المخطط الصهيوأميركى ينهار أمام قوة القاهرة
كان من الطبيعى ان نستكمل ماذا يحدث فى أفريقيا لرصد الوجود الأمريكى بها ،لكن الأحداث المتلاحقة التى تشهدها المنطقة العربية بعد سقوط النظام السورى ، والتدخلات الإقليمية والدولية التى تنعكس فى هروب الرئيس بشار الاسد الى روسيا تستدعى ان نرصدها لقياس انعكاساتها على دول المنطقة وخاصة الدولة المصرية ،وقبل ان نبدأ علينا ان نتعرف على تركيبة المجتمع السورى الذى يتميز بتنوع فريد من نوعه «مقارنة بالدول المحيطة بها « سوريا تمثل رمزا نادراً للتنوع الدينى والتعدد الطائفى الذى يكاد يكون فريدًا فى الشرق الأوسط. هذا التنوع الذى يشكّل لوحة فسيفسائية من الأديان والمذاهب «ظل لعقود طويلة صمام أمان للتعايش السلمي، باجتماع المسلمين بمذاهبهم المختلفة مع المسيحيين بمشاربهم المتعددة، بجانب الدروز والإيزيديين واليهود» فى نسيج مجتمعى يُجسّد نموذجًا حضاريًا يُثبت أن سوريا كانت ولا تزال مملكة للتعايش، منذ آلاف السنين حين كانت سوريا ملتقى الحضارات والديانات، ما جعلها منارة للتعايش والتفاعل الإنساني».
بالتالى فإن فهم تلك التعددية الدينية ،والطائفية فى سوريا يُبرز حجم المخاطر المحدقة بالبلاد، لكنّه أيضًا يُعيد التذكير بالقوة الكامنة فى هذا التنوع كعامل صمود ووحدة ضد كل محاولات الفتنة والتفرقة.
ايضا علينا ان ندرك ان ما يحدث فى سوريا وقبله لبنان من خلال اتفاق وقف إطلاق النار لمدة ستين يوما وهو اتفاق لا قيمة له سوى ان يلتقط الجيش الاسرائيلى انفاسه بعد الحرب فى غزة ،ولبنان ، وهو ما ظهر جليا بهجمات الجيش الاسرائيلى على مقدرات الجيش السورى بشكل نوعى يجعل من الصعب على الشعب السورى ان تكون لديه قدرة عسكرية لسنوات وسنوات ،وفى نفس الوقت الاستعداد لاستكمال المخطط وهو ما يعرف بـ« إقامة دولة الرب من النهر إلى النهر» الذى يهدف إلى احتلال فلسطين ولبنان وسوريا والأردن وغرب العراق وشرق مصر وشمال السعودية، هذا المخطط الصهيوامريكى يدرك أصحابه أنه لن يتحقق طالما القاهرة قوية ومتماسكة وصلبة وتملك زمام قرارها بيدها، وتتميز باقتصاد قوى وقادرة على المواجهة الشاملة،وهو سر عملهم على إضعاف مصر على مدار عقود (بدأ منذ سنوات) والكثير من دول المنطقة يعلمونه ولكنهم لا يفعلوا ما يجب ان يكون لحماية انفسهم ،عدا الدولة المصرية التى تستعد له منذ تولى الرئيس السيسى قياده البلاد، اتضح ذلك بشدة بتحديث الجيش المصرى وتطوير آلياته العسكرية ،وتأهيل أبنائه للتعامل مع تلك التحديات مما يجعلها عصية على الوقوع فى المخطط المرسوم لها منذ «احداث يناير 2011».
الخلاصة انه يجب علينا الانتباه والتركيز على ما يدور بالمنطقة، لأننا شركاء ،وفاعلين،ومؤثرين ومتأثرين فيما يحدث بها ،وان نثق فى قدرة القيادة السياسيّة،على التعامل مع كل ما يحدث بوجود الجيش الوطنيّ بما يملكه من قدرات والمسئول عن حماية مصر والمصريين من المخططات التى تحاك لها ،ولن تتوقف تلك المؤامرات ،وهذا للعلم ولن نخوض فى تفاصيل.
خارج النص:
ان خطوة إنشاء منطقة صناعية وتجارية متكاملة فى محور قناة السويس، بالتعاون مع دول بريكس «تمثل رأس حربة فى مشروع «طريق الحرير» الصينى الجديد، وتضاهى فى قوتها وتأثيرها مدينة هونج كونج» خاصة إذا علمنا ان الرئيس بوتين يعتبر هذه الفكرة جزءًا من استراتيجيته الممتدة ،وكذلك اعلان الرئيس الصينى شى جين بينج عن مبادرة الحزام والطريق فى نفس الوقت «استراتيجية تنموية تعتمدها الحكومة الصينية «وتتضمن تطوير البنية التحتية والاستثمارات فى 152 دولة ومنظمة دولية فى أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا،أمر يدعو إلى التفاؤل رغم ما يحدث.