تطابق آلية العدوان على لبنان وغزة
الضربة الإسرائيلية لإيران تستهدف المنشأت العسكرية والبنية التحتية النووية
المنطقة تتجه وبسرعة نحو الحرب الاقليمية والتهديدات الاسرائيلية تتصاعد بالرد على ايران بعد الضربة الصاروخية الثانية التى قامت بها ايران فى الاول من اكتوبر باطلاق 200 صاروخ بالستى فائق السرعة نحو المدن والمواقع العسكرية فى اسرائيل ردا على مقتل اسماعيل هنية القيادى فى حركة حماس فى طهران وعلى مقتل حسن نصر الله الامين العام لحزب الله فى لبنان واسرائيل تتوعد بضربة موجعة قد تستهدف منشآت حساسة فى ايران وفقا لنظرية الردع الاسرائيلية ولبنان تعانى من الدخول البرى للجيش الاسرائيلى والطائرات والمسيرات والصواريخ تضرب بكل قوة وخاصة فى الضاحية الجنوبية لبيروت وتم اخلاء المدن والبلدات فى الجنوب اللبنانى بأوامر اخلاء اسرائيلية ويتم قصفها وهدمها واصبحت أرضاً محروقة ومجهزة للتوغل الاسرائيلى حتى نهر الليطانى الوضع يتدحرج كل يوم نحو توسعة الحرب واصبح الحديث عن ايقافها غير وارد خاصة وان حزب الله ربط الجبهة اللبنانية بالجبهة فى قطاع غزة منذ الثامن من اكتوبر ولا يريد التراجع عن هذا الامر وكذلك الجبهة فى اليمن والعراق تم ربطها بأيقاف الحرب على غزة المشهد اصبح معقدا ويزداد سوءا خاصة وان اسرائيل تستهدف المدنيين وتلحق خسائر كبيرة بينهم ففى قطاع غزة اكثر من 41 الف شهيد وفى لبنان اكثر من الفى شهيد ولا تزال رحى الجبهتين دائرة .
فى حوار مع جريدة الجمهورية أكد اللواء أركان حرب محمد عبدالمنعم، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية السابق ورئيس جهاز الاستطلاع المصرى السابق، أن إسرائيل تتجهز للرد على إيران، بعدما قصفتها الأخيرة بأكثر من 200 صاروخ ضد منشآت ومواقع عسكرية، ولكن الرد الإسرائيلى المحتمل، والذى تتم دراسته أكثر من مرة بالتعاون مع حليفتها الأمريكية والبريطانية، سيكون رداً محسوباً.
وقال ان الجانب الاسرائيلى تم اختباره على مر العصور وانه لا يتراجع عن عدوانه الا عندما يجد أمامه طرفاً قوياً قادراً على ان يكبده خسائر كبيرة.
اللواء عبدالمنعم يؤكد ان ثوابت مصر حاسمة ولن يستطيع أحد أن يجبرها على التخلى عنها كما ان امن مصر القوى محفوظ ومصان مهما بلغت التحديات.
> ماذا تقول القراءة الشاملة لما تقوم به إسرائيل من عدائيات فى المنطقة ؟
>> المستوى الدولى من هيئات ومؤسسات لا تقدم شيئا امام العدوان الاسرائيلى ولا تمثل شيئاً للاحتلال لأن الولايات المتحدة تدعم موقفها بالاضافة الى بريطانيا واى قرار تتم مناقشته ولا ترضى عنه إسرائيل تقوم امريكا بعرقلته او استخدم حق الفيتو لمنع صدوره.
اسرائيل هى الخطر الأول بالنسبة لأمريكا والغرب فى الشرق الاوسط واى شئ يحدث لها نجد أمريكا تقف فى صفها وتدعمها حتى لو كان مخالفاً للقوانين والأعراف الدولية .
و اعتداء اسرائيل على غزة ولبنان وسوريا واليمن والعراق وايران يمثل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وفى حال حدوث نزاع بين دولتين فإنه يكون فى إطار مشروع فى الدول عندما تتقاتل يكون عسكريين ضد عسكريين والاستهداف يكون لمواقع عسكرية أمام مواقع عسكرية ومنذ الحروب الحديثة فى الحرب العالمية الأولى والثانية وحروب الالفية لم نر هذه الابادة الجماعية التى ترتكبها اسرائيل من استهداف للاطفال والنساء والشباب بدون رحمة او وازع انسانى وحصار برى وبحرى وجوى لسكان مدنيين دون إمدادهم بالغذاء والماء وهذا الأمر مخالف للأعراف العسكرية ولا حتى فى العصور الوسطى وفق الأسلوب النازى فى الإبادة ورغم ذلك لا تتحرك القوى الكبرى لمنع هذه الجرائم بل تحمى مرتكبها.
