عندما تحدثنا عن أزمة الأخلاق فى الشارع المصرى لم يكن حديثنا من فراغ.. ونظرة واحدة عابرة للشارع المصرى الآن تؤكد أننا أمام أزمة كبيرة تواجهنا اليوم وغدًا وبعد غد.. وأحد أكبر وأخطر ما يواجهه شبابنا اليوم ويصل بهم لهذا الوضع المؤسف هو انتشار المخدرات بشكل غير طبيعى بينهم.. فلم يعد الأمر قاصرًا على الحشيش فقط بل وصل الآن إلى المخدرات التخليقية التى تدمر العقول وتحول أى شاب إلى مسخ فى أسرع وقت.
المخدرات التخليقية مثل الاستروكس والشابو والفودو والأيس أصبحت فى متناول الجميع وأصبح الحصول عليها أمرًا يسيرًا لكل الشباب بل ومن لم يصل بعد لسن الشباب.. ورغم ما تقوم به وزارة الداخلية من مجهودات إلا أن الأمر أصبح خطيرًا ولا تكفى فيه المواجهة الأمنية فقط.. فمجهودات الشرطة تحتاج إلى دعم شعبى ومواجهة شعبية أيضًا للقضاء على المخدرات بدءاً من الهيروين والكوكايين ثم بالشابو والآيس.
هذه المخدرات تضرب ولا ترحم فتحول الشخص الطبيعى إلى كائن عدوانى لا يرى ولا يدرك ما يفعل وقد يصل الأمر فى حالات كثيرة إلى القتل بسبب فقد السيطرة على تصرفاته عندما يتحول لشخص عدوانى لا يدرك ولا يتحكم فى تصرفاته والشوارع مليئة بنماذج كثيرة تتراقص دون وعى أو تهاجم بدون سبب لتخرج لنا مشاهد درامية قاتلة ومأساوية.. فالنهاية غالبًا ما تكون حزينة إما بوفاة المتعاطى للمخدر أو بقتله لأحد الضحايا الأبرياء.. ونظرة سريعة للجرائم التى وقعت مؤخرًا تؤكد ما نقول وإحصاءات محاضر الشرطة تؤكد أن جرائم عنيفة مأساوية تم ارتكابها تحت تأثير هذه السموم اللعينة.
وكما قلنا فالأكثر خطورة أن هذه المخدرات أصبحت فى متناول الجميع وأصبح الحصول عليها سهلاً ميسورًا.. وأكثر خطورة أيضًا أن الإقبال عليها من صغار تبدأ أعمارهم من الخامسة عشرة عامًا بل أقل وهذا هو السبب فى الحالة اللا أخلاقية التى تصل إلى حد الكارثة.
الأمر يحتاج إلى قبضة أمنية شديدة وصارمة يدعمها ويقف خلفها دعم شعبى لا متناهى.. مع رقابة صارمة وشديدة من الأسرة على أبنائهم.
وأخيرًا فهناك الدور التوعوى الذى يجب أن تقوم به الدولة بشكل كبير ومؤثر.. ويكون هذا أيضًا بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى التى يجب أن تتحمل مسئولياتها فى التوعية بأخطار المخدرات الجديدة.