المؤامرة على مصر وأهلها واضحة للعيان ولكن الشعب المصرى وتاريخه الطويل أكبر من تلك المؤامرات.. قد تنجح المؤامرة أحيانا.. وتصيب مصر بالأمراض.. لكن مصر أبداً لا تموت!!
مصر التى يحفظها الله دوما من كل سوء.. ويعافيها ويشد من أزرها– سبحانه وتعالي– مصر التى ذكرت صراحة وباسمها فى القرآن الكريم.. مصر التى لجأ إليها إبراهيم عليه السلام بعد أن حاربه قومه وأرادوا حرقه فى النار فقال الله لها (يا نار كونى برداً وسلاماً على إبراهيم) ثم جاء إلى مصر بعدها لتكون أرض برد وسلام.. وبعدها يستكمل المسيرة ويرزقه الله من احدى بناتها وهى سيدتنا هاجر بولد تمناه وهو إسماعيل– عليه السلام– ثم يرزقه الله بمعجزة خاصة من زوجته الأولى سارة بولده اسحق.. هى مصر التى سميت بهذا الاسم تيمنا بمصرايم ابن سيدنا نوح.. مصر التى تعلمت الكتابة والخياطة على يد نبى الله إدريس.. مصر التى كانت ملجأ النبى يوسف بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم– عليهم السلام– ثم يكون نبى الله يوسف مسئولا عن خزائنها ويصف الله خزائن مصر بأنها خزائن الأرض.. مصر التى عاش فيها أبناء يعقوب ثم ولد فيها موسى عليه السلام وأخوه هارون.. وكان سببا فى غرق فرعون مصر الذى ادعى الألوهية.. هى مصر التى لجأت إليها مريم العذراء وابنها عيسى عليه السلام.. هى مصر التى فى أرضها تجلى الله– سبحانه وتعالي– فى الوادى المقدس طوى وتكلم فيها مع موسي.. هى مصر التى دعا لها رسولنا الكريم وكانت أرضاً طيبة باستقبال واحتواء آل البيت والذين توجد مقابرهم فى مصر.. بل وتوجد فى بهنسا الطيبة مقابر أكثر عدد من الصحابة حتى أطلقنا عليها البقيع الثاني.. كل هذه المقومات وغيرها جعلت فى مصر حائط صد ضد المؤامرات التى يحاول الأعداء كل يوم أن يؤثروا بها على مصر وشعبها لكن الله حافظ وهو الخير كله.
المؤامرات لم تتوقف يوما عن مصر ولكن التاريخ العظيم لبلدنا يؤكد ان كل هذه المؤامرات إلى زوال ولم تؤثر علينا إلا قليلاً.
آخر هذه المؤامرات ما كشف عنها الجاسوس الإسرائيلى كوهين الذى كتب بالعربية– كعادته– على مواقع التواصل الاجتماعى ان مصر لابد ان ترضخ لإرادة الصهاينة بدخول أبناء غزة إلى سيناء وإلا فإن الضغوط الاقتصادية على مصر ستستمر.. وان سعر الدولار نتيجة هذه الضغوط سيصل إلى 200 جنيه مصري!!!
وسبحان الله كان الرد فى اليوم الثانى لهذه الكلمات برغم ان شعب مصر فى معظمه لم يقرأ تلك الكلمات المؤامراتية حيث انخفض سعر الدولار بعد أقل من 48 ساعة بشكل ملحوظ وتزامن مع هذا الانخفاض انخفاض آخر فى سعر الذهب والحديد وأشياء أخري!!
الرد كان واضحاً وحاسما بأن هذه المؤامرات لن تؤثر على كيان وإرادة هذا الشعب.
