مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة يحظى باهتمام رئاسى
تنمية الصعيد.. «أولوية» للقيادة السياسية فى السنوات الأخيرة
حدد اللواء دكتور «هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، أولوياته بأنها تشمل التعليم والقضاء على الكثافة داخل الفصول من خلال التوسع فى إنشاء المدارس ورفع كفاءة المدارس القائمة لتوفير مناخ تعليمى يليق بأبناء المحافظة مضيفاً أن مبادرة حياة كريمة التى اطلقها الرئيس السيسى ليست مبادرة وإنما مشروع قومى عمل على إحياء الكثير من الملفات المهمشة خلال العهود السابقة.
أوضح «أبوالنصر» انه لا يوجد لدى الدولة مفهوم اسمه توقف لأن الدولة لا تألو جهداً فى استكمال تلك المشروعات، والقيادة السياسية تضع الصعيد فى مقدمة الاهتمامات وبذل الغالى والنفيس لكى يكون مزدخراً بمقوماته وأبنائه وقال إن محور ديروط على النيل يعد نقله نوعية كبيرة فى حركة النقل والمواصلات بالصعيد.
أشار إلى أن هناك توجيهات من دولة رئيس الوزراء بسرعة تنفيذ قانون التصالح فى مخالفات البناء، أضاف أن ملف الاستثمار من أول اهتماماته وانه حريص على تقديم كافة التسهيلات لتشجيع وتعزيز الاستثمار على أرض المحافظة، وهذا نص ما دار معه من حوار:
> يقترب العام الدراسى الجديد.. ما أبرز المدارس التى دخلت الخدمة؟
>> الاهتمام بالمدارس وصيانتها، وبناء مدارس جديدة لاستيعاب الزيادة السكانية، من الأمور التى تتصدر الاهتمامات، لذلك نحن حريصون على الدوام بالاهتمام بملف التعليم، كأحد الملفات التنموية الرئيسية التى لا مناص إلا من تطويرها والاهتمام بها، ولذلك فإن قطاع التعليم بأسيوط حظى بنصيب كبير من الاهتمام وهذا الأمر ظهر جلياً خلال السنوات العشرة الماضية، من خلال إنشاء عدد ضخم من المدارس، والتى ساهمت بشكل كبير فى تحسين جودة العملية التعليمية، وتقليل كثافة الفصول.
أود أن أشير إلى أن إجمالى عدد المدارس التى تم تنفيذها واستلامها حتى الآن شاملة مدارس المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بلغ حوالى 491 مدرسة، بإجمالى عدد فصول 7658 فصلاً دراسياً بتكلفة إجمالية بلغت نحو 2 مليار و286 مليون جنيه، كما يجرى حالياً إنشاء وطرح ما يقرب من 29 مدرسة أخرى فى خطة هيئة الأبنية التعليمية بإجمالى 412 فصلاً دراسياً ليصبح إجمالى المدارس التى تم بناؤها واستلامها والمدارس الجارى تنفيذها 520 مدرسة بإجمالى 8070 فصلاً دراسياً بتكلفة تبلغ 2 مليار و435 مليوناً.
> هل يمكن القول إن هذه المدارس سوف تساهم فى خفض الكثافة؟
>> للأسف الكثير يرى أن حل مشكلة الكثافة داخل المدارس يأتى من خلال بناء مدارس جديدة فقط، ولديهم قناعة أنه لا توجد حلول أخري، وفى الحقيقة هناك حلول كثيرة لحل هذه الإشكالية، على الرغم من ضرورة التأكيد أولاً من أن هذه المدارس ستساهم بشكل فعال فى خفض الكثافة داخل الفصول، وأننا نعمل فى زيادة أعداد المدارس فى الخطة الحالية والقادمة، لكن من بين الحلول أيضاً ضرورة التوسع فى بناء أجنحة بالمدارس القائمة بالفعل لمواجهة مشكلة الكثافات فى الفصول وتعدد الفترات الدراسية.
> ماذا عن المدارس التى تقام ضمن مبادرة حياة كريمة؟
>> حياة كريمة ليست مبادرة وإنما مشروع قومى عمل على إحياء الكثير من الملفات التى نالت تهميشا كبيراً خلال عقود، وفى تقديرى هو أضخم مشروع قومى دشنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو لم يحدث تغييرا فقط فى المنظومة التعليمية من حيث بناء المدارس وإنما فى كافة الخدمات المقدمة للمواطن وعلى كافة المستويات.
