مع مطلع عام جديد، عادت ماكينات وآلات الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى إلى الدوران والإنتاج المميز والكثيف، بعد أسابيع قليلة من إعادة تشغيل «النصر للسيارات» فى حلوان، صرحان شامخان عملاقان ضمن قاعدة صناعية وطنية تنهض بقوة وعزيمة وتصميم.. أخبار سارة تسعد المواطنين وترفع درجة التفاؤل بتحقيق المزيد والمزيد.
عادت آلات وماكينات الغزل والنسيج العملاقة، وهذه المرة بعد إنجاز التطوير الثلاثى الذى تكلف ما يزيد على 56 مليار جنيه، بتكنولوجيا حديثة متقدمة لتكون الأكبر فى العالم وتنقل القلعة الصناعية الشامخة إلى آفاق إيجابية، تدعم الاقتصاد وتؤكد دعم الدولة للفلاح زارع الذهب الأبيض فى الحقول منذ أمد بعيد.. تستوعب المزيد من القوى العاملة الشابة وتعتبر جامعة تكنولوجية للتأهيل، ناهيك عن تأثيرها الإيجابى على حياة المحلة الكبري، المدينة التى نشأت فى أحضان الفكرة العبقرية لأبى الاقتصاد الوطنى والاستثمارات المتنوعة الرشيدة.. المرحوم طلعت حرب ورفاقه المخلصين قرر إقامة شركة المحلة لتكون هى الأولى باستقبال القطن الخام وغزله وتصنيعه أقمشة مبهرة للجميع، بدلاً من أن كان يذهب خاماً بتراب الفلوس إلى لانكشير البريطانية صنعت منه أمجاداً وثروات، مستفيدة من سمعة القطن المصرى الطيبة، التى لمسها كل مصرى سافر للخارج، إذ يذهب للشراء فى سلاسل البيع الشامخة لماذا هذا القميص أو البلوزة أغلى فى السعر من الآخرين؟!، الإجابة دائماً لأنه مصنوع من القطن المصرى يا عزيزي.
عودة «النصر للسيارات» ثم غزل المحلة، تؤكد عزم الجمهورية الجديدة على رعاية وتطوير وتحديث قواعدنا الصناعية الأساسية، بعد أن قامت برسالتها فى البدايات، وأكدت للعالم أن المصرى قادر على استعادة الأمجاد فى الصناعة والتجارة والعمارة والمجالات العلمية والإبداعية، وتسعد هذه الخطوة كل مصرى وعربى محب لأرض الكنانة.
من المؤكد أن هذا الإنجاز بداية بشرى فتح الباب.. ليس فقط لاستعادة القطن المصرى للعرش العالمي، ولكن بعودة كيانات صناعة الغزل والنسيج فى كفر الدوار وشبرا الخيمة والعامرية وأسيوط.. وتشجيع رواد الأعمال من المصنعين الصغار للاستفادة من الإمكانات الحديثة بالمحلة الكبري، فى تطوير منتجاتهم والانخراط فى منظومة التصدير.. لقد دارت العجلة، ومنها عادت ريادة مصرية عمرها آلاف السنين.. الشكر والتقدير لبناة الوطن الغالى وحماته، ضد المؤامرات والأباطيل.