الأحداث العالمية المتطورة على مدى الأيام الماضية تنبىء بحرب نووية مقبلة، ومن ثم اصبح العالم يترقب ما سيحدث خلال الساعات المقبلة هل ستشتعل الأحداث أم يتخذ أحد الأطراف جانب التهدئة لتجنب العالم كله كارثة وشيكة.
يقول اللواء الدكتور سمير فرج الخبير الاستراتيجي: ” أن سماح الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية والبريطانية لاستهداف العمق الروسي فإنه طبقا لقواعد الاشتباك للدول التي لديها قوى نووية انه إذا كان هناك تهديد للأمن القومي فيمكن استخدام السلاح النووي، ما يدور حاليا بين روسيا وأوكرانيا هي حرب تقليدية ويتم فيها استخدام الأسلحة التقليدية مثل الدبابات و المدافع ولكن في حالة تهديد العمق الاستراتيجي الروسي سيكون لها الحق في استخدام السلاح النووي”.
أضاف أن ما يحدث حاليا هو أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لاوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى تصل للعمق الروسي وبالتالي يحق لروسيا استخدام السلاح النووي ولذلك وقع بوتين من يومين مرسوم بتعديل الاستراتيجية الروسية لاستخدام النووي، فالعالم كله حاليا يقف أمام المشهد منتظرا ما سيحدث فإذا حدث اي تهور من الرئيس الأوكراني وأعطى أوامره باستخدام العمق الروسي فإن روسيا ستستخدم السلاح النووي.
ومن يستطيع ايقاف هذه الحرب قبل ان تبدأ يقول الخبير الاستراتيجي انه إذا تم ذلك سيكون من حق روسيا طبقا لقواعد الاشتباك العالمية استخدام السلاح النووي ولن يتمكن احد من إيقاف هذه الحرب وستكون ضربة نووية تكتيكية وأعتقد انها ربما ستكون في أوديسا الواقعة على البحر الاسود وليست العاصمة الاوكرانية كييف وبذلك ستتحول المنطقة لحرب عالمية ثالثة.
وعن انعكاسات ذلك على منطقة الشرق الأوسط يقول اللواء فرج دائما ما أردد أننا في منطقة الشرق الأوسط نعيش في عالم الأواني المستطرقة ففي ظل الحرب التقليدية بين روسيا واوكرانيا فإن مصر أكثر دولة تأثرت من جراء هذه الحرب، فمصر تستورد من كلا البلدين سواء روسيا أو أوكرانيا ١٠ ملايين طن من القمح وكذلك كميات كبيرة من الذرة والزيوت فهذه الحرب سيكون لها تأثير كبير علينا.
أضاف أنه لا يمكن التنبوء بما ستصل إليه الأمور مستقبلا، فالرئيس الروسي أيضا سيتسائل أمام شعبه إذا تم ضرب العمق الاستراتيجي لروسيا ولم يستخدم القوى النووية بالتالي العالم كله ينتظر بين لحظه واخرى ما سيحدث.
وعن مدى ارتباط ما يحدث بين روسيا واوكرانيا وانعكاساته على منطقة الشرق الأوسط، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان أكد اللواء فرج أن ما يحدث في روسيا وأوكرانيا منفصل تماما عن الصراع الذي يدور في الشرق الاوسط فالحرب الروسية الاوكرانية مستمرة منذ أكثر من عامين.
وعن توقعاته حول ما يحدث حاليا قال اللواء فرج: ” أن العالم كله ينتظر ما سيحدث هل سيقوم الرئيس الاوكراني بضرب العمق الروسي أم لا وأعتقد أن الولايات المتحدة ستتدخل وتطالب الرئيس الاوكراني من خلال اجراءات غير معلنة بالتهدئة وعدم ضرب العمق الروسي”.
فرج، يرى أن استخدام السلاح النووي سيؤدي إلى الدخول في حرب عالمية ثالثة فإذا ضربت روسيا أوكرانيا وتدخلت اي دولة سترد عليها روسيا أيضًا بضربة نووية مما سيزيد من مدى صراع الحرب واشتعالها وخاصة أن أوكرانيا حاليا ليس لديها سلاح نووي، كما أن تدخل اي دولة في الصراع هو امر غير سهل لانه مبني عليه مستقبل أمة ودولة وإذا تم ضرب اي دولة سيؤثر ذلك على الدول المحيطة ومثال ذلك انفجار مفاعل تشرنوبل في أوكرانيا من قبل أدى إلى تلوث المناطق المحيطة لسنوات طويلة والتأثير على البيئة والزراعة.
وحول السبب وراء إشعال الولايات المتحدة لهذه الفتنة حاليا والمتمثلة في السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة للوصول إلى العمق الروسي.. يقول اللواء فرج أن هذا يُعد إحراج للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أعلن أنه فور توليه الحكم سيوقف الحروب المشتعلة ومنها الحرب الروسية الأوكرانية فهذا يُعد إحراج للرئيس ترامب من قبل الرئيس بايدن بحيث عندما تتطور الأمور سيكون غير قادر على التصرف.