لم يتبق سوى شهور قليلة على دورة الألعاب الأولمبية، ومازالت استعدادات ومساعى أبطالنا للتأهل وخوض المنافسات واعتلاء منصات التتويج فى طى النسيان، وتتذيل قائمة الاهتمامات والأولويات لدى وسائل الإعلام المختلفة، وهى العادة التى تسبق دائما المنافسات المهمة والحيوية فى الدورات المجمعة دوليا وأولمبيا، والتى غالبا ما تتحول وتتبدل عقب انتهاء هذه المنافسات، ليصبح الجميع من المهتمين والمتابعين والمقيمين لكل صغيرة وكبيرة فى الألعاب الأخري.. بل ويولى بعضهم نفسه مدعيا وقاضيا فى الوقت نفسه على المشاركين من لاعبين ولاعبات ومدربين ومسئولين.
الأصل فى الحصول على حق التقييم والحكم على الأشياء، هو مدى مساهمتك فى توفير مناخ صحى ومميز لكل المشاركين، ولن يتوفر ذلك بأى حال من الأحوال، إلا بتوفير وتقديم العون والدعم لأبطالنا، وعدم التقصير تجاههم فى أى شيء، ومنها الدعم الإعلامى على وجه التحديد، وهو ما تملكه المؤسسات والمنافذ الإعلامية دون غيره من سبل ووسائل الدعم المختلفة الأخري، ومنها المالى والمعنوي.
إذا أردت أن تكون فى مقدمة المنتقدين، وأصحاب منصات الصواريخ والسوشيال ميديا المختلفة فى تناول الأبطال، وحساب المسئولين على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالنتائج والأرقام، فعليك أن تؤدى ما عليك أولا فى دعم هؤلاء، ومساعدتهم فى تقديمهم للرأى العام والمطالبة بتسليط الضوء عليهم كما يجب، حتى يدرك الجميع حجم المجهود والمعاناة التى يواجهها كل منهم فى سبيل الوصول أولا لبلد المنافسة، ثم الدخول فى غمارها ومصارعة غيرهم سعيا وراء الصعود لمنصات التتويج وحمل الميداليات على اختلاف أنواعها وبريقها..
أما إذا كنت من الذين يتحينون وينتظرون السقوط والفشل للانقضاض على فريستهم والنيل منها بأى شكل.. فلك ما سعيت من أجله، لأن الواقع والمنطق يحتم ويقضى بنجاح البعض وفشل البعض الآخر، ولكنك لن ترى من نجح بسبب تركيزك الأساسى والرئيسى فى الفشل ومن يقف خلفه، وتجاهل كل ما هى إيجابى أو طمسه بأى شكل من الأشكال.
دعونا نستثمر الوقت المتبقى على بداية منافسات الدورة الأولمبية، وتقديم ما يمكن من دعم ومؤازرة لأبطالنا، حتى نمتلك القدرة والمقدرة والدافع على حساب الجميع فيما بعد، حساب بالورقة والقلم والرقم، وليس بالأهواء وتصفية المصالح والحسابات.