اقترب عام 2024 من الانتهاء وما زالت الحرب مستمرة فى المنطقة والأبرياء يدفعون ثمن الحرب التى أشعلها غيرهم وإسرائيل ما زالت على عنادها فى تدمير كل شيء فى غزة وقتل الشعب الفلسطينى بلا رحمة.. لا يعقل أن يكون رد فعل إسرائيل بهذه القسوة دون رد فعل من المجتمع الدولى بل بمساعدة أمريكا والدول الأوروبية التى تمد إسرائيل بالسلاح والذخيرة من أجل المزيد من القتل رغم أنها دول تتغنى كل يوم بحقوق الإنسان والعدالة الإنسانية ولكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل الوضع يختلف كلياً ونصبح أمام دول أخرى لا قيم ولا مبادئ لديها وهذا طبيعى لأن العالم الغربى بوجهين عندما يشاء يعلن حماية حقوق الإنسان أمام من لا يرغب فيه ولكن إذا تعلق الأمر بحليف تسقط فوراً حقوق الإنسان وتظهر شريعة الغاب.
عموماً ما يحدث الآن من إسرائيل كشف الكثير أمام العالم وأوضح حقيقة الأشياء والدول ووضع الغرب فى موقف محرج من ناحية يدعم إسرائيل بلا حدود حتى فى قتل الأطفال ومن ناحية أخرى يجرم روسيا على أفعالها فى أوكرانيا أى أن المواقف تتغير حسب المصالح وليس حسب حقوق الإنسان.
الغرب يعتبر قتل الفلسطينيين دفاعاً عن النفس فى حين ان قتل الأوكرانيين جريمة ضد الإنسانية رغم أننا ضد القتل بجميع أنواعه وأيضاً ضد الكيل بمكيالين.
رغم إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتى اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت بالإضافة إلى مذكرة اعتقال فى بيان آخر للقائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس محمد الضيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
هى خطوة رمزية تفضح إسرائيل وتحرج الدول الداعمة لها ورغم صعوبة تنفيذ القرار بسبب الدعم الأمريكى ولكن على الأقل فضح إسرائيل أمام المجتمع الدولى خاصة أمام الشعوب.
مع ان هذا القرار لن يغير فى الحرب شيئاً وإسرائيل سوف تظل على وضعها من عدوان على حقوق الشعب الفلسطينى واغتصاب الأرض سواء فى غزة أو الضفة الغربية. . الحرب سوف تستمر طالما أمريكا تدعم إسرائيل لأن قرار انهاء الحرب ليس فى يد أمريكا انما فى يد جماعات الضغط اليهودى فى أمريكا والحكومة الإسرائيلية التى تجد دعماً من الشارع الإسرائيلى فيما تقوم به من مجازر تحت شعار الامن الداخلي.
لم يحدث شيء حتى الآن يجعل إسرائيل تتراجع فما يحدث فى صالحها ألف فى المائة لأنها دمرت غزة وأنهت حماس باعتبارها قوة عسكرية ومن ناحية اخرى دمرت حزب الله وقياداته وفى طريقها إلى إبعاد الحزب عن شمال إسرائيل خلف نهر الليطانى حتى تضمن عدم هجوم حزب الله عليها مرة أخري.. البعض ينتظر ترامب يستلم السلطة حتى يحدث تغييراًَ ولكن لا أحد يعرف موقف ترامب من الأحداث خاصة أن كبار مستشاريه من كبار داعمى إسرائيل فى الولايات المتحدة وهذا يعنى أن الله وحده القادر على تغير الأمور ونحن ندعو الله ان يرحم الأبرياء برحمته وقدرته على الظالمين.