المتحف المصرى الكبير.. مشروع عصرى حضارى كبير.. يمكن ان يضع مصر على خريطة السياحة العالمية بصورة تواكب قدر الحضارة والاثار المصرية التى تنفرد بها مصر عن غيرها ولو تم الترويج المناسب.. وتوفير المعايير المطلوبة لقدوم وراحة السائح بالصورة التى يتعامل بها فى كافة الدول السياحية الكبرى التى لا تملك واحداً على عشرة مما تملك مصر.. لكنهم يملكون ثقافة راحة السائح وحسن الاستقبال وحسن التعامل معه بدءا من وصوله إلى المطار.. مروراً بإنهاء الاجراءات والتاكسى الذى يستقله.. وثقافة التعامل مع السائح.. وهنا استطيع ان اؤكد لك انه بمجرد استقلال التاكسى ومقاولة السائق له ومحاولة استغلال وابتزاز الضيف بكل السبل.. ولو اتيحت الفرصة للنصب عليه فى اى شيء.. لا مانع.. المهم سيصل الامر بالسائح او الضيف انه سيلعن اليوم الذى وطأت فيه قدمه هذا المكان.. وسيكون اسوأ دعاية لك ولحضارتك.. فإذا نزل من التاكسى وهو يتحسس جيوبه وحقائبه.. متردداً فى استكمال مسيرته.. ام العودة من حيث أتي.. وقطعاً لسان حاله يقول أهه مرة وتوبة.. فإذا ذهب إلى الفندق.. ربما تكون الفنادق افضل حالاً.. لان كل فندق يحاول تحسين سمعته.. لكن كيف يتعامل معه.. عامل الغرفة.. وكيف يتعامل معه.. عامل المصعد.. وحامل الحقائب.. فإذا ذهب إلى مكان الأثر الذى يريده.. كم متسولاً يعترض طريقه.. ويحاول استجداءه وبكل السبل وبصورة تجعله فعلاً لا يعود.. وربما يكتفى بيوم او اثنين على اكثر تقدير ويعود إلى بلاده بغير رجعة.. ناهيك عن محاولات استغلاله.. من كل من يتعامل معه.. سواء سائق الحنطور او بائع الاكسسوارات الفرعونية.. او حتى صاحب المحل.. او الحصان الذين كانوا يحيطون بالاماكن الآثرية.
>>>
لذلك كان من المفروض قبل التطوير العظيم والشامل والمبهر وغير المسبوق بالمنطقة المحيطة بالمتحف الكبير.. وبنفس الارادة والجهد ان نعمل على التوعية الشاملة ولجميع الطبقات بثقافة التعامل مع السائح فهى اهم عوامل جذب السائح.. واعتقد ان اكبر مشكلة نعانى منها منذ زمن طويل هى سوء معاملة السائح.. ومحاولات ابتزازه واستغلاله بصورة سيئة من الطبقات الدنيا التى يتعامل معها منذ وصوله للمطار وحتى مغادرته.. ان ثقافة استقبال السائح وحسن معاملته.. هى الخطوة الاولى قبل تطوير واعداد المتحف الكبير بمعايير عالمية وبصورة تتناسب مع مكانة مصر الحضارية والأثرية.. فمصر تمتلك ثروة أثرية يمكن ان تكون مصدر دخل يوازى دخل الدول النفطية بالادارة الواعية.. والاسلوب الامثل لاستغلال هذه الثروة.. وبمقارنة بسيطة بين الاعداد التى تزور متحف اللوفر فى باريس مثلاً.. وحجم السياحة لدينا.. ندرك حجم تقصيرنا فى ادارة واستغلال ما لدينا من ثروة أثرية.. مع العلم ان متحف اللوفر لا يضمن اى آثار سوى قسم «المصريات» وهو القسم الوحيد الذى توجد به بعض قطع الآثار المصرية التى ذهبت إلى باريس خلال الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابارت.. انما باقى اقسام المتحف عبارة عن لوحات فنية كالموناليزا.. وبعض اللوحات الاخرى بجانب غرف معيشة وملابس لويس التاسع.. ونابليون.. وملابس القادة والعلماء الفرنسيين وبعض متعلقاتهم.. وفى كل قسم تجد المرشد او المرشدة اللبقة بابتسامة ترحيب وعرض وتعريف بكل شيء.. ومنذ ان تطأ قدمك مطار شارك ديجول.. لا ترى الا ما يسرك.. فلا تسول ولا استغلال.. تستقل التاكسى فلا يفتح فمه الا وهو يرد لك «السنت» الباقى وهو ما يعادل المليم او القرش الفكة.. ولا يأخذ الا الرقم الذى يظهر امامه وامامك فى العداد المواجه لمقعدك والمقروء بصورة واضحة تجعلك مطمئنا لعدم الاستغلال او الخداع.
>>>
واتمنى من ادارة المتحف الكبير الرائع والمبهر.. ان تخصص جزءا عن عباقرة الدولة المصرية فى كل المجالات العلم والرياضة والفن فكوكب الشرق ام كلثوم.. ملابسها.. وفساتين كل حفلة ومقتنياتها.. نفس محتويات متحف ام كلثوم فى فيلتها تنقل إلى المتحف الكبير.. وستجد اقبالاً كبير على الاقل من السياح العرب والاجانب على حد سواء.. وكذلك مقتنيات العندليب عبدالحليم حافظ.. وموسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب.. ثم طه حسين ومحمد عبده واساطين الرياضة المصرية.. وسيكون لهذه الاقسام روادها.. ليصبح المتحف الكبير.. هو حقاً بيت الحضارة والرواد منذ عهد الفراعنة إلى اليوم.
>>>
أرجوكم.. ثقافة التعامل مع السائح.. لا تقل عن البنية الاساسية والطرق والتشييد المبهر.. فبناء الانسان لابد ان يسبق بناء المكان.