- رفض تصفيتها.. أو التهجير القسرى للفلسطينيين.. موقف «القاهرة» من اللحظة الأولى
- التوحش الإسرائيلي غير مسبوق.. حصار وإبادة وتدمير وتجويع وتعطيش لأهل غزة
- المبادرة المصرية «الأهم» للتفاوض.. ومتفائل بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.. قريبًا
- مصلحة نتنياهو مواصلة الحرب.. لأنه مهدد بالسجن فور انتهائها القطاع ما بعد الحرب.. الهاجس الذي يؤرق الاحتلال و«واشنطن»
- بايدن «عينه على الانتخابات».. وتحقيق السلام بالشرق الأوسط مكسب له
- المصالحة «الفلسطينية – الفلسطينية» قادمة لا محالة.. وتمهد لـ«دولة فلسطين»
- الزخم الذي حازت عليه القضية الفلسطينية عالميًا.. فرصة لا يجب التفريط فيها
- الفلسطينيون دفعوا ثمنًا باهظًا طول «76سنة».. وحان الوقت للحصول على حقوقهم
القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها، حيث تواجه توحشًا اسرائيليًا غير مسبوق.. إبادة جماعية وتجويعًا وتعطيشًا وتدميرًا وحصارًا في قطاع غزة واقتحامات وهدمًا للبيوت واعتداءات من المستوطنين على سكان الضفة الغربية والقدس وتركها غير قادرة على تلبية احتياجات الفلسطينيين واعتقالات منذ السابع من أكتوبر ليصل عدد المعتقلين أكثر من عشرة آلاف وتواصل آلة القتل الإسرائيلية المجازر ليتجاوز عدد الشهداء 36 ألف شهيد و 89 ألف جريح أغلبهم من النساء والأطفال.
اللواء د. سمير فرج الخبير والمفكر الاستراتيجي فتح كل الملفات حول تداعيات الحرب على غزة والأحداث التى تشهدها المنطقة والدور المصرى المحورى منذ اللحظة الأولى وموقفها التاريخي والاستراتيجى من أجل حماية القضية الفلسطينية من محاولات تصفية القضية ورفضها القاطع تهجير الفلسطينيين القسرى والطوعي والجهد المتواصل من أجل وقف اطلاق النار والتوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين.
قال إن أهم مبادرة تم التفاوض عليها من أجل إحلال السلام هي المبادرة المصرية، وأن المبادرة التى أعلن عنها الرئيس الأمريكي لا تختلف عن المبادرة المصرية، وأنه متفائل بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني عن قريب، لأن هناك ضغوطاً كبيرة على الجانب الاسرائيلي المتشدد، كما أن التوقيع سوف يكون في القاهرة.
يرى المفكر الاستراتيجى أن الشيطان يكمن في التفاصيل وأن اسرائيل تحاول التلاعب فى تفاصيل مراحل المبادرة من أجل التنصل منها، لأن رئيس الوزراء الاسرائيلي لديه مصلحة شخصية من مواصلة الحرب على الفلسطينيين، لانه مهدد بالسجن فور انتهاء الحرب، كما أن اليمين الاسرائيلى المتطرف وهم الغالبية التي تحكم اسرائيل يهددون بالانسحاب من الحكومة في حال توقف الحرب لذا قام الرئيس الأمريكي بعرض هذه المبادرة في خطابه من أجل الضغط عليهم، ومن أجل تحقيق مكسب له خلال الانتخابات الأمريكية بأنه الرئيس الذي استطاع تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
قال إن غزة ما بعد الحرب الهاجس الذى يؤرق الاحتلال الإسرائيلي والداعم الأمريكي، لأنهم لا يريدون تكرار أحداث السابع من أكتوبر، وعرضوا عدة سيناريوهات وكلها أثبتت أنها غير مجدية.
وعن الرؤية المصرية، قال إن المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية قادمة لا محالة من أجل إحلال السلام والتوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وأنها مرحلة تمهد الوصول إلى إعلان الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وأن الزخم الذي حصلت عليه القضية الفلسطينية عالمياً، هي لحظة تاريخية على الفلسطينيين اقتناصها وعدم التفريط فيها لأنهم دفعوا الثمن لأكثر من 76 عاماً، من المقاومة للاحتلال الاسرائيلي ودفعوا ثمناً باهظاً وشهداء فى غزة والضفة والقدس، وحان الوقت للحصول على حقوقهم التاريخية.
ما الدور المصري خلال هذه الأزمة التي تؤرق المنطقة؟
مصر لاول مرة تصبح حدودها الاستراتيجية الأربعة مهددة , و لم يحدث فى التاريخ , الحدود مع قطاع غزة , باتجاه الغرب مع ليبيا و هناك عدم استقرار منذ 13 عام منذ رحيل معمر القذافي, و الاتجاه الجنوبي نحو السودان وصراع يسير فى اتجاه مظلم , و اتجاه الشمال و الصراع على الغاز فى البحر المتوسط , وهو التهديد الحقيقي , فالحرب القادمة , من سوف يسيطر على غاز المتوسط ؟ , و مصر من اقوى الدول فى المنطقة , و لديها اقوى جيش , و تعتبر عامود المنطقة , و لكن المشكلة فى محاولات اضعافها بأشعال حدودها , و لذا تعمل مصر على الدوام من اجل احلال السلام فى دول الجوار , و المساعدة من اجل الحفاظ على الاستقرار , لان كل هذا تهديد للامن القومي المصري.