> وإلى أين تتجه المنطقة؟
>> لقد حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى مبكراً من تدهور الاوضاع والذهاب الى حرب اقليمية وان هذا طريق اللاعودة ولذا قامت مصر فور حدوث حرب غزة بعقد مؤتمر القاهرة للسلام وارسال رسالة تحذير عالمية لخطورة الموقف وان حل الدولتين هو الطريق الامثل من اجل ارساء السلام والاستقرار فى المنطقة .
اسرائيل فى حربها على غزة قامت بهمجية شديدة بتدمير القطاع واستهداف المدنيين ظهر ما يسمى بمحور المقاومة او اذرع ايران فى المنطقة وبعدما فرغت من قطاع غزة والضفة الغربية كاتجاه رئيسى و دخلت قواتها بداخلها وعينت حاكم عسكرى بدأت تتجه اتجاهاً ثانوياً وذهبت بمركز الثقل فى عملياتها العسكرية إلى جنوب لبنان وكانت اشارة البدء لهذه الحرب تفجيرات البيجر والحرب السيبرانية واغتيال قيادات حزب الله والأمين العام حسن نصر ومجلس قيادة الرضوان حتى تم استهداف 70 ٪ من القيادات صف اول وثان وثالث ثم بدأت فى العملية البرية فالتطورات تقول إن إسرائيل لديها هدف واضح تعمل على تنفيذه.
> ما يحدث حاليا فى لبنان من عمليات عسكرية شبيه بما حدث من عدوان اسرائيلى على غزة ؟
>> منذ عام عندما بدأت العملية فى غزة بالقصف الجوى وتدمير مربعات سكنية واستهداف المدنيين ونفس ما حدث تنفذه اسرائيل فى لبنان بالقصف الجوى واستهداف جميع قرى الجنوب واعطاء أوامر بالإخلاء وتهجير سكانها وتدمير البنية التحتية حتى لا يرجع السكان الى هذه المناطق وبعدها تدخل بنظرية الأرض المحروقة وتدمر كل ما فى المنطقة حتى شمال الليطانى .
ما تقوم به اسرائيل هو حصار بحرى وجوى وبرى على لبنان مثلما فعلت فى قطاع غزة حيث ضربت المعابر بين سوريا ولبنان فى المنطقة المعروفة بالمصنع ولمنع الدعم اللوجستى والعسكرى من إيران الذى يأتى من هذه المعابر وضربت بعض الشحنات فى قاعدة حميم الروسية فى سوريا بعد ان نزلت الطائرات الايرانية فيها ونزلت الشحنات وضربت النفق بين الحدود السورية اللبنانية وكل هذا لمنع أى معونات والاستفراد بحزب الله ومحاولة القضاء عليه .
و اسرائيل تستغل عامل الوقت اى انها لا يهمها مرور وقت طويل لتحقيق أهدافها ولذا فأنها تقوم بالحصار وتحاول استنفاد اسلحة وذخيرة حزب الله لتخفيف حدة القتال خلال المعارك البرية .
> الحرب البرية والعدوان الاسرائيلى على لبنان كيف تراه؟
>> اسرائيل حشدت حتى الان للحرب البرية على لبنان حوالى 12 لواء وتستخدم حاليا خمسة لواءات لتقوم بالمهام الأولى للحرب وهى بدأت بالحصار ومنع الإمدادات لحزب الله والعملية البرية تتم على ثلاث محاور الأول المحور الاوسط وتعمل عليه الفرقة 98 وهو اتجاه رئيسى والثانى المحور الشرقى وتعمل عليه الفرقة 36 والثالث هو المحور العربى وهذا المحور لم يبدأ بعد ونسميه محور خداعى لإشغال القوات المدافعة .
و بالفعل دخلت المحورين الأوسطى والشرقى بقوات عمليات خاصة لتهيئة المجال لتنظيف الأماكن التى سوف تدخلها وهى لواءات جولانى والفرقة الخاصة 98 للإبرار الجوى وبعد تهيئة ساحات المعارك سوف تدخل بالعناصر المدرعة .