فمحافظة أسيوط تحظى بأهمية كبيرة فى بناء عدد كبير من المدارس، حيث يبلغ إجمالى المدارس الجارى تنفيذها ضمن المشروع القومى لتنمية الريف المصرى «حياة كريمة» نحو 88 مدرسة بواقع 1227 فصلاً دراسياً بتكلفة 388 مليوناً و700 ألف جنيه.
> ماذا عن مشاكل رياض الأطفال التى تتكرر كل عام؟
>> رياض الأطفال هى بمثابة البناء المؤسسى لتشكيل عقول أبنائنا وبالتالى كان مهماً جداً الحديث عنها وعن الرؤية فى حل هذه المشاكل التى تواجه هذا الملف، وأنا منذ أن توليت المسئولية، كنت على علم بهذه المشكلة ضمن دراسة ملف التعليم فى المحافظة.
> الطرق فى أسيوط تحتاج إلى وقفة.. ماذا عن خطة المحافظة فى هذا الشأن؟
>> أؤكد تقديم كافة سبل الدعم الممكنة لقطاع الرصف وصيانة الطرق مع مراعاة جودة الأعمال وانتهائها فى توقيتاتها المحددة بالتنسيق بين الجهات المعنية فى هذا الشأن ولضمان وصول الخدمات للمواطن بالشكل الأمثل فى ضوء الاهتمام بتطوير الخدمات والبنية التحتية باعتبارها شرايين التنمية ضمن خطة التنمية المستدامة وإستراتيجية مصر 2030.
> ما موقف المستشفيات المتوقف العمل بها حالياً؟
>> النهوض بالقطاع الصحى ليس فقط من مستهدفات محافظة أسيوط وإنما من مستهدفات الدولة فى كافة محافظاتها والنهوض بالقطاع يأتى على رأس أولويات الدولة، وهو ما رأيناه فى وضع محور كامل للصحة فى رؤية مصر 2030.
ولا بد هنا أن أشيد بالمبادرات التى أطلقها الرئيس السيسي، لأن تلك المبادرات الرئاسية أنقذت ملايين المصريين ولا ننسى ملحمة القضاء على فيروس سى والتى نالت إشادة عالمية ومن منظمة الصحة العالمية، فى كثير من الأمراض المزمنة.
والنهوض بالقطاع الصحى فى محافظة أسيوط، يتم أولاً حسب رؤيتنا، من خلال البدء فى تطوير البنية التحتية للمستشفيات، لتساعد على تقديم خدمة طبية متميزة للمرضي، والآن وكما تعلم يجرى تطوير 5 مستشفيات مركزية على مستوى المحافظة لتحويلها لمستشفيات نموذجية، كما نحرص بالتعاون مع كافة الأجهزة المعاونة على تحسين جودة الخدمات الصحية والتأكد من تقديمها بطريقة جيدة ولائقة للمرضي.
> ماذا عن الإسكان الاجتماعى فى أسيوط؟
>> بناء وحدات الإسكان الاجتماعى لمحدودى الدخل كان أمرًا بالغ الأهمية والدولة بذلت قصارى جهدها لتحقيقه مهما بلغت التكاليف، ولذلك فى محافظة أسيوط بلغ عدد وحدات الإسكان الاجتماعى المنفذة بمدينة أسيوط الجديدة حتى الآن 11 ألفاً و688 وحدة وجار تنفيذ 240 وحدة جديدة، كما تم افتتاح 139 عمارة سكنية بتكلفة مليار جنيه بالتوسعات الجنوبية الشرقية لمدينة أسيوط الجديدة بإجمالى عدد وحدات سكنية بلغت 3336 وحدة سكنية، وفى مدينة ناصر الجديدة جار طرح العديد من وحدات الإسكان الاجتماعى التى تمت خلال الفترة الماضية وستعلن عنها وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية.
> ماذا عن التعامل مع ملف التقنين والتصالح؟
>> قمنا بتكليف المسئولين بالتعامل مع ملف قانون التصالح لمخالفات البناء، ووجهنا بضرورة التيسير على المواطنين، ولذلك تم عقد عدة اجتماعات مع جميع المسئولين عن هذا الملف لبذل أقصى الجهود الممكنة وإنجاز أكبر قدر ممكن من الملفات فى أقل مدة زمنية والعمل بروح الفريق، وضرورة تكاتف جميع الجهود وتيسير الإجراءات على المواطنين للانتهاء من ملفات التصالح والبت فيها.
