هناك سؤال حائر فى العالم العربى منذ ١٦٨ يوماً مع بداية أحداث طوفان الأقصى وهو ما جدوى جولات بلينكن للمنطقة التى تجاوزت الست زيارات لدول المنطقة منذ بداية الأزمة.. لكن الزيارة الأكثر إثارة تلك التى قدم فيها «قبلة» الشجاعة لنتنياهو عندما قال زرتكم كيهودي.. وهو كوسيط يجب ألا يقول هذه العبارة.. والأغرب فى زيارته الأخيرة تأكيده على أهمية الهدنة التى توقعنا أن تبدأ مع بداية شهر رمضان واحتراماً لمشاعر أكثر من مليارى مسلم حول العالم واحتراماً لمسجدنا الأقصى ولم تتم أمام عصابة الحرب التى تسعى بأى شكل لتوسعة الدائرة والحل على حساب أطراف أخري.. وسط سيناريوهات كثيرة تتغير وتتبدل ما بين واشنطن ــ واستخدامها الفيتو ــ وتل أبيب وعصابة الحرب.
هل هناك نتائج ملموسة لجولات السيد بلينكن للمنطقة حتى الآن -وهذه وجهة نظرى- لا جدوي.. ورغم أنه تفوق على داهية أمريكا الراحل كسينجر فى عدد الزيارات للمنطقة فى فترة قصيرة وتفوق على مكوكيته.. وأيضاً كان يتفاخر بأنه يهودى لكنه حقق شيئاً على الأرض فى حرب أكتوبر 1973 بعد انتصار الجيش المصرى وإسقاط أسطورة جيش دايان الذى لا يقهر.. كسينجر الراحل افتخر بأنه يهودى وبلينكن الذى تربى فى مدرسته يفتخر أيضاً بذلك لكن حتى الآن لا نرى نتيجة من مكوكياته والتى أشبه بمكوكية النرويجى جونار يارنج بشأن القرار 242 والتى لم يفلح فى تحقيق أى إنجاز حوله وقضت حرب الاستنزاف على آماله قبل أن تقبل مصر أمام كفاءة جيشها فى هذه الحرب مبادرة روجرز.. الخميس الماضى زار بلينكن القاهرة فى زيارة وصفت بالمهمة والتى شملت إلى جانب مصر السعودية مع مشاركة فى اجتماع وزارى عربى أمريكى من ٥ وزراء خارجية ومسئول فلسطيني.. وآثار المجاعة فى غزة تخيم على المكان.. فى ظل غياب بعد إنسانى لإيقاف نتنياهو الذى يخشى اليوم التالى لإيقاف الحرب التى أودت بحياة 32 ألف شهيد وأكثر من 80 ألف مصاب.. السؤال ماذا تنتظر أمريكا بعد تدمير نحو 40٪ من مبانى غزة وإخراج قطاعاتها الصحية من الخدمة.. قبل لقاء بلينكن مع المجموعة الوزارية العربية.
التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أكد على ثوابت مصر وهى الإيقاف الفورى للحرب وإدخال الغذاء والبحث عن مسار للسلام والاستقرار بحل الدولتين.. والأغرب هنا أن هناك توافقاً مصرياً ــ أمريكياً على رفض تهجير الفلسطينيين بأى صورة.. وهذا فى يد أمريكا المشلولة بالانتخابات أن تفعله مع إسرائيل وهذا ما ينتظره الشارع العربى من الدولة التى تمد إسرائيل بعتاد الحرب وتعويضها خسائرها.. اعتقد أن زيارة بلينكن السادسة لابد أن تخرج بنتيجة أولها إيقاف الحرب المستعرة وتبادل الأسرى والمسجونين فى سجون إسرائيل والبحث عن حل ناجع ونهائى لأطول صراع فى التاريخ الحديث حتى الآن.. والاستماع إلى تحذيرات مصر التى تطالب بعدم اجتياح رفح لما له من وضع كارثى فى المنطقة كلها.. وأن عصابة الحرب فى إسرائيل لا تصغى لصوت السلام.. مع التأكيد أن سيناريو تأجيل العملية العسكرية فى رفح ليس حلاً أمام مجاعة حاصلة وحقيقية فى القطاع.. وقلق أمريكا وحده لا يكفى لابد من إيقاف الحرب والبحث عن مسارات السلام وإلا الجميع يحرث فى ماء أمام عصابة حرب تستخدم الدين لتنفيذ مخططها وهو ما فشلت فيه حتى الآن نجحت فقط فى زيادة أعداد الشهداء من الأطفال والنساء وضاع وسط سيناريو الحرب الدامية بقرار 2720 الخاص بالأمم المتحدة تجاه هذه الحرب، التى أكدت أن الشارع الفلسطينى يؤيد عملية الأقصى بكل ما فيها من أجل البحث عن حل للأزمة والعودة للمفاوضات.
