الذى يعتقد أن التربص بمصر قد زال وانتهى واهم ولا يدرك الحقائق كاملة.بل إن مصر مازالت تواجه العديد من التحديات الآن وبشكل أكثر مما مضي، لأن الأخطار تحيط بالبلاد من كل صوب وحدب والأعداء يتربصون للإنقضاض فى ظل هذه البؤرة المشتعلة من حولنا بشكل بشع .ولذلك أتحدث كثيراً عن المؤامرات البشعة التى تحاك ضد الدولة المصرية، ومازلت عند الرأى أن هذه المؤامرات لم تنته وتزداد ضراوة ضد الدولة المصرية، خاصة بعد الإنجازات الضخمة التى حققتها ثورة 30 يونيو والمشروع الوطنى الموضوع للبلاد. وهذه الإنجازات أصابت أعداء مصر وأهل الشر بلوثة عقلية، وهؤلاء لا يعرفون أن المصريين أصحاب تاريخ طويل يمتد إلى سبعة آلاف عام، وهم أصحاب مواقف وطنية وإرادة صلبة، ويكونون على قلب رجل واحد عندما تتعرض الدولة المصرية لأى خطر. وقد توحدت إرادة المصريين وتجلت واضحة فى 30 يونيو عندما نزل المصريون بجميع ربوع مصر فى وقت واحد فى أعظم ثورة سلمية شهدها العصر الحديث.
ويأتى على رأس هذه الإنجازات قدرة الدولة ونجاحها الباهر وبشكل لافت للأنظار فى السيطرة على الأوضاع الأمنية، خاصة فى سيناء التى تحولت عقب أحداث 25 يناير عام 2011 إلى مرتع للعصابات المسلحة والخارجة على القانون ومسرح للعمليات غير المشروعة من إرهابيين وتجارة مخدرات وتهريب أسلحة إلى تعاون غير مسبوق مع الجماعات الإرهابية والمتطرفة. ولقد حققت البلاد استقراراً أمنياً انعكس على الوضع فى سيناء التى تشهد حاليا تنمية غير مسبوقة فى تاريخها .وقامت الدولة بتدشين الكثير من المشروعات القومية وإعادة تطوير التجمعات ودعم الأسر الفقيرة وتحقيق الاستقرار بشكل ملحوظ، إلى جانب قيام الدولة بتطوير قطاعات الكهرباء والمياه والمرافق وإعادة تطوير البنية التحتية والتى شملت المدارس والمساجد والمستشفيات والمنازل التى طالتها أعمال الإرهابيين والتكفيريين فى سيناء الحبيبة.
كما أن مصر حرصت على إعطاء الأولوية لرعاية مصالحها الحيوية وسرعة استعادتها مكانتها ودورها المحورى وقوة تأثيرها فى حل القضايا والمشكلات الإقليمية والعالمية، مؤكدة التزامها بالمباديء والقيم التى تحكم العلاقات الدولية وترتكز على التعاون السلمى البناء فى حل المشكلات وتنمية العلاقات وفق قواعد الاحترام المتبادل ومباديء القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، مع توضيح رؤيتها وتأكيد موقفها الثابت فى المساهمة فى حل كافة القضايا الإقليمية والدولية ومازالت مصر تؤدى دورا محوريا بشأن القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها واليعى بكل السبل إلى وقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة..
ولقد استعاد الشعب المصرى من خلاا المشروع الوطنى هويته وصوب بها مساره ليثبت للعالم أجمع أن إرادته لا يمكن كسرها أو كبحها وأن عزيمته راسخة لتحقيق تطلعاته المشروعة فى حياة أفضل ومستقبل مشرق لأبنائه.
كما أقر الدستور المصرى ضرورة تمثيل مناسب للفئات المهمشة فى المجتمع سواء بالنسبة للمرأة أو الأقباط أو الشباب وذوى الاحتياجات الخاصة والمصريين بالخارج، حيث تنص المادة رقم «244» على أن: «تعمل الدولة على تمثيل الشباب والمسيحيين والأشخاص ذوى الاعاقة والمصريين المقيمين فى الخارج تمثيلاً ملائماً فى أول مجلس للنواب ينتخب بعد إقرار هذا الدستور، وذلك على النحو الذى يحدده القانون».
كما أن ثورة الثلاثين من يونيو كان لها عدد من الإنجازات على الصعيد السياسى وأنها منعت استكمال المخطط الأمريكى الصهيونى ومنعت تفكيك مصر، فضلاً عن الحرب على الإرهاب التى قادها جيشنا العظيم الذى دحر الإرهاب وقضى عليه ويشارك فى عمليات التنمية بشكل واسع ولافت للأنظار.
هل عرفتم إذن لماذا المؤامرات تحاك ضد الدولة المصرية والوطن الغالي؟!.
كل هذه الأمور أصابت دول أهل الشر والمتربصين بالبلاد بلوثة عقلية جعلتهم يفكرون فى كل ما يعكر صفو هذه الحياة المصرية الجديدة. وبالتالى بات على الجميع أن يتنبه وأن يدرك أن مصر بلد مستهدف من أجل سقوطها كما سقطت الدول المجاورة فى بحور الفوضى والإضطراب.وهذا لن يحدث أبدا بفضل كياسة وفطنة المصريين ورشادة الدولة المصرية.