لدينا فى محافظة أسيوط 13 مركزاً تكنولوجيا، وهذه المراكز مستمرة فى تلقى طلبات التصالح فى مخالفات البناء وتقنين الأوضاع بشكل يومى دون توقف، خلال الفترتين الصباحية والمسائية وحتى أيام العطلات والإجازات الرسمية، ما عدا يوم الجمعة، كما يتم المرور الدورى على جميع المراكز التكنولوجية وتكليف قيادات المحافظة ورؤساء المراكز بالمرور الدورى لتذليل كافة العقبات أمام المواطنين الراغبين فى التصالح، وتقديم كل التيسيرات لهم وتشجيع المواطنين على المبادرة بتقنين أوضاعهم والاستفادة من مزايا قانون التصالح.
وتم إطلاق حملة «اتصالح»، والتى تهدف إلى توعية المواطنين بقانون التصالح الجديد والتسهيلات التى يقدمها للمواطنين الجادين وتكثيف الجهود لعقد ندوات توعية بالقرى والمراكز وتركيب بانرات وملصقات بالوحدات المحلية القروية وبالمراكز والأحياء وداخل وخارج المراكز التكنولوجية، لشرح قانون التصالح فى بعض مخالفات المبانى وتوضيح المستندات المطلوبة للتصالح وتكثيف حملات النشر على مواقع التواصل الاجتماعى والصفحات الرسمية للمحافظة والموقع الرسمى للمحافظة وكافة وسائل الإعلام الممكنة تسهيلاً على المواطنين ولحثهم على تقنين أوضاعهم وفقًا للقانون.
> ما الجهود فى التعامل مع مشاكل المناطق الصناعية؟
>> ملف الاستثمار وإزالة العقبات أمام المستثمرين وتحقيق المشاركة الجدية مع القطاع الخاص، ملف يحظى باهتمام بالغ وهو توجه الدولة، ولذلك فنحن حريصون على تقديم كافة التسهيلات لتشجيع وتعزيز الاستثمارات، بهدف خلق فرص عمل جديدة للشباب، وتقليل الاستيراد، وزيادة تنافسية المنتج المصري، خاصة فى ظل توافر منظومة متكاملة من الحوافز والمزايا، توافر الأيدى العاملة.
محافظة أسيوط غنية بتوافر المدن الصناعية والتى يوجد بها 8 مناطق صناعية بينها 5 مناطق ولايتها تابعة للمحافظة وهي:- منطقة الصفا ببنى غالب بمركز أسيوط، ومنطقة عرب العوامر بمركز أبنوب، ومنطقة الزرابى بمركز أبوتيج، ومنطقة دشلوط بمركز ديروط، ومنطقة الكوم الأحمر بمركز البدارى تحت التقسيم لحين ترفيقها، بالإضافة إلى 3 مناطق بـ»أسيوط الجديدة، ووادى سرجة الغنايم، ومجمع الصناعات الصغيرة بالغريب فى ساحل سليم»، كما يوجد لدينا مجمع الصناعات الصغيرة والمتوسطة بمنطقة عرب العوامر الصناعية بمركز أبنوب والذى يتكون من 272 وحدة صناعية ومنطقة إدارية تجارية ومنطقة خدمية على مساحة 71.4 فدان تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية والحكومة لتنمية الصعيد وتوفير فرص العمل للشباب.
> كثفنا اجتماعاتنا خلال الأيام الماضية لدراسة هذا الملف بشكل كامل، وجار وضع الخطط للنهوض بالمناطق الصناعية وتذليل كافة المعوقات والتحديات التى تقف أمام استكمال مشروعات البنية التحتية بها لتطويرها ورفع كفاءتها، والاهتمام بدورها كأحد مقومات التنمية الشاملة ضمن رؤية مصر2030.
> وهل هناك إستراتيجية لتطوير المصانع المتعثرة؟
>> بعيدًا عن الحديث عن حالة معينة، نحن هنا لا نشخصن الأمور فى التركيز على حالة ما، إنما ندرس الموضوع من كافة جوانبه وندرس أبرز المعوقات التى تواجه الجميع ونعمل على حلحلتها ووضع حل لها، لتحقيق الاستفادة الجماعية، ولذلك أؤكد لك أنه سيتم وضع خطة تطوير شاملة لتطوير جميع المشروعات المتعثرة بالتنسيق مع كافة الجهات وجهات الولاية على المشروعات.
