وسط ترقب إسرائيلى لضربة الانتقام الإيرانية رداً على استهداف قنصليتها فى دمشق مطلع الشهر الحالي، وضعت إسرائيل كافة الاستعدادات العسكرية على الطاولة، وناقشت على ما يبدو خطط الرد مع المسئولين الأمريكيين.
وفى السياق، وافق الجيش الإسرائيلى والموساد على خطط لمهاجمة وضرب إيران فى حال تعرضت إسرائيل لهجوم من طهران.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصدر مطلع أن إسرائيل تتهيأ لهجوم مباشر من إيران على جنوب أو شمال البلاد فى غضون الـ24 إلى 48 ساعة القادمة.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائى بعد بالهجوم بينما تجرى مناقشة خطط تنفيذ الهجوم.
وكانت تقارير المخابرات الأمريكية قد أشارت إلى وجود ضربة مخططة من إيران فى غضون أيام قليلة، ربما على الأراضى الإسرائيلية.
وأفادت مصادر إيرانية بأن طهران أبلغت واشنطن بأن الرد الإيرانى على الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية فى دمشق سيكون بطريقة تسمح بتجنب التصعيد ولكنه سيكون ردا قاسيا.
من ناحية اخرى نشرت حسابات تابعة للحرس الثورى الايرانى على وسائل التواصل الاجتماعى فى الساعات الأخيرة، مقاطع فيديو تحاكى ضربة على مفاعل ديمونة النووى فى النقب، وعلى مطار حيفا.
وقال مسئول إيرانى فى وقت سابق إنه قد تكون هناك ضربة لمحطات تحلية المياه ومحطات الطاقة.
إلا أن كافة المعطيات وتبادل الرسائل الإيرانية الأمريكية تشى حتى الآن بأن لا مصلحة لإيران بتصعيد كبير فى المنطقة، لاسيما أن خامنئى يشعر- بحسب عدد من المراقبين – بالقلق من أن توجيه ضربة مباشرة إلى إسرائيل قد يؤدى إلى نتيجة خاطئة من وجهة نظره، وقد يدفع القوات الإسرائيلية إلى شن هجوم واسع النطاق على البنية التحتية الإيرانية.
من جهته، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تهديدا واضحا لإيران بأن إسرائيل ستضربها إذا تعرضت للهجوم.
وقال أثناء زيارته لقاعدة طائرات «إف-15»: نحن فى أوقات صعبة. نحن فى خضم حرب مستمرة فى غزة. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا نواصل جهودنا المتواصلة لإعادة الرهائن، ولكننا نستعد أيضا لمواجهة تحديات من جبهات أخري».
فى السياق أفادت صحيفة «يديعوت إحرنوت» أن الجيش الإسرائيلى والموساد اتفقا على خطة للرد فى حالة وقوع أى هجوم إيرانى محتمل ردا على قصف القنصلية الإيرانية فى دمشق مؤخرا.
وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلى سيرد بالشكل المناسب على الأراضى الإيرانية.
وتشير الصحيفة إلى أنه على خلفية تهديدات طهران بالرد على الغارة الجوية الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية فى دمشق، عززت إسرائيل والولايات المتحدة التنسيق بين القوات المسلحة للبلدين.
ولم تعترف إسرائيل بوقوفها وراء هذا الهجوم، على الرغم من أنها اتبعت تقليديا سياسة تعمّد الغموض بشأن العمليات فى سوريا ولبنان وأماكن أخري.وفى نفس الوقت أكدت واشنطن عدم مشاركتها فى الهجوم بأى شكل من الأشكال.
من جهة اخرى أعلن البنتاجون أمس وصول قائد القيادة المركزية الأمريكية «سينتكوم» الجنرال إريك كوريلا إلى إسرائيل للقاء كبار المسئولين العسكريين ,فى ظل تصاعد التوتر الإقليمى مع تهديد إيران بالرد على قصف قنصليتها فى دمشق، فى هجوم اتهمت الدولة العبرية بشنّه.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بات رايدر إن كوريلا سيلتقى القيادة الأساسية للجيش الإسرائيلى ويبحث التهديدات الأمنية الحالية فى المنطقة, مشيرا إلى أن هذه الزيارة المخطط لها قبل التهديدات الإيرانية قد تم تقديم موعدها بسبب التطورات الأخيرة.
ومنذ بداية الحرب المدمرة فى غزة قبل 6 أشهر، عبرت الولايات المتحدة والمجتمع الدولى مرارا عن الخشية من توسع كبير فى النزاع بين إسرائيل وحركة حماس.