لقد فهم العالم كله ان تصريحات الرئيس السيسى فى بداية الهجمات الصهيونية على غزة كانت مقصودة وواعية ورسالة للجميع سواء أهل غزة أو العرب أو الصهاينة أو العالم كله المتابع لتلك القضية.. كانت الرسالة حاسمة بأن موقف مصر الواضح والحاسم لن يسمح لمؤامرة بانهاء القضاء الفلسطينية.. وبالتالى لن يسمح بطرد أهل غزة.. هذه الرسالة الحاسمة من الرئيس السيسى كانت حائط صد للمؤامرة الصهيونية.. وهنا كشف الصهاينة عن مؤامراتهم بوضوح.. وكان واضحا ان هناك ضغوطا اقتصادية بل حصاراً على الاقتصاد المصرى منذ البداية ولكن الإعلان الرسمى على لسان جاسوس إسرائيل معروف تماما علاقته بالموساد وتهديده الرسمى بزيادة الضغط الاقتصادى والتهديد برفع سعر الدولار إلى 200 جنيه.. ليس إلا تماديا فى الغطرسة الصهيونية لكنهم لا يعلمون جيداً من هى مصر ومن هو شعب مصر عبر التاريخ.
شعب مصر عند التحدى قادر على المواجهة بطرق مباشرة أو غير مباشرة.. نحن عند التحدى قادرون على الصبر والمصابرة.. وقادرون على العطاء وكما فعلناها بعد حرب 1967 ورفضنا الهزيمة ورفضنا تنحى الرئيس جمال عبدالناصر ورفضنا كل الضغوط.. وانتصرت مصر بعدها فى حرب الاستنزاف ثم أكملنا النصر الكبير فى حرب أكتوبر 1973.. هذا هو نموذج التحدى المصرى فى العصر الحديث وهو نفس التحدى الذى نعيشه الآن اقتصادياً واجتماعياً وسوف ننتصر ونحقق ما نطمح إليه برغم أنف الصهيونية العالمية التى لا تتوقف يوما عن المؤامرة ضد مصر وللأسف بمساعدة كثيرين ومنهم بعض الأشقاء سواء عن جهل أو قصد.. ولكن الله غالب على أمره مهما كان!!
وإذا كان حوالى 1.4 مليون فلسطينى حاليا على حدود غزة الجنوبية وطبقا لخطط الصهيونية فإنه مطلوب الآن عملية صهيونية خطيرة فى جنوب غزة تؤدى إلى هروب غزاوى جماعى إلى سيناء وطبقا لتصريحات رسمية صهيونية سواء فى أمريكا أو إسرائيل فإنه مطلوب اخراج أهل غزة وطردهم إلى سيناء.. بخلاف محاولات اغلاق معبر رفح وفتح معبر بديل وهو معبر كرم أبوسالم الذى تسيطر عليه إسرائيل بالكامل فى إطار خطة لطرد أهل غزة إلى سيناء.. أضف إلى ذلك محاولات أمريكية بالضغط لتحقيق هذا الهدف ويأتى فى هذا الإطار زيارة بلينكن وزير الخارجية الأمريكية للمنطقة حيث اكد له الرئيس السيسى بوضوح شديد– طبقا لتصريحات المتحدث باسم الرئاسة المصرى أحمد فهمي– جهود مصر وسط الظروف الصعبة لتقديم المساعدات الإنسانية لأهل غزة وحرص مصر على إنهاء الحرب وتنفيذ القرارات الدولية والأممية المعنية بالأزمة.. وكما قال مسئول مصرى فإن بلينكن لم يقدم جديدا خلال زيارته الأخيرة للمنطقة.. خاصة ان الكثيرين كانوا يتوقعون اختراقا فيما يتعلق بموضوع الهدنة أو يقدم رؤية واضحة لحل الأزمة لكن من الواضح ان زيارة وزير الخارجية للمنطقة تأتى فى إطار (إضاعة الوقت).. ومنح إسرائيل فرصة إضافية لتحقيق أهدافها (وليس تحقيق السلام).. واستمرار عمليات الصهيونية العسكرية ضد أهل غزة. وهو ما يؤكد حقيقة ان أمريكا فقدت مصداقيتها فى المنطقة