تعتبر «الحالة الإسرائيلية» بكل تفاصيلها منذ منشأها وحتى هذه اللحظة حالة نادرة وليس لها مثيل فى تاريخ البشرية، إسرائيل كدولة خرجت من رحم الاستعمار البريطانى وأمضت فترة نشأتها الأولى فى كنف ورعاية أوروبا الغربية بقيادة بريطانيا العظمى والذين يدورون فى فلكها وقتئذ، فى هذه الفترة تم إجراء أول عملية فى التاريخ «لزراعة دولة كاملة فى جسد دولة أخري» وسط تواطؤ دولى غير مسبوق، بدأت الدولة المنزرعة تتمدد على حساب الدولة الأصلية فقامت باحتلال الأرض وطرد السكان الأصليين من بيوتهم إلى أصقاع الأرض، وبعد خفوت وانحسار الإمبراطورية البريطانية حل محلها الولايات المتحدة الأمريكية داعمة وراعية وحامية ودافعة عن تلك الدولة التى نبتت وترعرعت وشبت حتى تجبرت وصارت حالة تحتاج دراستها بتمعن وتدقيق، اليوم وكى لا ننسى تواجه إسرائيل الحقيقة مجردة بعدما خرجت المظاهرات الطلابية تعم الجامعات الأمريكية وخرجت كذلك الجماهير الأوروبية فى تظاهرات غير مسبوقة، اليوم نرى إسرائيل قد أصيبت بحالة دوار سياسى وشلل إستراتيجى رعاش، فعندما خرج المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية بتقرير شديد الأهمية والخطورة يخلص إلى توصية للمحكمة بإصدار قرار باعتقال رئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعه جالانت، حيث أنهما – كما ورد فى التقرير – ارتكبا جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وتجويع وإبادة للشعب الفلسطيني، هنا جُن جنون الإسرائيليين وخرجوا بعاصفة من التصريحات المستفزة تجاه المحكمة وإدارتها وقراراتها، ثم صعَّدت إسرائيل من همجيتها فهاجمت مصر وموقفها بضراوة، ثم بدأت فى محاولة يائسة لتشويه الموقف المصرى والتشكيك فيه من خلال الإعلام الصهيونى المسموم والذى يستهدف مصر بشكل مثير، حاولت إسرائيل تحميل مصر فشل الهدنة وحاولت احتلال رفح الفلسطينية وحاولت تحميل مصر مسئولية إدخال المساعدات إلى غزة وحاولت استفزاز مصر لتقويض اتفاقات كامب ديفيد الأمنية، حاولت إسرائيل بكل ما تمتلكه من امكانات استدراج مصر إلى آتون المواجهة، وهنا تبقى كلمة مهمة وحكيمة وهذه الكلمة موجهة لإسرائيل «لا تستفزوا مصر ولا تختبروا صبرها فقد فاض الكيل» ومصر جاهزة فى كل الأحوال لكل الاحتمالات.