون العقاب مخففا الى حد ما لنحافظ على مستقبل الطالبة..خاصة وان هناك تحقيقات تتم بمعرفة السلطات المسئولة..فمن الممكن ان يكون القرار حرمانها من الحضور بالمدرسة مع السماح لها بتأدية امتحان نهاية العام..وننتظر نتيجة التحقيقات التى تجرى بمعرفة السلطات المختصة..خاصة وان القاعدة القانونية تقول « المتهم برئ حتى تثبت ادانته « وربما تكون هذه الواقعة فرصة لوزارة التربية والتعليم لتغيير نظام مراقبة ومتابعة هذه المدارس من خلال قطاع التعليم الدولى والخاص بالوزارة..وان يتم وضع اسس علمية لمتابعة هذه المدارس بصفة دورية..واعنى المتابعة والمراقبة والتفتيش الدورى المستمر..ومراجعةالمناهج..وشهادات المدرسين..خاصة الاجانب العاملين بالمدارس الدولية..وضرورةالتأكد من شهاداتهم..واعتقد ان العديد من هذه المدارس تحتاج قرارا مماثلا للقرارالذى اصدره الوزير بإخضاع المدرسة تحت الاشراف المالى والادارى والقانونى لوزارةالتربية والتعليم..
وبعيدا عن مشكلة مدرسة التجمع اجد نفسى مضطرا لاقتحام مشكلة اخرى من مشاكل التربية والتعليم..وهى مشكلة تطويرالتعليم..وما يحدث بصفة مستمرة منذ اعوام عديدة..ولكن اعود الى الماضى القريب لاتذكر مشروع الدكتور طارق شوقى فى تطوير التعليم من رياض الاطفال وحتى الثانوية العامة..لاتذكر نفس السيناريو ونفس الهجوم الذى تعرض له الدكتور طارق شوقى ومشروعه..وكنت احد المعجبين بهذا التطوير ومن المقتنعين به ايضا..لانه كان يخرج الطالب من دائرة الحفظ الى دائرة التفكير والعمل بروح الفريق من خلال التعاون المستمر بين الطلاب التى يتم تقسيمهم الى مجموعات صغيرة..وكنت ارى هذا النموذج مقدما فى العديد من المدارس الاوروبية التى تعتمد فى تعليم طلابها على الفهم وليس الحفظ..وهو نموذج ناجح..وكنت حين اسافر للخارج كثيرا ما ارى رحلات مدرسية لاطفال فى عمر الزهور خمس او ست سنوات..وهم فى رحلة مدرسية عبر وسائل المواصلات العامة..وليس اتوبيسا خاصا خاص..وكنت ارى المدرسة المصاحبة للاطفال..وهى تعلمهم كيفية التعامل والتصرف فى الطريق العام..كيفية السير على الرصيف فى طابور طويل..وبعيدا عن مسار الدراجات..وكيف تصطحبهم لمترو الانفاق..وتعلمهم كيفية الانتظار عند وصول المترو الى المحطة بعيدا عن الابواب وترك الفرصة للركاب للنزول من المترو..ثم بعد ذلك يصعدون..كل هذه السلوكيات وغيرها تعمل المدارس فى الغرب على تعليمها للاطفال فى هذه السن المبكرة..وتعلمهم المدرسة ايضا كيفية المحافظة على نظافة المكان والقاء القمامة فى المكان المخصص لها..وغيرها من السلوكيات..وكنت اتابع نظام التعليم الالمانى واتمنى ان يعمم فى كل مدارس مصر..من حيث بناء شخصية الانسان..وكيفية خلق جيل قادر على القيادة واتخاذ القرار وتحمل المسئولية..
واذا عدنا لتطوير الثانوية العامة ونظام البكالوريا المقترح والمخاوف الكثيرة حول اضافة مادة الدين الى المجموع..وايضا الغاء اللغة الثانية..أجد نفسى فى صفوف المعارضين لضم مادة الدين الى المجموع لاسباب كثيرة فى مقدمتها عدم ضمان العدالة فى مستوى الامتحانات..وكذلك من اشد المعارضين لعدم اضافة اللغة الثانية الى المجموع لقناعتى بأهمية اللغات..وضرورى تشجيع ابنائنا على اتقان اللغات المختلفة..
اننا يجب ان نتوجه بالشكر لوزيرالتربية والتعليم للسعى لتطوير الثانوية العامة وتخفيف الاعباء على الاسر المصرية..مع ضمان تحصيل علمى جيد للطلاب فى مختلف المراحل التعليمية..ولاشك أن طرح عمليات التطوير المقترحة للحوار المجتمعى من المؤكد سيكون فى صالح التجربة..ليتخذ القرارالسليم..وتحيا مصر.