ما دور مصر فى المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل من أجل وقف الحرب؟
الوضع في قطاع غزة , و نحن الان فى الشهر الثامن من الحرب , و لم تحقق اسرائيل اهداف الحرب , و اولها القضاء على حماس , و اعادة المختطفين , و المشكلة ان رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو لا يريد السلام , و ان لا يتم وقف اطلاق نار دائم , لانه سوف يتم محاسبته على طول امد الحرب بدون تحقيق اهدافها , و سوف يتم تكرا وجود لجنة ” اجرانات ” التي تم تشكيلها بعد انتصار مصر على إسرائيل فى حرب اكتوبر 1973، التي حققت فى اسباب قصور اسرائيل فى حربها فى حرب اكتوبر المجيدة , و تم تشكيلها حاليا للتحقيق مع حكومة الحرب الاسرائيلية , و نتياهو لديه ثلاث قضايا فساد فى اسرائيل فى المحاكم المدنية , و لو حدث اتفاق سلام سوف يتم سجنه , و هو لا يريد لهذه الاسباب ان يتم تحقيق السلام , لمصالحه الشخصية.
مصر قدمت مقترح لاحلال السلام و ايقاف الحرب بين حماس وإسرائيل, وتم عرضه اولا للجانب الإسرائيلي، و وافقت عليه , لأنها كانت متأكدة أن حماس لن توافق , لآن حماس كانت تطالب بوقف دائم لاطلاق النار , و مصر قدمت فكرة فى المبادرة ” سلام متجدد ” , و كانت موافقة حركة حماس مفاجأة للجانب الاسرائيلي , و لكي تجهز على المبادرة , قامت باقتحام مدينة رفح الفلسطينية , و استولت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح, وبهذا أوقفت إسرائيل المفاوضات, و تم قويض كافة الجهود الدولية من أجل إحلال السلام.
ما أبعاد المبادرة الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي؟
الحدث الجديد الذي يدعو الى التفائل , هو ان الرئيس الأمريكي جو بايدن , يعلن مبادرة لايقاف الحرب و لاحلال السلام بين الجانب الاسرائيلي و الفلسطيني , و هو امر لم يحدث من قبل , و قال بايدن ان هذه المبادرة مقدمة من اسرائيل , و انه موافق على ما جاء فيها , و اتضح بعد الاطلاع عليها انها نفس المبادرة المصرية , و ماتم تغييره فقط حجم المساعدات التي سوف يتم ادخالها الى غزة من 400 شاحنة نقل مساعدات الى 600 شاحنة , و بالنسبة الى الجانب الاسرائيلي من المعروف انهم يراوغون , و لديهم رفبة فى الاستمرار فى الحرب و لا يريدون السلام , و بالنسبة الى حماس فلديهم موقف ايجابي واضح جدا , من اجل ايقاف الحرب على اهلهم , و ايقاف نزيف الدم , و لكن عند الدخول فى التفاصيل , اسرائيل طلبت ضمانات من امريكا , انها فى حال ايقاف الحرب , و تم الاعتداء عليها من حماس سوف تواصل الحرب , و الجانب الفلسطيني طلب ضمانات , بأن لا يتم الاستمرار فى الحرب , بعد تسليم الرهائن , و فعلا الشيطان يكمن فى التفاصيل , و الجانبان متفقان على الاطار العام للمبادرة , و لذا طلبت حماس ان يتم عرض هذه الاتفاقية على مجلس الامن الدولي , و فعلا تقوم الولايات المتحدة حاليا بعرضها على مجلس الامن , و ذلك من اجل الزام الطرفين , و فى حال مخالفة بنود الاتفاقية يتم فرض عقوبات على الاطراف المخالفة , و فرض قوات من مجلس الأمن.
والأمر الآخر الذي يشغل حركة حماس , انه بعد الوصول الى اتفاق من يضمن عدم حوث اغتيالات لقادة حماس , و خاصة لشخصية يحي السينوار , و هو ابرز قادة حماس المطلوبين على قائمة الاغتيالات الاسرائيلية , لانه اصبح رمز داخل المقاومة , و شخصية مرعبة فى إسرائيل , و هذا الامر لديهم اصرار على اخذ ضمانات به , خاصة من الوسيط الأمريكي.
مصر و قطر يبذلون جهود كبيرة من أجل التوصل إلى إتفاق ووقف اطلاق نار, و الولايات المتحدة تقوم بدور و ضغوط هائلة على الجانب الإسرائيلي.
