وأسعار العقارات.. و«بيقولوا عليك ناسينا»..!
ونبدأ الحكاية.. والحكاية هى أن محافظ المنيا اللواء عماد كدوانى وجد أن هناك خرقًا للإنسانية والآدمية فى المحافظة التى يتولى زمام الأمور فيها.. وجد أن سائقى سيارات «البيك آب» نصف النقل أو ربع النقل يقومون بنقل الركاب فى سياراتهم المكشوفة فى مخالفة صريحة لقواعد المرور.. وأن هذا الأسلوب فى نقل الركاب المحرم إنسانيًا ودوليًا قد أدى إلى حوادث مرورية راح ضحيتها أكثر من 332 حالة وفاة فى عام واحد.. والمحافظ قرر بدلا من ذلك تشجيع تحويل سيارات نصف النقل واستبدالها بميكروباصات حماية للركاب.. وأكد أن سيارات نصف النقل مخصصة لنقل البضائع فقط..!
وما قاله المحافظ وأقدم عليه سليم مائة فى المائة.. رجل محترم يحاول حماية أرواح البشر وتأمين وسيلة انتقال مناسبة لهم ولا غبار فى ذلك ولا اعتراض يمكن أن يكون.
ولكن النائب رياض عبدالستار عضو مجلس النواب عن دائرة بندر ومركز ملوى رأى أن قرار المحافظ يهدد «أرزاق» الناس مشيرًا إلى أن كل قرية يوجد بها مائة سيارة ربع نقل والتى تعول مئات الأسر.. وقال إنه سيتقدم بطلب احاطة لوزيرة التنمية المحلية ضد قرار المحافظ..!
والسوشيال ميديا وجدت فى الخلاف بين المحافظ والنائب ميدانًا للمزايدات وخلط الأوراق كما هى العادة انقسم الناس قسمين.. فريقًا مع المحافظ وآخر مع النائب مع أنه خلاف لم يكن يفترض أن يكون موجودًا.. فالأصل هو الحفاظ على أرواح الناس قبل أى هدف آخر.. وأرواح الناس لا تقبل المتاجرة عليها.. ونقل البشر فى سيارة مكشوفة وعربات ربع أو نصف نقل هى جريمة ضد الإنسانية وأى حديث آخر هو مزايدات تجعل الفوضى أسلوبًا للحياة.. وتهدم كل محاولات للإصلاح والانضباط.
> > >
ومن الحديث عن قضايا تتعلق بحقوق الإنسان فى الحياة الآدمية إلى حديث عن بوادر وجود قناعات بضرورة تنظيم الانجاب والحد من الأعداد المتزايدة من السكان بمعدلات تهدد كل خطط التنمية وتحسين الأحوال فمصر تسجل انخفاضًا طفيفًا فى نسبة الزيادة السكانية خلال الربع الأول من هذا العام فى مؤشر على أن هناك إدراكًا بين العديد من الفئات لضرورة تحديد النسل لاعتبارات مادية واجتماعية.
والواقع أنها قضية القضايا.. وأم المشاكل التى يجب أن تدور حولها كل برامج الاحزاب والحوارات المجتمعية فنحن أمام زيادة سكانية بمعدلات تلتهم كل موارد الدولة وتفرض عليها أعباء متزايدة اسكانية واجتماعية وتعليمية وصحية.
ونقولها بكل الوضوح.. لقد فشلت معظم برامج التوعية بخطر الزيادة السكانية وبضرورة تنظيم الأسر لأنها كانت تخاطب الفئات التى ليست فى حاجة إلى من يقنعها بضرورة ذلك.. وتجاهلت هذه الحملات أصحاب المشكلة من الفئات التى مازالت على قناعاتها بالتكاثر والمباهاة بكثرة الانجاب.. وهؤلاء لا يجدى معهم حملات التوعية وإنما القانون..!! هذه ليست حرية شخصية وإنما جريمة فى حقنا جميعًا.
