مصر على موعد مع افتتاح المتحف المصرى الكبير خلال هذا العام، الذى يمثل حدثاً تاريخياً على مستوى العالم بأسره، وسوف يتوقف أمامه التاريخ كثيراً، نظراً لأهميته التاريخية والعالمية، وهو بمثابة أكبر صرح ثقافى حضارى تقدمه مصر خلال القرن الحادى والعشرين.
يضم المتحف أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية، ضمنها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، التى ستعرض لأول مرة فى المتحف، كما يتضمن 12 قاعة تعرض بداية من عصر ما قبل الأسرات والدولة القديمة، حتى العصر الحديث.. وتحتوى على قطع أثرية تعود لسبعة آلاف سنة حتى الدولة الحديثة وعصور الانتقال والمتأخرة والروماني.
يقع المتحف الكبير فى منطقة أهرامات الجيزة احدى عجائب الدنيا السبع، وبسببها أطلق على المحافظة عاصمة التاريخ، التى تعد بمثابة قبلة للسائحين من جميع أرجاء العالم، حيث ان السياحة تمثل واحداً من أكبر القطاعات التى تدر دخلاً كبيراً من العملة الصعبة للبلاد وتوفر فرص عمل للشباب هنا وهناك.
هل محافظة الجيزة على استعداد لهذا الحدث التاريخى بعد إنشاء مطار سفنكس الدولى الذى يقع على طريق القاهرة- الاسكندرية الصحراوى فى الكيلو 45 فى الجيزة غرب القاهرة، حيث يخدم هذا المطار منطقة الأهرامات والمتحف الكبير الذى يعد بمثابة هرم رابع بالمنطقة الأثرية.
لا شك أن القاهرة الكبرى سوف يكون عليها عبء كبير عند الافتتاح.. لذا يجب الاستعداد مبكراً لهذا الحدث التاريخى وارتداء ثوب الجمال والفخار من تجميل وتنظيم وتطوير استعداداً للافتتاح الذى يحضره العديد من الشخصيات العالمية من ملوك ورؤساء وأمراء وسلاطين بل ورؤساء منظمات عالمية، الذى سوف تنقله محطات التليفزيون على مستوى العالم، ليكون حدثاً يعادل افتتاح قناة السويس منذ زمن بعيد، ونحن نتحدث عن آلية التسويق للسياحة فى مصر الجديدة، ومن أين تبدأ وكيف.. ولقد جاء الوقت المناسب للوصول إلى العالمية، فى حين أن مصر تملك ثلث آثار العالم منفردة بلا منازع، ناهيك عن سياحة الشواطئ والسفارى والسياحة العلاجية، وأصبح لدينا كل ما يتمناه أى سائح فى أى مكان فى العالم.. استطاعت مصر الحديثة تحقيق إنجازات من البنية التحتية ما لم تحققه خلال قرن من الزمان، من مطارات هنا وهناك وتصميم أكبر شبكة طرق ربما على مستوى دول المنطقة، بل واهتمت بالمناطق السياحية على مستوى المعمورة مثل الأقصر وأسوان، مع إضافة غرف فندقية وكل ما يلزم السائح.
هل لدينا إمكانات حقيقية ونية صادقة لاستغلال هذا الحدث التاريخي، الذى سوف يتوقف العالم أمامه طويلاً ليتحدث عن تاريخ مصر عبر العصور ؟!
لماذا لا يكون لدى وزير السياحة والآثار خطة تسويقية لهذا الحدث، ليس محلياً فحسب، بل عالمياً؟!.. لابد للحكومة أن تعمل جاهدة وبكل ما تملك من جهد وفكر من أجل إخراج هذا الحدث على أكمل وجه.. لا شك أن هذا العمل يحتاج منظومة متكاملة من خلال خطة طموحة من أجل الرقى بهذا القطاع العريض الذى يمثل ثالث أكبر مصدر للدخل القومى الأجنبى للبلاد.
وبما أن مصر واحدة من أكبر وأهم الوجهات جذباً للسياحة على مستوى العالم، لما تملكه من موارد طبيعية ومقومات سياحية وأثرية وبشرية، بجانب إرثها الحضارى الفريد.. فلزاماً علينا أن نستثمر هذه المقومات من أجل الارتقاء بهذا القطاع العريض، لنكون مثل فرنسا وإسبانيا وتركيا.
يقع على الإعلام دور كبير فى التسويق لهذا الحدث، بالإضافة إلى إعداد برامج لتثقيف المواطن لمعاملة السائح.. لأن المواطن هو العامل الأساسى فى تشكيل وجدان الضيف الذى يأتى إلى مصر.