> هل هذه الحرب تدخل فى الية الحرب الشاملة على كامل لبنان ؟
>> هذه الحرب محدودة لان حجم القوات التى خصصتها إسرائيل لهذه العملية هو حجم القوات الخاص بالمنطقة الشمالية فهناك ثلاث مناطق عسكرية فى إسرائيل المنطقة الجنوبية المواجهة لفلسطين والمنطقة الوسطى فى اتجاه تل ابيب والمنطقة الشمالية المواجهة للبنان وسوريا.
اسرائيل لم تقم بتعبئة شاملة لكل المناطق العسكرية وخصصت فقط المنطقة الشمالية وعمق المهام التى سوف يتم تنفيذها حوالى 30 كيلو حتى نهر الليطانى وهى مهمة من الممكن ان تقوم بها فرقة واحدة بالاضافة الى حجم العدائيات خلال الحرب مما يفرض زيادة عدد الفرق المشاركة ومن المعروف ان حجم القوات فى حزب الله من 50 الى 60 الف مقاتل وحزب الله يتميز بالقتال البرى واستخدام الصواريخ والمسيرات و لكنه لا يمتلك قوات جوية ولا دفاعاً جوياً ولا مدرعات ولا قطعاً بحرية لذلك فأن الهدف من العملية البرية الإسرائيلية محدود .
وسوف تستمر إسرائيل بالقتال البرى وبنفس نظرية الحرب فى غزة وسوف تدمر قرى بالكامل من اجل فصل السكان عن عناصر حزب الله ويرحلون من القرى وتستطيع مواجهة عناصر حزب الله بنظرية الأرض المحروقة .
ولا يجب أن ننسى أن القوات الاسرائيلية منهكة بسبب العمليات فى الجنوب فى قطاع غزة وتم استقدامها لاكمال العمليات فى الشمال لذا اسرائيل لن ترغب فى حرب شاملة .
> ما أهداف إسرائيل من الحرب على لبنان ؟
>> أعلنت إسرائيل قبل العملية البرية أن من أهدافها تأمين المسافة حتى الليطانى لاستعادة الأمن فى الشمال الاسرائيلى وإعادة المستوطنين وهذا الهدف نقطة قوة لرئيس الوزراء الاسرائيلى وحكومته بعد الاخفاقات التى حدثت فى قطاع غزة خاصة وان أهداف الحرب المعلنة من عودة الرهائن والقضاء على حماس لم يتم تحقيقها وكان عليه ان يبعد الأنظار عن هذه الإخفاقات بجبهة جديدة فى لبنان واستطاع من خلال اغتيال حسن نصر الله والقيادات فى الحزب وتفجيرات البيجر ان يحقق صورة اقرب الى النصر .
> وما الذى يفصلنا عن الحرب الإقليمية بعد الضربة الايرانية لإسرائيل ؟
>> القوى الكبرى لا تريد الحرب والدليل انه عندما اعلنت اسرائيل انها سوف ترد على الضربة الايرانية كان اول توجيه من الرئيس الامريكى بايدن ان لا يضرب المنشآت النووية والمنشآت البترولية لخوفه على أسعار البترول وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمى وضرب الاماكن النووية سوف يضرب مصالحه فى المنطقة والرئيس الأمريكى لا يريد التأثير على مصالحه والنقطة الاخرى انه يحسب رد فعل الطرف الاخر لان البرنامج النووى الإيرانى هو أكبر حلم لدى ايران وسوف ترد بقوة وهذه هى النقطة الفارقة لتحويل هذه الحرب الى حرب اقليمية .
و لكن بعد الضربة الايرانية من المنتظر ان ترد اسرائيل وسوف تستهدف المقرات الخاصة بالحرس الثورى وتستهدف بعض البنية التحتية والمصانع والمنشأت الخاصة بالتسليح والصواريخ وتستهدف مخازن الصواريخ ومنصات الإطلاق ومن المفترض ان تكون هذه هى الرؤية المتفائلة ولكن الرؤية المتشائمة ان تستهدف البنية التحتية للبرنامج النووى ومن الممكن ضرب أربعة اماكن يتضمنها المنشآت والمفاعلات ومحطات التوليد للكهرباء ولكى يقوم بإجهاد للبرنامج النووى وعندما يحاول بناء هذه الأماكن سوف يأخذ وقتاً طويلاً من 8 الى 10 سنوات وهذا هدف من اهداف الضربة الاسرائيلية المتوقعة ولكن ايران على لسان وزير الدفاع ورئيس الأركان أكدت بأنه إذا شاركت اسرائيل قامت بالرد سوف يتم استهداف جميع البنية التحتية فى اسرائيل وليس فقط المواقع العسكرية وهو نفس ما قاله رئيس الحرس الثورى وايران بالفعل جهزت أكثر من 300 صاروخ لضرب اسرائيل .
