أن تلك المذابح وعمليات الإبادة الجماعية التى تجرى للشعب الفلسطينى الأن ليست بالأمر الغريب أو قاصرة على «نتنياهو» بل إنها أرث «الفاشية الصهيونية» الذى سار على دربها كل من ينتمون لليمين الإسرائيلى المتطرف بداية من «مناحم بيجين» حتى «نتنياهو» .. ويعتبر «نتنياهو» الوريث الأيدلوجى لها بل والتابع والمخلص الأمين الذى صار على درب تلك السياسات العنصرية التى سوف تؤدى حتماً إلى زوال إسرائيل وتدميرها فى معركة النهاية أرمجيدون «.. ويؤكد الباحث «يورجوس ميترالياس» على تلك الحقيقة قائلاً إن «نتنياهو»وحكومته الحالية يبذلون الآن قصارى جهدهم للتأكيد الكامل على ما لاحظه «أينشتاين» وندد به علناً فى عام 1948 ألا وهو أن «بيجين» وأصدقاءه فى الليكود الذى يسير «نتنياهو» على دربهم كتابع مخلص لسياساتهم ما هم إلا فاشيون عنصريون ومجرمون وإرهابيون .. ويؤكد «ميترالياس» قائلاً ليس هناك شك فى أنه لو كان «أينشتاين» على قيد الحياة اليوم لكان فى طليعة المظاهرات الداعمة للفلسطينيين في» غزة» وأنه كان سيصبح فخوراً مع يهودى أخر هو الوحيد الباقى على قيد الحياة من «جيتو وارسو» وهو «ماريك إيدلمان»عندما قارن إنتفاضة «جيتو وارسو» بالنضال الفلسطينى .. لقد أصبح تعريف معاداة السامية الجديدة يتمثل الأن فى الموقف تجاه إسرائيل وحكوماتها والذى أصبح عليه العالم اليوم من قبل هؤلاء الذين يكرمون «نتنياهو» وأنصاره الذين يناصرون الإرهاب الوحشى .. وفى الحقيقة أن هذا السلوك الأرهابى الدموى لا يقتصر فقط علي»بيجين» المؤسس والزعيم لمؤسسة «إرجون» الأرهابية بل أيضاً «أسحق شامير» خليفته فى رئاسة الوزراء وزعيم حزب» الليكود» والذى كان يتزعم فصيلاً أرهابياً منشقاً عن منظمة «إرجون «بل وكان أكثر تطرفاً منها والمعروف بأسم «عصابة شتيرن».. وفى أحد المناقشات الحادة بين «شامير» و«بيجين» اتهم الأول الثانى بأنه «ديماجوجي» أى غوغائى فما كان من «بيجين» أن ثار وأحتد عليه قائلاً كيف تصفنى بذلك وأن الذى خضبت يداى بدماء الفلسطينيين وكأنها علامة ودليل على الإخلاص والتفانى فى خدمة الوطن .. وهنا يتساءل «ميترالياس» قائلا والأن ماذا عن رئيس الوزراء الأطول خدمة فى إسرائيل وقائد حزب «الليكود» «بنيامين نتنياهو» ؟ فهل هو نسل حقيقى خرج من رحم الفاشية الذى أنجب «بيجين» و«شامير «وغيرهما .. الإجابة هى أن «نتنياهو» رغم صغر سنه إلا أنه كان يتمتع بعلاقة عائلية مباشرة مع الأجنحة الفاشية الأكثر تطرفاً ثم بعد ذلك مع «الصهيونية التنقيحية» اليمينية المتطرفة التى إستلهما «زئيف جابوتنسكي» وأنشأها.. ناهيك عن أن «بنزيون نتنياهو» والد «بيبي» كان يعمل سكرتيراً «لجابونتسكي» والذى سار على خطى «أحيمير» عندما رفض «جابونتسكي» مقترحه بأن يصبح نموذجاً يهودياً أشبه «بموسلينى يهودي» على رأس «حزب صهيونى فاشي» .. وقد كان لمنظمة «أحيمير» تأثيراً مباشراً بل وغير مباشر فى التأثير على أولئك الأشخاص.. بالإضافة للدور الذى لعبته نظرياته العنصرية فى منظمة «إرجون» التى كان يتزعمها بيجين .. لقد أصبح الوضع اليوم مختلفا تماماً إذ تحول الفاشيون والإرهابيون سيئو السمعة فى عام 1948 إلى شركاء إستراتيجيين متميزين لأولئك الذين يحكمون العالم اليوم وعلى رأسهم الولايات المتحدة وتلك هى الكارثة والطامة الكبري.