> > >
وتحدث الزيادة السكانية فى أوساط اجتماعية معينة فى الوقت الذى يعزف فيه قطاع آخر من الشباب من «الصفوة» أو «النخبة» أو ذوى الدخل المرتفع والتعليم المتقدم عن الزواج وعن الانجاب أيضا فى ظاهرة تزداد انتشارًا بسبب تخوفهم من سهولة الطلاق والانفصال السريع بعد الزواج!! فزيادة معدل الطلاق بين الشباب فى أشهر أو سنوات الزواج الأولى أصبح مرتفعًا.. وشهر أو شهرين بعد الزواج والانفاق الضخم على حفلات الزواج يأتى الطلاق السريع ونسمع فى ذلك عن الكثير من الحالات التى تم فيها الطلاق لتعود الزوجة إلى بيت أهلها وفى بطنها جنينًا أو طفلاً لا يعرف أبوه عنه بعد ذلك شيئًا وقد لا ينفق عليه أبدًا.. ولا يهتم..!! أمور محيرة ومربكة أيضا..!
> > >
ولأن كل القضايا متشابكة.. فإن القاسم المشترك الأعظم هو السكن.. والعثور على المسكن الملائم.. وسوق العقارات الذى تدور حوله التساؤلات والتوقعات والاحتمالات ما بين من يتحدثون عن انخفاض كبير محتمل فى أسعار العقارات وبين من يتحدثون عن ارتفاع مستمر فى أسعار العقارات باعتباره أفضل الاوعية الاستثمارية للمدخرات..!
وأيا ما كانت التوقعات من الخبراء الاقتصاديين والعقاريين فإننا على قناعة بان السوق العقارى لن يواجه ركودًا أبدًا.. ولن تنخفض الأسعار مرة أخرى.. فالطلب أكثر من العرض.. والأسعار التى يتم الإعلان عنها أصبحت بأرقام خيالية وهناك من يدفع ومن لا يهتم.. الملايين أصبحت ملاليم.. وشقة غرفتين وصالة فى «كومبوند» حديث تباع بأكثر من عشرين مليونًا من الجنيهات ويقولون عنها «لقطة».. وهناك من يتنافس على الشراء..! عن أى أزمة وانخفاض فى الأسعار يتحدثون!!
> > >
وهل نرى عودة للسوق السوداء للدولار؟ نخشى ذلك.. ونحذر من مضاربات ومزايدات على قيمة الدولار.. ومواقع الكترونية تخصصت فى تقديم معلومات وبيانات خاطئة وتنشر الكثير من الشائعات الاقتصادية التى تدفع فى اتجاه المضاربة على الدولار وارباك حركة الأسواق.. وهذه هى أسوأ وأخطر أنواع الحروب التى نشنها على أنفسنا بأنفسنا..!
> > >
وسيدة تطلب الخلع من زوجها بعد اكتشاف أنه قد تزوج عليها مائة مرة زواجًا عرفيًا.. ده مش يستاهل الخلع.. ده ينضرب بالشباشب و«القباقيب»..!
> > >
وتغنى القلب الحنون.. وتشدو شادية مصر وابتسامتها الساحرة.. تغنى شادية.. «أمانة عليك تجينا.. بيقولوا عليك ناسينا.. وحياة ســهر الليالى ما تبعد عننا.. دا احنا من غيرك ولا حاجة.. وناقصنا كام مليون حاجة».
ونعم.. ناقصنا كام مليون حاجة عندما يغيب عنا من نحب.. ومن يسافر.. ومن ينسانا.. بيقولوا عليك ناسينا.. وحياة سهر الليالى ما تبعد عننا.
> > >
وأخيرًا:
ومن يتقن احتواء الروح يبقى بالروح حاضر فى عز الغياب.
> وأنا لست تائهًا.. أنا فقط اخترت طريقًا مختلفًا.
> ولا تغير حياتك من أجل شخص، بل غير ألف شخص من أجل حياتك.
> وحين تجد الأعذار كثرت.. ابتعد حفاظًا على كرامتك.