> هذا يعنى اننا على أبواب حرب إقليمية ؟
>> نعم فهناك عدة تصريحات توضح الصورة بعد ان هددت اسرائيل كما هددت ايران العناصر الجهادية المتواجدة فى العراق وسوريا قالوا انه إذا شاركت الولايات المتحدة فى الاعتداء على إيران بأى صورة من الصور سيتم استهداف جميع الأماكن والمقرات والقواعد الأمريكية فى المنطقة وهكذا تشتعل المنطقة ولذا الجانب الأمريكى ينصح إسرائيل بالتروى فى اتخاذ القرار وحاليا هناك حسابات كثيرة تتم قبل هذه الضربة المتوقعة حيث تقوم الولايات المتحدة بتأمين منشآتها فى المنطقة وصدرت أوامر من الرئيس الأمريكى بنشر قواته فى المنطقة والمتواجدة فى شرق المتوسط من اجل حماية مصالحه ومنشآته .
> ما هدف حكومة نتنياهو الحقيقى من توسعة الحرب فى الإقليم ؟
>> الهدف الاستراتيجى الذى يريده رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو هو إقامة محور إسرائيلى سنى فى مواجهة المحور الشيعى وجاءت عملية السابع من أكتوبر وأوقفت هذا الاتفاق الابراهيمى وكان يريد تفعيل هذا الاتفاق لجعله جبهة مقاومة للتمدد الإيرانى فى المنطقة وكان هذا مدخلاً للتسويف على دول المنطقة من أجل التطبيع وأعمال توسعية اسرائيلية فى الوطن العربى كله وليس بغرض مواجهة المحور الشيعى ولذا كان خطابه فى الأمم المتحدة عندما تحدث عن محور النعمة فى خريطة لم توجد بها فلسطين وعن محور النقمة والمراد بها ايران والدول التابعة لها .
> هل يمكن أن يتوسع فى حربه بعد لبنان الى دول اخرى مثل سوريا والعراق واليمن ؟
>> بالتأكيد فقد صرح نتنياهو بأنه يريد تغيير الشرق الاوسط وبالفعل قوات التحالف استهدفت مواقع فى اليمن والتنسيق بين اسرائيل والولايات المتحدة بعد استهداف القيادى فى حماس اسماعيل هنية ان مجموعة العمليات فى البحر الاحمر هى من تواجه العدائيات فى اليمن ومجموعة العمليات المتواجدة فى البحر المتوسط تواجه العدائيات القادمة من ايران بالقبة الحديدية ومقلاع داود تواجه الصواريخ من جنوب لبنان وغزة والضفة الغربية وهذا ما اتفق عليه وزيرا الدفاع الامريكى والاسرائيلى ولذا فأن هناك تجاهلاً حالياً من اسرائيل للضربات اليمنية والمسافة طويلة للصواريخ التى يتم إطلاقها وتكون مرصودة واسرائيل تعمل وفقا لنظرية الردع .
> لماذا لا توافق اسرائيل على وقف إطلاق النار فى غزة واطلاق سراح الرهائن والجلوس فى نهاية الأمر على طاولة السلام والقبول بحل الدولتين ؟
>> حكومة اليمين المتطرفة ترفض رفضا قاطعا الجلوس على طاولة المفاوضات مع عناصر حماس من اجل اطلاق سراح الرهائن و ضغط أسر الرهائن بعد العمليات الاخيرة فى الشمال خفت حدته وهى تعتبر ان التفاوض فى حد ذاته استسلاماً وسوف يقضى على النظرية الاهم فى العمليات الاسرائيلية وهى نظرية الردع والموضوعان مرتبطان ببعض وعندما ذهب نتنياهو بحربه الى لبنان فالهدف كان فصل الجبهتين وتحقيق نظرية الردع .
