أكد المتحدث العسكرى الرسمى للقوات المسلحة العميد أ.ح.غريب عبد الحافظ، أن القوات المسلحة جاهزة للتصدى لكافة التحديات التى تحيط بالدولة المصرية، كونها لا تأخذ فى اعتبارها إلا سياسة الحفاظ على الأمن القومى المصري.. مشددا على أن موقف القوات المسلحة ثابت من منطلق حرصها على الأمن القومى للدولة.
وقال المتحدث العسكرى «إن هناك نشاطا مكثفا لكل أفراد القوات المسلحة للاطمئنان على جاهزية القوات مطمئنا الجميع بأن القوات المسلحة جاهزة للتصدى والتعامل مع أى تهديدات وكافة التحديات».
وشدد المتحدث العسكري- فى لقاء مع أسرة وكالة أنباء الشرق الأوسط بحضور رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير الكاتب الصحفى أحمد كمال وأعضاء مجلس التحرير- على أن الاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية خلال المرحلة الراهنة يعد هو الضمان الحقيقى لتجاوز كل التحديات التى تواجه الدولة المصرية.. مشيرا إلى أهمية «سلاح الوعي» الذى يتمتع به الشعب المصرى فعليا خلال الفترة الحالية فى تعاطيه مع التحديات الراهنة.
كما شدد على أن موقف القيادة السياسية تجاه القضية الفلسطينية واضح وثابت ولم يتغير منذ عام 1948، وهو التأكيد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، لضمان أمن واستقرار المنطقة.. وأبرز أن تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه يعنى تصفية القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن مصر تواجهها تحديات مستمرة على كافة الاتجاهات الإستراتيجية.
وأضاف: «أن الدولة المصرية كانت متيقظة تماما لهذا الوضع الذى وصلنا إليه، لذلك حرصت القوات المسلحة على تطوير قدرتها ونظمها التسليحية على مدار السنوات العشر الماضية.. واجهنا انتقادا كبيرا بسبب صفقات التسليح وإنشاء القواعد العسكرية خلال الفترات السابقة، ولكننا كنا نرى ما يلوح فى الأفق من مخططات، خاصة فى فترة ما بعد 2011، وهو ما أثبتته التطورات الراهنة التى أكدت أن المعركة الحالية هى معركة وجود».
وأشار إلى أن ما تواجهه الدولة المصرية خلال الفترة الراهنة يعد أمرا مستحيلا على أى دولة أن تتحمله، مضيفا «أن حجم العدائيات شيء صعب على أى دولة أن تتحمله، ولولا ما تم خلال السنوات العشر الماضية من تطوير للقوات المسلحة ما كنا نقف على أرجلنا».
ونوه المتحدث العسكرى إلى أن القيادة السياسية تعى جيدا ما يحاك للدولة المصرية من مخاطر من خلال خطط استباقية محسوبة ومدروسة.
كما أشار إلى أن القوات المسلحة تعمل وفق إستراتيجية قائمة على ثلاثة أسس وهى تطوير الفرد المقاتل والتسليح والتدريب.. مؤكدا أهمية الدور الاستراتيجى الذى يلعبه الفرد المقاتل، مذكرا بأن حرب أكتوبر انتهت بنصر القوات المسلحة بسبب عقيدة الفرد وليس بسبب التفوق فى السلاح والعتاد.
وجدد المتحدث العسكرى التأكيد على أن الأساس فى تطوير القوات المسلحة هو الفرد المقاتل الذى بينى عقيدته على التمسك بأرضه حتى الموت.. موضحا أن مصر استطاعت أن تتخطى تحديات وأزمات سابقة وتخرج منها بشكل أقوي، ولكن ما نواجهه اليوم هو شيء لم نعهده من قبل، لذلك حرصت القيادة السياسية على تطوير قدرات القوات المسلحة استنادا إلى نهج استراتيجى يقوم على أساس فكرة «تنويع مصادر السلاح»، بحيث لا تعتمد القوات المسلحة على دولة بعينها فى التسليح، والدليل على ذلك بأن منظومة الدفاع الجوى المصرية تعد واحدة من أعقد المنظومات عالميا بسبب تنوع مصادر تسليحها.
وأشار المتحدث العسكرى إلى «أن قوات إنفاذ القانون بمشاركة القوات المسلحة استطاعت دحر الإرهاب فى الدولة والذى كان قد وصل إلى عمق مصر، ولكن جرى حصاره فى سيناء، ثم شمال سيناء، ثم بقاع معينة حتى وصلنا إلى دحره تماما».
وكشف عن أنه جرى التعامل مع الإرهاب وفقا لثلاثة محاور (أمنيا وتنمويا واجتماعيا)، وهو ما لم يحدث من قبل، حيث نجحت مصر فى القضاء على الإرهاب ومسبباته لدرجة أن هناك دولا كبرى تسعى للاستفادة من التجربة المصرية فى هذا الأمر ويظهر ذلك من خلال التدريبات المشتركة.
وأضاف: أن تجربة مصر فى محاربة الإرهاب هى تجربة فريدة، حيث عملت القوات المسلحة ضمن قوات إنفاذ القانون على تجفيف منابع الإرهاب بالتوازى مع تأمين كافة المشروعات حتى لا تتعطل خطط التنمية.
واستذكر العميد غريب عبدالحافظ التحديات التى نجحت مصر فى العبور منها خلال الفترة الأخيرة ومن أبرزها، تحديات ما بعد فترة 2011، وأزمة كورونا وتداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية، مشيرا إلى أن (الدولة نجحت فى تخطى تلك الأزمات لأننا أخذنا بالأسباب).
وتطرق إلى تأثير الإعلام على الأمن القومى المصري، مؤكداً أن الدور المهم والفعَّال الذى يلعبه الوعى فى حالة الاصطفاف التى وصل إليها الشعب المصرى حاليا، لدرء المخاطر والتحديات.