ربما غاب عن كثيرين الدور التوعوى المنوط بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر، فقد أدى دوراً كبيراً ومتميزاً فى مراحل فارقة ومهمة فى حياة الشعب المصري. فدوره لا يقف عند الحدود المتعارف عليها، بل يمتد إلى أقاصى الدول تنويراً وتعريفاً بالإسلام السمح الذى لا يعرف الإفراط أو التفريط. التعريف بالإسلام كعقيدة وشريعة وأخلاقاً بين شعوب العالم بإظهار حقائقه وإبراز آثاره، وأنه دين يرسخ لتقدم البشرية والبحث عن سُبل السعادة للناس جميعاً فى حياتهم. وتنمية الوعى الدينى من خلال نشر الثقافة الإسلامية التى لا تعرف الإفراط أو التفريط فى الداخل والخارج. وإحياء التراث الفكرى للإسلام وبعث الحضارة العربية الإسلامية وعرض الفكر الإسلامى فى صورته المستنيرة التى تبرز سماحة الإسلام وقدر العطاء الحضارى للإنسانية بما يكفل إمكانية التعايش بين أبناء الرسالات السماوية دون تحقير أو تهميش، ويكفل إقامة مجتمع إنسانى يظله السلام والعدل، وتوثيق الروابط وترسيخ التعاون والتنسيق مع الهيئات والمؤسسات والقيادات الإسلامية فى مختلف أنحاء العالم، وكذا التعاون فى رعاية شئون الأقليات الإسلامية فى مختلف أنحاء العالم. وتفنيد ما يُثار ضد الإسلام من شُبهات، لا سيما فى ظل ظهور جماعات مُتأسلمة لا تعرف شيئاً عن الإسلام إلا القشور، وكان من نتائج ذلك صدور كثير من الفتاوى الظلامية التى يبرأ منها الإسلام الذى هو دين الرحمة والتعايش بين البشر مهما اختلفت العقائد والألوان والأجناس. وقد نهض الدكتور أسامة الأزهرى فور توليه أمر وزارة الأوقاف بخريطة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية من خلال تفعيل لجانه، وكذا حرصه على ضخ دماء جديدة جلهم من العلماء الأفذاذ المشهود لهم بسوابق الخبرة والتمرس. وقد أصاب وزير الأوقاف عندما اختار العالم الجليل الدكتور محمد البيومى العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالزقازيق ليكون أميناً عاماً للمجلس الأعلي، فحرك المياه الراكدة وبدأ المجلس فى استعادة دوره فى الداخل والخارج فتصدر المشهد، وكذا استعانته بعلماء مشهود لهم بالتجرد والعطاء، وقد ظهر ذلك واضحاً من خلال تنامى أنشطة المجلس فى شتى فروعه، والمؤكد أن ثمار هذا الجهد سيكون لها مردودها وأثرها الطيب فى المرحلة القادمة إن شاء الله. وقد واصل المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مسيرته المتميزة خلال عام 4202، محققاً إنجازات واسعة النطاق فى مجالات الدعوة والفكر والثقافة، تجسدت فى عدد من الفعاليات والمؤتمرات والأنشطة التى تؤكد دوره الريادى فى خدمة الإسلام والمسلمين، منها إقامة «المؤتمر الدولى الأول للواعظات بعنوان (دور المرأة فى بناء الوعي)»، الذى انعقد فى أغسطس الماضى وقد شهد حضوراً كبيراً من شتى بقاع المعمورة. وفى شهر رمضان المبارك نظم المجلس الأعلى ملتقى الفكر الإسلامى بمسجد الإمام الحسين رضى الله عنه وأرضاه مقدماً رؤى ثرية حول القيم الإسلامية. 0041 منحة دراسية للدارسين بالأزهر الشريف، إضافة إلى تصدير تسع مكتبات علمية تضم 4441 مكتبة. كما أقام معرضاً خاصاً عن آل البيت فى مساجدهم، مسلطاً الضوء على الجوانب الإنسانية المشرقة من سيرهم ومناقبهم.