هاجموا الدولة المصرية والقيادة السياسة كثيراً بسبب أزمة السد الأثيوبى للدرجة التى جعلت الكثيرين يساورهم الشك فى أن القادم غير مطمئن وأن مصر لن تجد قطرة ماء بعد امتلاء السد.
المثير أن كل ما توقعته مصر وخططت لمواجهته فى أزمة سد أثيوبيا جاء فى محله وكانت كل الخطوات مدروسة بدقة شديدة.. هاجموا القيادة السياسية والدولة المصرية بسبب حفر ترعة السلام والتى تستهدف زراعة 650 ألف فدان فى سيناء.. إلى جوار مفيض توشكى وبحيرة السد الإضافية.. بالإضافة إلى الترع التى تم تبطينها استعدادًا لأى احتمالات سيئة.. اتهموا مصر بتنفيذ مشروعات لا فائدة منها.. وبالطبع لا ننسى بحيرة ناصر الموجودة منذ البداية.. مع تبطين الترع بحيث لا يؤثر فيها أى فيضان.. هذا بخلاف الهجوم الدائم على السد العالى والتنبوء دومًا بأنه سينهار ولن يتحمل تبعات إنهيار السد الأثيوبى.
وفى وقت سابق ومع بداية تحرك حزام الزلازل النشط جدًا فى الفترة السابقة بدأ الكلام عن فرضية إنهيار سد أثيوبيا بسبب نوعية التربة وعدم قدرته على تحمل الزلازل.. وكانت المفاجأة فى مراحل سابقة بامتلاء بحيرة ناصر بحدها الأقصى وفى وقت قياسي.. ومعها مفيض توشكى لتنتهى بذلك أسطورة السد الإثيوبى الذى سيصيب مصر بالجفاف والعطش..
خرجت مصر من حزام التهديد بالفقر المائى الذى كان مخططًا له جيدًا عند بناء سد أثيوبيا وباتفاقات عديدة من جهات معادية تهدف لسرقة مياه مصر وحقها التاريخى فى النيل لتصبح هى فى الأمان ويصبح من هددها بالفقر المائى والعطش هو المهدد بإنهيار السد وتدمير ما حوله وما فى طريقه..
هل أدركنا الآن لماذا كانت مصر تتمسك الآن وبكل ثقة بتنفيذ مشروع مستقبل مصر لزراعة نصف مليون فدان وكذلك الدلتا الجديدة لزراعة مليون فدان كمرحلة أولى والهدف الوصول إلى 2.5 مليون فدان.. هذا بخلاف مشروع المليون ونصف المليون فدان الذى تحقق منه ما يزيد على نسبة 50 ٪ منه..
الواقع يؤكد أنه لاتوجد دولة يمكنها أن تتحكم فى تعطيش شعب كامل أو دولة بحجم مصر .. هذه هى الحقيقة المؤكدة التى يجب ان يقتنع بها الجميع.. ولا شيء غير ذلك..
الآن نقولها وبكل ثقة إن السد الإثيوبى تحول لأزمة كبيرة تواجه إثيوبيا نفسها بحكم طبيعة التربة ونشاط الزلازل الكبير بالمنطقة مع فيضانات غير مسبوقة.. أما مصر فلم تتضرر حتى الآن سواء بحجب كميات من المياه عنها فكان تخزين المياه خلف السد العالى وفى بحيرة ناصر ومفيض توشكى ردا مفحما لكل من توقع تعطيش مصر..
الخلاصة أن مصر محفوظة بأمر ربها ولن تسقط بمؤامرة أو تدبير بليل من قريب أو من بعيد.. مصر أقوى وأكبر مما يعتقد أعدائها.