وجاء الحل السعيد، والإيجابي، بعد تداعيات الألم، وهو ما رأيناه عبر قنوات الإعلام الإلكتروني، فأن يكتب احمد عزمى رسالة على صفحته يطلب فيها العمل بعد سنوات بلا عمل، وفى الرسالة يقدم ملخصا عن تاريخه كممثل، وجوائزه، وتتفاعل معه الشركة المتحدة، وبعد يومين نرى صورته وهو يوقع عقد عمل درامى مع الرئيس التنفيذى للشركة عمرو الفقي، وبين الشكوى والاستجابة السريعة ارتفعت الأصوات عبر مواقع النت توافقه، او ترفض ما قاله وتصفه بأبشع الصفات، لكن كانت الرسالة اكثر وضوحا من تجاهلها، وحيث أدرك المسئولون عن فنون الدراما فى مصر ان القضية أصعب، وأعقد مما حدث، فتواصلوا سريعا، ليصلوا الى قرارت مهمة، وحكيمة، وعادلة، بخصوص الأعمال التى لابد ان تنتج، والبشر الذين يعملون بها، كتاباً ومخرجين وممثلين ومصورين ومونتيرين وكل التخصصات الاخري، ولتقوم الشركة المتحدة بتوقيع اتفاق تعاون، او بروتوكول مع مدينة الانتاج الاعلامي، ومع نقابة المهن التمثيلية لانتاج مجموعة من الاعمال التاريخية والدينية )تقدم قصص أشهر المفسرين فى التاريخ الإسلامي، كما تقدم دور المرأة المميز فى الإسلام، ودور العلماءفى الحضارة الاسلامية، واسهاماتهم)، وايضًا مجموعة اخرى من الأعمال الدرامية التاريخية عن تاريخ مصر، إضافة الى إنتاج مسلسلات درامية إذاعية )والتى كان انتاجها قد توقف منذ اكثر من عقدين من الزمان).
الشكوي.. ورد الفعل
هل حركت مناشدة الفنان احمد عزمى كل هذا التغيير الذى أوصلنا الى هذا البروتوكول؟ وهل كان تجاوب الشركة السريع معه رد فعل طبيعي؟ ام ان الفكرة كانت موجودة من قبل؟، الحقيقة أن هناك فناناً آخر نشر بعدها تدوينة على صفحته اشتكى فيها ايضا من البطالة وانه اتخذ قرارا بالهجرة، وهو كريم الحسيني، وفنان شاب ثالث هو شريف ادريس نشر ان معظم افراد جيله من شباب الممثلين يعانون من البطالة، والمعنى من هذا هو إدراكهما ان الشكوى لها فائدة، وان لفت الأنظار الى حالة تخص كثيرين ضرورة وليست عبثا، وهو ما أضاف فى تقديرى المزيد من الاهتمام لدى المسؤولين فى المتحدة، ونقابة الممثلين، اولا لان النقابة ونقيبها د.أشرف زكى يعرفون جيداً حالة اعضائهم، وثانيا، لان المتحدة كانت لديها خطة لانتاج الاعمال التاريخية والدينية وتعرف انها تحتاج لكل القدرات والمواهب فى التمثيل وكل العناصر الاخري، ومن هنا جاء الاجتماع سريعا، واكتمل بالطرف الثالث، مدينة الانتاج الاعلامى الكبيرة وأكبر منطقة تحتوى ما نراه على شاشاتنا من البرامج، والمسلسلات بما تمتلكه من مناطق تصوير تغطى كل نوعيات الاماكن والمدن والصحاري، مدينة ذهبية تستقبل حتى مسلسلات وأفلام اجنبية احيانا للتصوير فيها، وهنا ستشارك بالمساهمة وتوفير اماكن التصوير للمسلسلات التاريخية والدينية الجديدة، وستفتح مخزونها العامر بالملابس والاكسسوارات ليضيف إلى هذه المسلسلات المزيد من المصداقية والتألق، وليكتمل البروتوكول الجديد.
بعيداً عن المحسوبية
بالطبع فإن دور نقابة الممثلين فى هذا البروتوكول هو تشغيل اعضائها بكل أعمارهم وقدراتهم، وتوفير كل عناصر العملية الإنتاجية لاعمال تاريخيّة تحتاج الى الكثير من الموهوبين والمقتدرين، ولكن السؤال هو أين ذهبت ملفات النقابة؟، وهى الفكرة التى تم الإعلان عنها منذ سنوات بحيث يصبح لكل ممثل وممثلة. ملفا به كل الأعمال التى قدمها فى تاريخه الفني، والصور، وبحيث يصبح هذا الملف ضرورة حين يترشح صاحبه لعمل جديد، او حين شكواه من عدم العمل لفترة طويلة، أو البطالة، أو المحسوبية والشللية التى تجعل غيره يعمل كثيرا بلا توقف بينما يتوقف هو كثيرا، ودائما، وقد يقرر تغيير مهنته، او الجلوس فى البيت، )وكثيرون من أهم الكتاب والمخرجون والممثلون على هذا الحال) مع ان تاريخهم حافل بالإبداع، من هنا فإن دعمهم من خلال ملفات النقابة، والمتحدة المنتج الأكبر، سوف يضيف كثيرا للأعمال الدرامية، وايضاً السينمائية القادمة، والتى نتمناها ليعود للفن المصرى روعته وإبداعاته.