وفى التقرير المرحلى للجنة المراجعة المستقلة حول «الأونروا» التى زار المسئول الأول بها لازارينى مصر مؤخراً والتى لديها آليات كثيرة تضمن حيادها ونظافة يد العاملين بها وهى رسالة واضحة لإسرائيل.. وهذا ما جاء فى التقرير الذى قدمته وزير خارجية فرنسا السابقة كاترين كولونا إلى الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريش باعتبار الوكالة تبذل كل ما فى وسعها إنسانياً.. والعالم ينتظر التقرير النهائى 20 أبريل 2024.. الذى سيرد على مزاعم إسرائيل «وللحديث بقية».
وزارة الصحة.. وسياسة عدم الرد
كتبت تقريباً ٣ مرات حول مشكلة طبيبة الأسنان سارة أبو المجد التى عانت كثيراً دون نظرة إنسانية من وزير الصحة د.خالد عبدالغفار بسبب تخلفها بعذر قهرى وهو حرمان والدها عدة سنوات من العودة إلى مصر بسبب مشكلة فى البلد التى يعمل بها خيمت على الأسرة المرافقة معه بمنعهم من الخروج.. وعند العودة وهى الحاصلة على بكالوريوس طب الأسنان من جامعة خاصة اصطدمت بالروتين العقيم ولم يلتمس أى من المسئولين فى الوزارة بظرفها الإنسانى لوالدها «مريض الكبد» وأيضاً مكتب الوزير الإعلامى الذى يعرض عليه ما ينشر وينهى الموضوع الخاص بالطبيبة سارة أبوالمجد شعبان عضو اتحاد كتاب مصر والشاعر الدقهلاوى المعروف الذى يروى بعيون دامعة ظروف ابنته وأن الوزارة على مدى سنوات لم تعبأ بالتماساته المتتالية.
التوكيلات والتزوير!!
نظراً لموجة السفر للخارج كثير من المواطنين قبل السفر يصدر توكيلاً لقريب أو شقيق وقد جاءنى كثير من الرسائل تتحدث عن التوكيلات واستخدامها فى غير مساراتها خاصة بين الأشقاء والشقيقات والتى تنتهى بمآسا يقوم خلالها من تم التوكيل له ببيع كل ما يملكه الموكل لطرف ثانى قد يكون زوجته أو ابنه هذا ملف مسكوت عنه فاض به الكيل من التزوير إذا علمنا أن التوكيلات التى وصلتنى كانت ملغاة والحياء الأدبى بين الإخوة لم يسلمه الإلغاء لكن السؤال وهذا يحتاج لفقيه قانونى عندما يتم إجراء صحة التوقيع على توكيل مدته مر عليها أكثر من 10 سنوات لماذا لا تراجع جهة التوكيل وهل هو سارى أم غير ذلك.. هذا الملف سأتناوله فى حلقات بعد رمضان إن شاء الله من أجل توعية المواطن حول خطورة التوكيلات وأيضاً وجود البعض الذين لا ضمير لهم من المدافعين عن الحقوق ويقولون إنه نجاح للمحامى الذى يمارس هذه العملية.. وبالتالى على نقابة المحامين التدخل لوقف مثل هذه المهازل ومعاقبة من ثبت أنه استخدم توكيل بغرض إيذاء طرف من الأطراف بدلاً من البحث عن الحقيقة.. إن دهاليز المحاكم بها كثير من هذه القضايا التى تحتاج فيها لتوعية المواطن وسأضعها أمام النائب العام قريبًا.