> كيف ترى الأمن القومى المصرى فى مثل هذا المحيط الإقليمى المشتعل ؟
>> الحمد لله مصر الدولة الوحيدة المتماسكة فى هذا المحيط وهذا يرجع للحكمة والرؤية التى تتمتع بها القيادة السياسية ويرجع إلى قوة الجيش المصرى فى حفظ الأمن والردع فى كل من يفكر ان يقترب من الامن القومى المصرى ونؤكد ان الدولة القوية تكون من خلال القوات المسلحة القوية وهى دولة متماسكة وهناك دول تعانى من الانقسام بسبب عدم وجود جيش قوى يحمى امنها الداخلى والخارجى وهذا شاهدناه فى ليبيا والسودان واليمن وسوريا والسبب الحقيقى ان تواجد الجيش مهم لحماية الحدود بحرا وجوا وبحرا وكذلك الأمن الداخلى .
و الامن القومى المصرى يصل إلى دول القرن الأفريقى وتمت اقامة علاقات واتفاقيات وتم تأمين هذا المحور .
> مخطط التهجير كان من أهداف الحرب على غزة وتصدت له مصر بكل حزم فكيف ترى هذا المخطط الآن؟
>> الموقف المصرى ثابت من هذه القضية والقيادة والدولة المصرية موقفها معلن برفضها التام تهجير سكان قطاع غزة وعدم المساس بالحدود المصرية وهذه ثوابت الأمن القومى التى لن تتنازل عنه وبالرغم من ان الحكومة الاسرائيلية اعلنت فى اكثر من مرة انها تستهدف تهجير سكان غزة فى اتجاه مصر الا انهم عندما وجدوا موقف مصر ثابتاً ولن تتراجع عنه أرادوا ان ينفذوا هذا المخطط بطريقة اخرى وهو عن طريق التدمير الكامل لقطاع غزة حتى تستحيل الإقامة فيه لإجبار السكان للرحيل وتم حرمانهم من المياه والطعام وحصارهم وتدمير البنية التحتية والمدارس والمستشفيات وذلك من اجل اجبارهم على الهجرة بالاضافة الى اساليب الابادة الجماعية التى تقوم بها وظهر الهدف الأساسى بعد كل هذه المجازر وذلك بأعادة الاستيطان والاستيلاء على قطاع غزة وتستولى على ثرواته.
و لكن تم التصدى لهذه المخططات الاحتلالية بالمواقف الصلبة والقوية للدولة المصرية ومنعت هذا المخطط بالتعاون مع الشعب الفلسطينى الذى أدرك ما تريد اسرائيل وصمد لمدة عام كامل من حرب الابادة الجماعية .
والدليل على موقف مصر القوى انه بالرغم من الضغط الغربى على مصر للموافقة على تهجير الفلسطينيين وقفت مصر وحدها تؤكد استحالة الموافقة على هذا الأمر وبقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى تم إعلان هذا بوضوح وحسم ولم تستطع اسرائيل تنفيذه ولم يستطع احد ان يفرض علينا رأيه .
ثم طلبوا منا إدارة قطاع غزة ورفضنا بشكل قاطع لان السلطة الفلسطينية موجودة ومعترف بها من 153 دولة وهل من المعقول ان يتم ادارة دولة عربية من دولة عربية وهذا طبعا تفكير شيطانى من اجل اشعال المواجهة بين الجانب المصرى والفلسطينى والرئيس السيسى كان حكيما ورفض هذا الطلب الغربى .
> كيف يمكن حماية الأمن القومى المصرى من هذه الصراعات ؟
>> هناك أمران يمثلان كلمة السر فى حماية الأمن القومى أولهما القيادة الرشيدة والحكيمة تستطيع ان تدير الأمور الدولية والإقليمية سياسيا بجدارة وهذا وضح فى كل أحاديث وتأكيدات الرئيس السيسى وثانيا بقوة وتماسك الشعب المصرى ومن بعده الجيش المصرى ولو ان هذه العوامل وعت بها الأجيال القادمة والشباب فسوف يتمسكون بها الى اقصى مدى لأنها تمثل سر قوة الدولة وقدرتها .
> كيف يمكن ايقاف إسرائيل عما تقوم به من اعتداءات وتصعيد فى المنطقة ؟
>> الوحيد الذى من الممكن ان يوقف إسرائيل عن عدوانها المستمر هو الضغط الامريكى عن طريق وقف الدعم المستمر وعدم إمدادها بالسلاح والامر الاخر الخسائر الكبيرة ولو ان هناك قوة أمامها تحقق خسائر كبيرة لاسرائيل فسوف تتوقف وتطلب التفاوض والتاريخ يقول هذا وبريطانيا فى وقت من الأوقات حظرت تصدير الأسلحة ولم يؤثر هذا عليهم .
