حرفوش: الموقف الأمريكى يضغط نحو إبرام صفقة للتهدئة
تسعى مصر لإتمام صفقة لإيقاف الحرب فى قطاع غزة، وهو ما تتمسك به منذ شن الحرب على الفلسطينيين، والتأكيد على ثوابت الموقف المصرى ضد أى محاولة للتهجير القسرى للفلسطينيين من غزة خارج القطاع. ومازالت الدولة المصرية تقوم بدورها لإيقاف إطلاق النار فى ظل حرب الإبادة التى يتعرّض لها القطاع، وقدمت مصر مبادرة جديدة لتحريك الموقف فى قطاع غزة لوقف إطلاق النار لمدة يومين وتبادل 4 رهائن إسرائيليين مع عدد من الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، وخلال 10 أيام يتم التفاوض على استكمال الإجراءات فى القطاع وصولاً لإيقاف كامل لإطلاق النار وإدخال المساعدات للقطاع المحاصر.
المبادرة تلقى احترام ودعم الكثيرين كما يقول د. طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية ونائب رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط فالتحرك المصرى الذى أشار إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، خطوة جديدة لإنقاذ المنطقة من الخطر وتعكس مواصلة مصر جهودها فى كافة الاتجاهات لوقف الحرب وهو إشارة مهمة إلى التحرك الداعى لوقف إطلاق النار لمدة أيام وتبادل عدد من الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، والقضية ليست فى تعاطى الإسرائيلى مع المبادرة، لكنها مرتبطة بعدة أمور أولاً التجاوب الإسرائيلى المباشر فى هذا الملف، والارتباط السياسى للائتلاف اليمينى الحاكم وهو ارتباط إستراتيجى بصفقة تبادل الأسري.
قال فهمى إننا أمام تطورات إيجابية ومهمة يمكن البناء عليها بطبيعة الحال، وأن هناك مناخاً جديداً يتشكل، والقضية ليست فى أن الإدارة الأمريكية ماضية وإنما مرتبطة بما يجرى ويتم فى هذا السياق من أفكار لتفكيك عناصر الأزمة فى المفاوضات، والبناء على ما يمكن أن يتم بصورة أو بأخرى فى الفترة المقبلة، مع التأكيد على ثوابت التعامل معها بمعنى أن الجزئيات الخاصة بإتمام صفقة تبادل الأسرى أو غيره، ربما يفتح المجال أمام أى خيارات أخرى متعلقة بوقف إطلاق النار والعودة إلى فكرة التفاوض مرة أخري.
أكد مراد حرفوش الكاتب والباحث السياسى فى الضفة الغربية أن المقترح المصرى هدفه منع التصعيد وانهاء الأزمة هو تأكيد على الدور المصرى الباحث دائماً عن حقن الدماء وقد حاز المقترح على القبول من حركة حماس، ولكن الحركة تحدثت عن مواقفها من الوصول إلى صفقة كبري، وهذا الموقف ليس بجديد، وله علاقة بإغتيال السنوار، وهى تؤكد بان الوصول إلى صفقة بحاجة لوقف إطلاق نار شامل فى قطاع غزة وانسحاب جيش الاحتلال.. نوه إلى أن الموقف الأبرز فى ذلك هو الموقف الأمريكى الذى يضغط بالاتجاه نحو إبرام صفقة، لكى يستخدم تهدئة الأوضاع كورقة انتخابية، حيث إن إدارة بايدن بحاجة إلى الدفع بتهدئة الأوضاع والدخول فى صفقة، لرفع رصيدها وهى على مشارف الانتهاء، خاصة أنها تمثل سياسة الحزب الديمقراطي، ويفصلنا عن موعد الانتخابات أسبوعان، وهى بحاجة إلى تعزيز من شعبية كاملا هاريس مرشحة الحزب.
أوضح أن دول الإقليم الفاعلة وعلى رأسهم مصر كانت دائما تحاول الضغط باتجاه الوصول إلى صفقة، خاصة أن الطرفين فى حاجة إلى صفقة، وحماس تريد تهدئة الأوضاع والوصول إلى توقف حرب الإبادة الجماعية.
قال حرفوش إن كلمة السر فى موقف نتنياهو، أن لديه حسابات تكون مختلفة عن كل التقديرات، لأنه يريد النصر المطلق، ويريد الإبقاء على الائتلاف الحكومى اليمينى المتطرف.
من جانبه قال د.عادل شديد الباحث الفلسطينى فى الشئون الإسرائيلية إن أهمية المبادرة المصرية أنها تتعامل بتدرج يصل إلى إيقاف نهائى للحرب، وهو أمر ناتج من فهم عميق لطبيعة الأوضاع، لكن السؤال المطروح حالياً هو إن كان نتنياهو مستعداً للقبول بالصفقة قبل الانتخابات الأمريكية، خاصة أن إسرائيل لها مصلحة بانهاء ملف الأسرى وليس إنهاء الحرب.