تتزايد الأوضاع الانسانية سوءا فى غزة يوما بعد يوم بسبب استمرار الانتهاكات الاسرائيلية، حيث كشف الهلال الأحمر فى غزة بأن المجاعة تهدد وسط وشمال القطاع، مضيفا أن جهوده مستمرة مع مؤسسات دولية لإيصال مزيد من المساعدات. وأضاف أن الأوبئة تنتشر بسرعة بسبب نقص الخدمات فى المخيمات وتحلل الجثامين.
فى السياق ذاته، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية ان الأزمة الصحية فى غزة آخذة فى التصاعد ووصلت إلى مستويات مروعة .وأشارت الصحة الى ان أكثر من مليون شخص فى رفح الفلسطينية اضطروا للنزوح مرة أخري. وعشرة آلاف شخص على الأقل عالقون داخل غزة وهم بحاجة إلى علاج.
وأفادت الأمم المتحدة أن أكثر من نصف الأسر فى غزة اضطروا إلى بيع أو تبديل ملابسهم؛ ليتمكنوا من شراء الطعام، مع تفاقم خطر المجاعة فى جميع أنحاء القطاع، جراء العدوان الإسرائيلي، وفق ما ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية.
فيما أشار التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، إلى أن واحدًا من كل خمسة من سكان غزة شخص يواجهون الآن مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائى الحاد، بما فى ذلك «النقص الشديد فى الغذاء والمجاعة والإرهاق». وأشار الى أن نحو 96 ٪ من سكان غزة يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام حاد للأمن الغذائي
وذكر أن الوضع فى غزة يتدهور بعد تصاعد العدوان ، مشيرًا إلى أنه لا يزال هناك خطر كبير من المجاعة فى جميع أنحاء القطاع، طالما استمر العدوان وتقييد وصول المساعدات الإنسانية».
كما أعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة أن المستشفيات والمراكز الصحية بالقطاع تعانى من نقص حاد فى الأدوية والمهمات الطبية الضرورية، مناشدة الجهات المعنية «سرعة التدخل».
وقالت الوزارة انه فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى وسيطرة وإغلاق الاحتلال لكافة معابر القطاع، واستهدافه للقطاع الصحى تعانى المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد فى الأدوية والمهمات الطبية الضرورية لاستمرار تقديم الخدمات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة المرضى والمصابين والتى أصبح رصيدها صفرا أو أوشكت على النفاد.
وأضافت: «أبرز الأدوية التى أوشكت على النفاد هى أدوية الاستقبال والطوارئ والتخذير والعنايات المركزة والعمليات وكذلك مرضى الأورام الذين لم يتمكنوا من السفر حيث اقتصرت خدمتهم على العلاج التلطيفى فقط بعد انقطاع الأدوية الخاصة بهم وكذلك مرضى غسيل الكلى خاصة الأطفال، مما يهدد حياة ما يقارب من 1000 مريض غسيل كلوي، كذلك الأدوية الخاصة بالخدمات الصحية الأولية كصحة الأم والطفل والصحة الإنجابية وأدوية الأمراض المزمنة والأدوية النفسية.
ميدانيا، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع، وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة على مدينة غزة لليوم الرابع على التوالى مخلفة عشرات الشهداء الجرحى فيما بدا انه تطبيق للمرحلة الثالثة من الحرب فى المدينة. فيما أفادت الصحة الفلسطينية بارتفاع عدد ضحايا العدوان على قطاع غزة إلى 37658 شهيدا و86237 مصابا منذ 7 أكتوبر.
واستشهد عشرة مواطنين نازحين جراء قصف الاحتلال مدرسة حمود التى تووى نازحين بحى الدرج وسط غزة . ومن بين الشهداء ثمانية مواطنين من عائلة واحدة الجرو. كما استشهد خمسة مواطنين بينهم أطفال فى الاستهداف الإسرائيلى لمدرسة «أسماء» .
وفى خان يونس استشهد عشرة مواطنين فلسطينيين واصيب ٢٢ بجراح بقصف نفذه الاحتلال بمنطقة دوار بنى سهيلا شرق المدينة . وقصف طيران الاحتلال منزلاً قرب مفترق الـ17 شرق خانيونس.
كما أكد جهاز الدفاع المدنى فى قطاع غزة مقتل 10 من أقارب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى غارة جوية إسرائيلية نفذت فى وقت مبكر أمس. وقال المتحدث باسم الدفاع المدنى فى غزة «يوجد 10 شهداء وعدد من المصابين جراء الاستهداف لعائلة هنية من بينهم زهر هنية شقيقة رئيس المكتب السياسى للحركة ».
وفى رفح الفلسطينية، تواصل اجتياح المدينة مع سيطرة من طائرات الكود كابتر على الأحياء الغربية من المدينة. وجددت مدفعية الاحتلال قصف مناطق وسط المدينة.
يأتى ذلك فى وقت أشار فيه جهاز الدفاع المدنى الفلسطينى إلى أن طواقمه بمحافظة غزة تعاملت مع ثلاثة استهدافات فى مدرسة عبد الفتاح حمود بمنطقة الدرج، ومدرسة أسماء بمخيم الشاطئ، ومنزل يعود لعائلة الزميلى بحى الشجاعية حيث جرى انتشال 14 جثة .
من جانبها، حمّلت حركة حماس إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، المسئولية عن استمرار حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، باستمرارها فى منح حكومة الاحتلال الإسرائيلى الغطاء السياسى والعسكرى والوقت لإنجاز مهمة التدمير والإبادة فى القطاع.
وقالت حماس فى بيانٍ لها إن المجازر التى ينفّذها جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد سكان قطاع غزة، هو تأكيد من حكومة إسرائيل، على استمرارها فى تحدى كل القوانين الدولية، والأعراف والقيم الإنسانية، عبر تعمّدها استهداف المدنيين الأبرياء، وارتكاب أبشع المجازر بحقهم.
وطالبت حماس المجتمع الدولى والأمم المتحدة، بتحمّل مسئولياتهم تجاه هذه الجرائم المروّعة المستمرة، والتحرك العاجل لحماية المدنيين الأبرياء، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم..وفى الضفة الغربية، أعلن نادى الأسير الفلسطينى أن قوات الاحتلال اعتقلت 25 مواطنا على الأقل من الضفة الغربية. وأكد ارتفاع حصيلة الاعتقالات فى الضفة إلى أكثر من 9385 حالة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قد ناقض نفسه، فبعد تصريحاته بشأن استعداده إلى الوصول إلى اتفاق جزئى مع حماس لاستعادة عدد من المختطفين، أكد خلال كلمة له فى الكنيست أن تل أبيب ملتزمة بمقترح صفقة التهدئة التى عرضها الرئيس الأمريكى جو بايدن، الأمر الذى اعتبر تراجعا عن تصريحه السابق فى أول مقابلة له مع الإعلام الإسرائيلى منذ السابع من أكتوبر.
وفى واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر فى بيان عن اجتماع وزير الخارجية أنتونى بلينكن ووزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت إن بلينكن شدد على ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية العاملين فى المجال الإنسانى فى قطاع غزة.
ووفق الخارجية الأمريكية فقد أطلع بلينكن جالانت على الجهود الدبلوماسية الجارية لتعزيز الأمن والحكم وإعادة الإعمار فى غزة بعد الحرب. كما بحث الجانبان الجهود المتواصلة للتوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة بما يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن.