توفى حتى الآن ما يقارب من 57 طفلاً فلسطينياً فى قطاع غزة نتيجة حرب التجويع الاجرامية الناجمة عن اغلاق معبر رفح على الحدود المصرية الفلسطينية منذ شهرين تقريبا باعتباره حلقة من حلقات الحصار الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 رغم تحذيرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من أن هذا العدد مرشح للارتفاع بشكل سريع جدا بسبب استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الغذائية والأدوية الأساسية وألبان الأطفال والمكملات الغذائية والتطعيمات الضرورية للأطفال لمنع تفشى الأمراض الوبائية فضلا عن انتهاء مخزون الأدوية فى القطاع.. المنظمات الدولية تشير إلى أن أكثر من 65 ألف طفل فى غزة يعانون من أعراض سوء التغذية ما يشير إلى أزمة صحية متفاقمة تهدد أجيالاً عديدة من أبناء قطاع غزة، ورغم مطالبات منظمات الإغاثة الدولية بضرورة فتح المعابر فورًا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لتفادى المزيد من الوفيات، خاصة بين الأطفال الذين يُعدّون الفئة الأكثر تضررًا من هذا الحصار. إلا أن العدو الإسرائيلى مستمر فى هذا الأسلوب الاجرامى بالتوازى مع الاستهداف المنظم لخيام النازحين الفلسطينيين المدنيين دونما رحمة فيقتل ويصيب يوميًا العشرات من الأبرياء.
الوضع الإنسانى فى غزة يتدهور بشكل مستمر، مع استمرار العدوان الإسرائيلى على القطاع الذى يقترب من عامه الثانى وطوال تلك الفترة أغلق الاحتلال معبر رفح البرى من الجانب الفلسطينى لفترات طويلة مع استثناءات محدودة لدخول بعض شحنات المساعدات الإنسانية القادمة من مصر ودول عربية وأخرى بشكل لا يكفى وفى الوقت ذاته يستهدف الصيادين الفلسطينيين بمجرد اقترابهم من البحر لمنعهم من الصيد فى بحر غزة ودمر معظم المزارع والبساتين حتى لا يستفيد منها الفلسطينيون.
يأتى ذلك فى حالة من الجنون الذى أصاب نتنياهو منذ عملية طوفان الأقصى التى نفذتها المقاومة الفلسطينية حماس، وهو ما يدفعه إلى التمادى فى استمرار العدوان وقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين وتعطيل كامل لجهود الوساطة للإفراج عن الاسرى مع استمرار الاعتداءات على الضفة الغربية والانتقال بالعدوان إلى الأراضى اللبنانية والسورية واليمنية وتدمير البنى التحتية والعسكرية فى تلك البلدان معتقدا أنه يمكنه ان يسكت أصوات المقاومة للأبد.
العالم مطالب بأن يتوقف عن الصمت أمام تلك الجريمة التى ترتكب ضد الشعب الفلسطينى والتحرك بأسرع ما يكون لفرض وقف تام للعدوان وإنهاء الحرب وفتح المعابر.