خاصة فيما يتعلق بالحرب على غزة.. والغريب ان بلينكن خلال زيارته للمنطقة تجاهل تماما الحديث عن التصعيد الإسرائيلى فى غزة خاصة على الحدود مع مصر وهو ما يكشف ان أمريكا وإسرائيل ليستا إلا وجهين لعملة واحدة وهى الصهيونية العالمية بكل سلبياتها وغطرستها خاصة ان إسرائيل فى المقابل وضعت العراقيل فى كل الاتجاهات نحو التهدئة أو الهدنة وكان الاجتماع الأمنى فى باريس والذى عقد الشهر الماضى بمشاركة مصرية– قطرية مع الولايات المتحدة الأمريكية قد انقسم إلى ثلاث مراحل تتضمن المرحلة الأولى هدنة مدتها أربعون يوما تطلق خلالها حماس رهائن مدنيين وتتضمن المرحلتان الثانية والثالث إطلاق سراح العسكريين ثم تسليم جثث الرهائن القتلى إلا ان حماس اعترفت ان هذا البيان الصادر عن الاجتماع الأمنى غامض ويتضمن عبارات وكلمات تحتاج إلى تفسير مما يؤكد نفس المعنى فى زيارة بلينكن الذى لم يتحدث عن هذا الاجتماع بشكل كان متوقعا له منه خلال زيارته للمنطقة.. وهو ما يعنى التسويف والمماطلة حتى تحقق إسرائيل أهدافها من هذه الحرب..!!
هم العنصريون الحقيقيون ولكن!!
من أهم عناصر الحرب ضدنا الحرب الدعائية وحرب الوعى ومحاولة طمس الهوية المصرية والعربية.. ونجحت الصهيونية العالمية فى اظهار العرب والمسلمين كعنصريين وإرهابيين حتى ينسى العالم عنصريتهم وإرهابهم البغيض ومع ظاهرة الإسلاموفوبيا التى انتشرت نسى العالم سماحة الإسلام وسماحة العرب وتاريخنا الكبير فى العطاء والحب والسماح حتى بعض العرب والمسلمين أنفسهم صدقوا أكذوبة عنصرية العرب وإرهاب الإسلام.. وكلاهما بريء تماما..!!
هل نسى العالم عنصرية الألمان فى أفريقيا عندما قتلوا شعبا كاملا.. وحاولوا طمس هوية دول أفريقية.. ناهيك عن الاستعمار الإنجليزى فى كثير من الدول خاصة الهند ومحاولة طمس هوية الهند تماما.. وكذلك فى دول كثيرة منها مصر التى استعمرتها واستغلت كل مواردها اسوأ استغلال.. وفرنسا التى استعمرت دولا عديدة ومازالت حتى الآن تستغل ثروات هذه الدول اسوأ استغلال.
العنصرية الاستعمارية فى أمريكا وأوروبا هى نتاج لفكر عنصرى تماما.. ناهيك عن الفكر الصهيونى الذى جعل هذه العنصرية الاستعمارية اسوأ شكل من أشكال العنصرية فى التاريخ العالمي.
هم العنصريون الحقيقيون ولكن نجحوا للأسف فى اتهامنا بالعنصرية حتى صدق بعضنا ذلك وللأسف الشديد هم العنصريون الحقيقيون فى كل تعاملاتهم حتى الآن.. ومازلنا نتابع كل يوم أحداثاً عنصرية بالجملة وأخرها على المستوى الفردى فى أمريكا وبنظرة استعلائية تعاملت إحداهن مع زميلتها السمراء بشكل عنصرى مستفز.. وأمام المحكمة قدمت المسلمة السمراء وهى أمريكية الجنسية أيضاً درسا لمن يفهم حيث قدمت نموذجا للتسامح.. وتنازلت عن القضية تسامحا منها ولتعطى العالم كله درسا عن التسامح فى مواجهة العنصرية ولكن لا أحد يفهم ويعى ذلك!!
هم العنصريون الحقيقيون.. استعمروا العالم واستغلوا ثروات أفريقيا وآسيا ونجحوا فى القضاء على بشر كثيرين لمجرد أنهم ليسوا منهم.