لنا أعداء لا يريدون لمصر أن تنجح.. ليس هناك وضوح أكثر من هذا، الرئيس السيسي وضع الحقائق أمام كل المصريين بكلمات لا تقبل التأويل، الأعداء موجودون ولن يتوقفوا، سنة الحياة دائمًا، الشر موجود ولن ينتهي، وأعداؤنا سيواصلون كل محاولاتهم لهدم الدولة، ليس شغل أفراد أو تنظيمات داخلية فقط، بل شغل أجهزة مخابرات، ولا يصلح أن ننتظر منهم أن يتوقفوا عن إلحاق الضرر بنا، لكن واجبنا أن نكون حذرين جدًا جدًا، وأن نتصدى لهم ونفسد مخططاتهم، لأن الوضع كما كان خلال السنوات الماضية سيظل الفترة القادمة، سنجد شائعات لا تتوقف، وأكاذيب لا تنتهي، وتحريضًا لا يرحم، ومخططات هدم لا تهدأ.
كل هذا متوقع ومنتظر بل وأكثر مما نتخيل، المهم كيف نواجهه، هذا هو دورنا العدو أسلحته كثيرة وتمويله ممتد، وهدفه معروف، لكن الخطر الحقيقي ليس في كل هذا الخطر أن نستسلم أو أن تترك له مساحة للتحرك والتخريب في بلد نبنيها بجهد وعرق، ما حدث في مصر طوال عشر سنوات لم يكن سهلًا ولا كان متوقعًا ولا حتى كنا نحلم به، بناء عظيم وتعمير لكل شبر من مصر في وقت قياسي، وبمعايير عالمية، وهذا هو ما يغضب الكارهين ويزيدهم غيظًا ورغبة في الهدم.
ليس مقبولاً أن تتركهم يحققوا ما يريدون، وإذا كان الجيش بقوته ووطنيته والشرطة ببسالتها يتصدون لكل خطر يهدد وجود الدولة بقوة وجسارة، فالتصدى الأهم يكون من الشعب لأنه الدرع والسند الذي يحافظ على بلده، القضية ليست نظامًا أو حكومة، وإنما دولة تضم 110 ملايين مواطن، لابد أن تظل قائمة وأن تبقى مقدراتها وتستمر متماسكة قوية، لأن حياة الناس ليست مجالاً للتهاون الذي يعنى فى النهاية انهيارًا ومصر لن تسمح بذلك مهما كان الثمن.
المشهد من حولنا في المنطقة صعب ويكشف تمامًا لكل ذى بصيرة ماذا يعنى سقوط الدولة، ونحن في مصر جربنا هذا السيناريو بعد 2011 وكنا في طريقنا إلى الكارثة لولا يقظتنا واندفاعنا حفاظًا على الوطن، ضحينا بأرواح شهداء ومصابين وتحدينا كل المخططات، ورفضنا الاستسلام وأعلنا الإصرار على البناء، ولا يمكن بعد كل هذا أن نعود باختيارنا مرة أخرى إلى مربع الفوضي، البلد مازالت تحتاج الكثير جهدًا وفكرًا وتماسكًا وعملًا وصبرًا، البلاد لا تبني بالأماني، وإنما بالعرق والكفاح.
الرئيس وهو يوجه رسائله في أكاديمية الشرطة لا يريد بالطبع تخويف الناس، وإنما يريد أن يضعنا أمام حقائق ربما لا يراها الكثيرون رغم أهميتها، فكثير من الشائعات ترتدى ثوب الحقيقة الكاذب، وكثير من المخططات تزعم مصلحة الوطن، وكثير من المتآمرين يظهرون لنا في صورة المصلحين، وكم من بلاد أسقطها مصلحون مزيفون ومدعون وطنية، استطاعوا أن يخدعوا شعوبهم. ولذلك علينا أن ننتبه ونكون حذرين، وأن تتمسك باستكمال خطوات بناء دولتنا التي لا يريدون لها الاستقرار، يعارض من يعارض كيفما شاء فهذا حقه، ويعترض من يريد فهذه قناعته، المهم أن نكون جميعًا على أرضية وطنية حقيقية، تختلف على الحكومة والقرارات والتوجهات، لكن نتفق على حماية الوطن من المخربين والمتآمرين لأنهم لا يريدون إلا دمارًا.
المؤامرة ليست وهمًا كما يروجون لنا، وإنما واقع نلمسه ونعيشه ونعانى منه، وعلينا أن نحسن التعامل معها لتحمي أنفسنا وبلدنا، علينا أن نستمع جيدًا لرسائل الرئيس لأنها تكشف لنا الكثير من الحقائق التي مازلنا في احتياج شديد لها، ويكفى أن تتوقف عند واحدة من هذه الرسائل وهى احتياجات مصر السنوية لندرك أننا ليس أمامنا سوى العمل ورفض كل الأكاذيب، بالتأكيد سنستمع المحاولات التشكيك في الـ50 تريليون جنيه التي قال الرئيس إننا نحتاج إليها سنويًا، والواقع أن هذا رقم حقيقي وليس فيه أى قدر من المبالغة، إذا كنا نريد فعلا حياة تليق بالمصريين رعاية صحية جيدة وتعليم عصري ودخول تناسب مستوى المعيشة المطلوب، والسؤال: كيف يمكن أن يتحقق هذا؟.. لن يتحقق إلا بالعمل، وأن تتوقف عن الالتفاف إلى الأكاذيب ومحاولات التشكيك وأن نصنع نجاحنا بأيدينا، ولا نترك المتربصين يفسدون علينا وطننا.
أخيرًا.. تبقى ملحوظة مهمة: اختيار الرئيس لأن تكون أكاديمية الشرطة المكان الذي يقدم منه رسائل وسط الشباب المتقدمين، فهذا له معنى كبير.. فالشباب يمثلون المستقبل ولابد أن يدركوا الخطر ويحذروا من مؤامرات الخراب.