> ما الخطوات التى اتخذت لخدمة مشروع تطوير رحلة العائلة المقدسة وكيفية تسويقه عالمياً؟
>> – دائمًا وأبدًا أقول إن محافظة أسيوط وهبها الله العديد من المقومات التى يجب استغلالها جيدًا لجعلها إحدى الوجهات السياحية الجاذبة للسائحين، وبالحديث عن مشروع تطوير رحلة العائلة المقدسة، والتى تتميز أسيوط بوجود محطتين من محطات رحلة العائلة المقدسة وهما دير المحرق بالقوصية ودير العذراء بجبل درنكة ضمن 25 موقعاً لرحلة العائلة المقدسة بمصر بطول 3500 كيلو متر قطعتها العائلة المقدسة ذهابًا وإيابًا مما يؤهلها لوضعها على الخريطة السياحية العالمية.
الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تولى اهتمامًا خاصًا بمشروع إحياء مسار العائلة المقدسة لما يحملة من خير لمصر واقتصادها القومى خاصة مع الترويج السياحى له عالميًا فضلاً عن كونه جزءاً مهماً من ثقافة وتاريخ الوطن.
ضمن مخطط تطوير المشروع فإنه تم تطوير وصيانة ورصف للطرق الواقعة فى مسار رحلة العائلة المقدسة ورفع كفاءة المناطق المحيطة وتشجيرها ورفع كفاءة منظومة الإنارة وتركيب اللوحات الإرشادية والبوابات التى تليق بأهمية هذه الأماكن الأثرية السياحية، كما يجرى بالفعل استكمال أعمال تطوير المسار بمركز أسيوط وحى غرب وبمركز القوصية وعمل بوابات ومداخل بالإضافة إلى زراعة وتشجير الطرق المؤدية إليها وإنارة الشوارع ورفع كافة تراكمات القمامة ومخلفات المبانى فضلاً عن تركيب اللوحات الإرشادية ورصف الشوارع.
> ماذا عن الخصومات الثأرية.. والخلط بين مهام بيت العائلة ولجان مصالحات الأزهر؟
>> الصعيد تغير كثيرًا وهو غنى بالعقول المستنيرة التى تضع ضوابط لهذه الخصومات، وإنهاء ملف الخصومات الثأرية والقضاء على العادات والتقاليد السيئة والتى من بينها «الثأر» وتحكيم العقل لإنهاء الخصومات الثأرية بين العائلات وحقن الدماء وافشاء السلام والمحبة والود والإخاء فيما بيننا، أمر مهم يستدعى بذل المزيد من الجهد.
أنا مستعد للذهاب إلى كافة قرى المحافظة لحضور واتمام أى صلح بين العائلات المتخاصمة والقضاء على ظاهرة الثأر واقتلاعها من جذورها لأن «الصلح خير»، ولا بد من التركيز على العمل والمساهمة فى بناء وتنمية مستقبل الوطن لأن العنف لا يبنى الأمم والأوطان حيث إننا نعيش فى مرحلة هامة وعظيمة من تاريخ هذا الوطن الكبير يشهد على تطوير فى كافة القطاعات والمجالات.
> حدثنا عن أجيال عن قصور الثقافة والقوافل الثقافية فى اتجاه القرى المحرومة؟
>> أسيوط غنية بمقوماتها فهى غنية أيضًا بأبنائها ونوابغها، ولدينا فى أسيوط مواهب كثيرة وقصور ثقافة متميزة بها كوادر متفهمة للدور التنويرى لقصور الثقافة واستيعاب كافة المواهب، وأسيوط تتميز بوجود مواهب فى الشعر والقصة ولدينا شعراء حصدوا جوائز عربية ودولية، كما تحظى بوجود عدد من الفرق سواء الموسيقية أو المسرح أو الفنون الشعبية والتى جابت العالم وأثبتت جدارتها.
على المستوى الشخصى أعى قدر أهمية الفن والثقافة فى تشكيل الوعى الجمعى للمواطنين، ولدى اهتمام بالغ بالثقافة والمثقفين، وحريص على حضور كافة الفعاليات وتشجيع تلك المواهب، ويجرى تنظيم قوافل ثقافية وفنية تجوب قرى ومراكز المحافظة لنشر الثقافة والفن والقراءة وصقل مواهب الشباب والأطفال وإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة فى كافة الفعاليات