نتنياهو استغل هذا التوقيت لاشعال الحرب فى المنطقة وامريكا كالبطة العرجاء لانها فى مرحلة انتخابات رئاسية ولو اوقف الحزب الديمقراطى الحاكم دعمه سوف يخسر اللوبى اليهودى فى أمريكا ولذلك يؤكد الخبراء ان نتنياهو امامه اربعون يوما فقط ليحقق أهدافه قبل ان تأتى الحكومة الجديدة وتضغط عليه للجلوس على طاولة التفاوض وهو يعلم ذلك خاصة وأن المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية والقرارات الدولية أثبتت ان إسرائيل دولة مارقة ومن هنا فأن اى ادارة امريكية سوف تحاول تحسين الصورة الجنونية التى وصلت لها اسرائيل بمساعدتها على التفاوض السياسى وإيقاف الحرب .
> لماذا الاستمرار فى التصعيد ولماذا لا توجد سياسة واضحة لدى الجانب الإسرائيلى ؟
>> هناك مأزق ينتظر نتنياهو بعد الانتهاء من الحرب وهو المساءلة عن أحداث السابع من أكتوبر والمساءلة الدولية عن الجرائم التى ارتكبها, ولكى يخرج من هذا المأزق يريد من الفلسطينيين فى الضفة الغربية وفى قطاع غزة وحزب الله ان يستسلموا حتى يحفظ ماء وجهه أمام شعبه ويظهر على انه انتصر فى حربه و هذا لن يحدث لأنه يجهل العقيدة العربية فى القتال وان عقيدة المقاتل العربى انه لا يترك أرضه تغتصب و يعتبرها جزء من عقيدته ,و جزءاً من الشرف والعرض هى امه واخته وابناؤه وذكرياته .
> هل مصر فى امان من الحرب الاقليمية ؟
>> من خلال خدمتنا فى القوات المسلحة ومعرفتنا بالجيش المصرى وتقييم المؤسسات العسكرية الدولية مصر فى مكانة متميزة والجيش المصرى العاشر على مستوى العالم ولدينا قوات بحرية الخامس على مستوى العالم والقوات الجوية السادس على مستوى العالم ويتم عمل حساب للجيش المصرى على مستوى العالم ودول المنطقة .
و الجانب الاسرائيلى تم اختباره على مر العصور وانه لا يتراجع عن عدوانه الا بالقوة وانه من المعروف عنه ان شعاره السلام من اجل السلام ولكن مصر أجبرته بعد إنتصار 6 اكتوبر على قول الأرض والأمن من اجل السلام .
> غزة ما بعد الحرب وهى القضية الأساسية التى أشعلت المنطقة بعد السابع من اكتوبر ؟
>> اسرائيل قامت بتعيين حاكماً عسكرياً لقطاع غزة وأعلنوا انهم سوف يديرونها وانه سوف تتم اعادة الاستيطان بها وقاموا بتقسيم القطاع الى محاور منها محور نتساريم وتم رصفه وتجهيزه وهو يفصل الشمال عن الوسط .. وبالنسبة لمحور فيلادلفيا فقد رفضت مصر التواجدللقوات الاسرائيلية ورفضت مصر تواجدهم على الجانب الاخر من معبر رفح ومصر على موقفهاولن تتنازل عنه وهم يعلمون ذلك ولن يستطيع أحد ا جبارنا على تغيير هذا الموقف.
> صراع القضية الفلسطينية مستمر منذ 76 عاما فما الحل ؟
> >حل القضية الفلسطينية هو إقرار السلام بين الجانبين والموافقة على حل الدولتين من الجانب الاسرائيلى الذى يعرقل كل المباحثات والجهود فى هذا الإطار والعقلية الاسرائيلية بنيت على الاستيطان والحل ان يأتى الى القيادة الإسرائيلية من يوافق على حل الدولتين .
60 ٪ فى الكنيست صوتوا ضد حل الدولتين ونتنياهو وحكومته المتطرفة لن يقبلوا بهذا الحل وبالرغم من خسائره الكبيرة منذ عام ومنذ بدء الحرب على غزة وهو مستمر فى عناده وذلك لان لديه من يعوض خسائره وهو الداعم الامريكى .