فى ضوء الدمار الهائل الذى لحق بقطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية الغاشمة، تصاعدت المطالبات العربية بضرورة عقد مؤتمر دولى لإعمار غزة، وذلك بهدف حشد الدعم الدولى لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة. وقد جاءت هذه المطالبات فى سياق القمة العربية الأخيرة بالقاهرة، والبيانات الصادرة عن المنظمات الإقليمية، التى أكدت ضرورة تحمل المجتمع الدولى لمسئولياته تجاه الشعب الفلسطيني، وتقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار غزة وتمكينها من مواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية.
تأتى هذه المطالبات فى ظل تقديرات دولية تشير إلى أن تكلفة إعادة إعمار غزة تتجاوز مليارات الدولارات، وأن القطاع يعانى من نقص حاد فى الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والصحة والتعليم. كما أن الآلاف من المنازل والمنشآت الاقتصادية قد دمرت بالكامل أو تضررت بشكل كبير، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للسكان.
وقد أكدت الدول العربية على ضرورة أن يكون المؤتمر الدولى لإعمار غزة شاملاً وشفافاً، وأن يشارك فيه ممثلون عن الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدنى والقطاع الخاص. كما أكدت ضرورة أن يتم تخصيص التمويل اللازم لإعادة إعمار غزة بشكل عادل وفعال، وأن يتم توجيهه إلى المشاريع التى تلبى الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للسكان.
وفى هذا السياق، رحبت العديد من الدول والمنظمات الدولية بالمطالبات العربية بعقد مؤتمر دولى لإعمار غزة، وأبدت استعدادها للمشاركة فى هذه الجهود. كما أكدت ضرورة أن يتم توفير الدعم اللازم للسلطة الفلسطينية لتمكينها من القيام بدورها فى عملية إعادة الإعمار.
وتهدف هذه المطالبات إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، منها توفير الدعم الإنسانى العاجل لسكان غزة، وتلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والمياه والصحة والمأوي.
وكذلك إعادة بناء البنية التحتية المدمرة، وإصلاح المنازل والمدارس والمستشفيات والمنشآت الاقتصادية. إضافة إلى تمكين الاقتصاد الفلسطينى فى غزة، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، وتعزيز الاستقرار والأمن فى المنطقة، ومنع تكرار الصراعات. ودعم حق الشعب الفلسطينى فى العيش بكرامة وأمان.
ومن خلال هذه الجهود، تأمل الدول العربية فى أن يتمكن المجتمع الدولى من تحمل مسئولياته تجاه الشعب الفلسطيني، وتقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار غزة وتمكينها من مواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية.
ويلعب المجتمع الدولى دورا محوريا فى عملية إعادة إعمار غزة، التى عانت من ويلات الحروب المتكررة والظروف الإنسانية الصعبة. يتجلى هذا الدور فى عدة جوانب أساسية منها تقديم المساعدات المالية والإنسانية، لتغطية تكاليف إعادة بناء البنية التحتية المدمرة، مثل المنازل والمدارس والمستشفيات وشبكات المياه والكهرباء. وتشمل المساعدات الإنسانية توفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية الطارئة للسكان المتضررين.
والمفروض أن يسعى المجتمع الدولى إلى تحقيق الاستقرار فى المنطقة من خلال دعم جهود الوساطة والدبلوماسية لإنهاء الصراعات وتجنب تصعيد العنف.
ويجب عليه أن يعمل على الضغط على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولى وحقوق الإنسان. كما يجب أن يساهم المجتمع الدولى فى دعم مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى غزة، بهدف خلق فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة للسكان. ويشمل ذلك دعم مشاريع البنية التحتية الصغيرة والمتوسطة، وتوفير التدريب المهنى والتعليم.
كذلك ضمان وصول المساعدات وإدارة المشاريع إلى مستحقيها بشكل فعال وشفاف هو دور أساسى للمجتمع الدولي، وذلك من خلال آليات رقابة ومتابعة دقيقة.
وفى الحقيقة أن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة تعد خطة شاملة تتطلب دعما دوليا كبيرا لتنفيذها على أرض الواقع، وذلك من خلال الدعم السياسى والمالى لتلك الخطة.
إن تضافر جهود المجتمع الدولى أمر بالغ الأهمية لتحقيق إعادة إعمار مستدامة فى غزة، وتوفير حياة كريمة وآمنة لسكانها.