تسعى الدولة المصرية فى تنفيذ مشروعاتها القومية الجديدة إلى تحقيق أكبر استفادة ممكنة من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية وتحقيق الاستخدام الأمثل لها، ومن هنا جاء اختيار منطقة المثلث الذهبي(قنا وسفاجا والقصير) فهى منطقة تأخذ شكل المثلث فى الصحراء الشرقية المصرية، وزوايا هذا المثلث هى قنا –سفاجا –القصير، حيث قاعدة المثلث على ساحل البحر الأحمر بطول حوالى 80 كم ما بين سفاجا والقصير، ويمثل طريق قنا–سفاجا ضلع المثلث بطول حوالى 164 كم والضلع الثانى طريق قفط–القصير بطول حوالى 174 كم، ومساحة المثلث الكلية حوالى ٧ آلاف كيلو متر مربع. ويقام مشروع المثلث الذهبى على 6 مراحل، تسـتغرق المرحلة الأولى منها 5 سنوات، ويستغرق المشروع حوالى 30 عامًا للانتهاء منه بالكامل.
تعد منطقة المثلث الذهبى من أكثر المناطق الغنية بالثروات التعدينية حيث تصل نسبتها إلى نحو 75٪ من الموارد التعدينية فى مصر، وهى غنية بالمعادن الفلزية وغير الفلزية، بما فى ذلك الزنك، والنحاس، والحديد، والذهب، والفضة، والجرانيت، والفوسفات، وغيرها من المعادن المهمة التى تدخل فى العديد من الصناعات التى تتمتع بقيمة اقتصادية مرتفعة.
وتتيح هذه الثروة المعدنية إمكانية إنشاء مصانع جديدة لإنتاج الأسمنت والزجاج والسيليكون والكيماويات ورقائق الكمبيوتر، وسوف تستخدم بعض المشروعات الأخرى المواد الخام مثل الطين والحجر الجيرى لصناعة الإسمنت وكذلك الطفلة الزيتية لإنتاج الجازولين. بالإضافة إلى أن المثلث الذهبى يقع فى منطقة أبو طرطور، وهى المنطقة التى تحتوى على النسبة الأكبر من احتياطيات الفوسفات فى مصر.
يوفر المثلث الذهبى فرصا لاستغلال الفوسفات للأسمدة والمواد الخام للأسمنت المنتج من الشست والحجر الجيرى وخام الذهب وإنتاج البترول من الصخر الزيتى بالإضافة إلى أن هناك بعض محاجر الحجر الجيرى والطفلة العاملة فى المنطقة. ويتمتع المثلث الذهبى بمنفذ واسع على البحر الأحمر بين القصير وسفاجا مما يعطيه نفاذية لدول الخليج وشرق آسيا وأفريقيا، بجانب أن قربه من منفذى أسوان البرى والنهرى يساعد على سرعة وسهولة اتصاله بوسط وجنوب القارة الإفريقية بالتالى فالمشروع سيعمل على خلق مناطق استثمارية ذات طبيعة خاصة للأنشطة التعدينية والصناعات المعتمدة عليها، ستكون جاذبة للاستثمارات المحلية والعالمية خاصة فى مجالات التعدين.
يهدف المشروع إلى إنشاء منطقة اقتصادية جديدة عن طريق إنشاء مركز عالمى متكامل (صناعي، اقتصادي، تجاري، لوجيستي، سياحي) وذلك لتحقيق التنمية المستدامة فى جنوب مصر ، يحقق المشروع عوائد سنوية للدولة تتراوح بين 6 و8 مليارات دولار ، بالإضافة إلى توفير نحو نصف مليون فرصة عمل ،وخلق مجتمعات عمرانية جديدة تشكل مناطق جذب للسكان، مما يعمل على تخفيف الضغط السكانى على مناطق العمران الحالية
، حيث تستهدف الدولة المصرية استثمارات إجمالية بقيمة حوالى 16.5 مليار دولار فى غضون حوالى 30 عامًا بعد التنفيذ، وسيشمل مشروع التنمية شتى القطاعات، بما فيها الزراعة والسياحة والتجارة والصناعة وخاصة صناعة التعدين
منطقة واعدة
يقول دكتور عباس شراقى أستاذ الجيولوجيا والمواد المائية بجامعة القاهرة تعد منطقة المثلث الذهبى من المناطق الواعدة فهى غنية بالثروات المعدنية كالفوسفات والذهب وكذلك «الزمرد» الذى تشتهر به مصر كحجر نفيس كان يستخدمه قدماء المصريين وتدخل الأجزاء الصغيرة منه فى صناعة المفاعلات النووية لذا فهيئة المفاعلات النووية هى المسؤولة عنه وهو موجود بمنطقة وادى الجمال ،كما يوجد بالمنطقة معادن أخرى أهمها الليثيوم والتنتالوم وهو معدن مهم نادر الحدوث ذو خصائص فيزيائية منها القدرة على احتمال درجات الحرارة المرتفعة ويتميز بدرجة انصهار عالية ومقاومة للتآكل لذلك يدخل فى صناعة البطاريات التى يعاد شحنها والأجهزة الإلكترونية الحديثة ومحركات السيارات والبنية التحتية للاتصالات وكافة الصناعات المستقبلية لذلك فهو مطلب للدول الصناعية والكبري.
كما تتوافر بمنطقة المثلث العديد من المزايا منها القرب من ميناء سفاجا بخلاف طبيعتها التى تؤهلها لأن تكون جاذبة للسياحة لثراء المناطق التاريخية والأثرية بمناطق الظهير الصحراوى حتى وادى النيل.
وبشكل عام يعد الهدف الرئيس للمشروع هو استغلال المواد الخام فى مصر بصورة أمثل، مثل الذهب والفوسفات والتنتالوم وزيادة عائدها على الاقتصاد.
معادن الأساس والحرجة.
يقول دكتور صلاح بدر المدرس بقسم هندسة التعدين والبترول بجامعة الأزهر مشروع المثلث الذهبى أحد أهم المشروعات التعدينية الواعدة وكانت البدايه قبل ٤ سنوات و بمنحة إماراتية للدراسة من خلال كبار الاستشاريين للتقييم والوقوف على الفرص الاستثمارية المتاحة بالمنطقة وبالفعل تم توقيع عقود بين إدارة المثلث وشركة « ليون كينج» الانجليزية لوضع قواعد تنظيمية للاستثمارات فى الداخل و خطة استراتيجية لإدارة العمل بمنتدى التعدين الذى عقد منذ فترة وجيزة ثم وضع الخطة التنفيذية والقواعد التنظيمية التى سيتم إدارة العمل من خلالها على الأرض ،مضيفا تعتبر المنطقة مميزة جيولوجيا حيث يوجد بها مناجم فوسفات مستقرة ويخرج منها انتاج ضخم بعضه يتبع شركة النصر وبعضه يتبع شركات أخرى ويتم تصديره كمادة خام ومن المستهدف إنشاء مصانع إعادة تدويره ليخرج فى صورة أحماض وأسمدة، كما يوجد بها العديد من مناجم الذهب كذلك تحتوى المنطقه على معادن الأساس وهى النحاس والرصاص والزنك أى الخامات التى تستخدم بكثرة وهى على لائحة الاستيراد فى مصر حتى الآن فأينما وجد الذهب وجدت معادن الأساس