تحدث أكثر من طرف عن اليوم التالي للحرب على غزة.. فما هي الرؤية المصرية؟
فكرة اليوم التالي للحرب على غزة , هو هاجس عالمي , لان هذه الفكرة اصبحت مهمة , و خاصة بعد احداث ليبيا و القضاء على حكم القذافي , من خلال قوات الناتو , و منذ ثلالث سنوات البرلمان الاوروبي , قام بأستدعاء وزير خارجية انجلترا , و سؤاله كيف تقومون بالقضاء على حكم معمر القذافي و لم تفكروا ما الذي سوف يحدث بعد انتهاء الحرب , و كيف لم يتم ترتيب كل هذه الامور , حتى لا تحدث الفوضى المستمرة حتى الان , و من هذا المنطلق , و عقب مرور شهر من حرب غزة , جاء من الادارة الامريكية وليم بيرنز رئيس جهاز المخابرات الامريكية الى مصر , و فى مقابلته للرئيس السيسي , تسائل المسئول الامريكي , عن اليوم التالي للحرب فى غزة , وعرض على مصر ان تتولى ادارة قطاع غزة , و عرض ايضا ان يتم دعم تكلفة هذه المرحلة , و التي سوف تستمر لمدة 6 اشهر , من اجل ادارة انتخابات للسلطة الفلسطينية , لانه من المفترض ان تكون هناك ادارة فى غزة لعقد انتخابات , من اجل انتخاب حكومة تكنوقراط محايدة , من اجل ضم سلطة غزة على السلطة الفلسطينية , لان مشكلة قطاع غزة , ان من يحكمها حركة حماس , و هناك انقسام بين السلطة الفلسطينية و حماس , و حماس رافضة لتفعيل اتفاقية اوسلو , و رافضة ايضا حل الدولتين , و تطالب ان اسرائيل تزال الى الابد , و كان رد الرئيس السيسي واضحا و مهما , ان من سيدخل غزة بعد انسحاب القوات الاسرائيلية هي السلطة الفلسطينية.
والاشكالية ان الدول الغربية التي تحاول الزام الطرفين الفلسطيني و الاسرائيلي على التوصل الى اتفاق سلام دائم , و اعلان حل الدولتين , يتحدثون عن الانقسام الفلسطيني احد اهم المعوقات, وأن هناك اكثر من حكومة احداها فى الضفة الغربية و اخرى فى غزة , و لا توجد سلطة موحدة يمكن الاتفاق معها.
و بعد أن رفض الجانب الإسرائيلي تواجد السلطة الفلسطينية فى غزة بعد الحرب , تم الحديث عن سيناريو اخر , و ان يتم الاستعانة بقوات اوروبية من الاتحاد الاوروبي , مثل اليونيفيل فى لبنان , لمدة 6 اشهر , و هي المدة المقررة لانتخاب سلطة فلسطينية جديدة , و تم رفض هذا السيناريو , و بعدها تم وضع سيناريو ثالث , بأن تكون القوة المتواجدة على الارض قوة عربية , و لم يتم قبول هذا السيناريو , و حاليا هناك اشكالية كبيرة لدى الغرب وإسرائيل, حول من سوف يدير غزة ما بعد الحرب , و غالبا لن تكون سلطة حماس , حتى لا تنفجر الاوضاع من جديد.
ما الدور الذي قدمته مصر من أجل المصالحة الفلسطينية؟
اليوم يجب الحديث عن المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية , و مصر سعت فى هذه المصالحة منذ سنوات , و استضافت كل القوى الفلسطينية من أجل التوافق , و التوصل الى توحيد الصف الفلسطيني , و على جميع القوى الفلسطينية ادراك اهمية هذه اللحظة التاريخية , من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني , و التوافق للخروج من هذه المعادلة الصعبة , والمضي فى الخطوات التالية من اجل اعلان الحل النهائي , بإعلان حل الدولتين و اعلان الدولة الفلسطينية على حدود 1967 و عاصمتها القدس.
وماذا عن معبر رفح البري واحتلال إسرائيل للجانب الفلسطيني؟
مصر ترفض وجود قوات اسرائيلية على الجانب الفلسطيني من المعبر , و لذا تم اقفال المعبر من الجانب المصري , و تم رفض التعامل مع اسرائيل على المعبر , لان هذا يعني الموافقة على تواجد اسرائيل فى قطاع غزة , و اعطاء شرعية لتواجد هذه القوات , و مصر متمسكة بموقفها من اجل الحفاظ على القضية الفلسطينية , و هناك اتفاقية المعابرالمبرمة بين مصر واسرائيل فى 2005 , حول تشغيل المعابر , و تم الاتفاق على تواجد السلطة الفلسطينية على المعبر من الجانب المقابل لمصر و معها مراقبين من الاتحاد الاوروبي , وإسرائيل لديها كاميرات لمراقبة حركة المرور داخل المعبر , لان المعبر هو فى الاساس معبر افراد , و حاليا تحاول اسرائيل الاستيلاء عليه بالرغم من الاتفاقية , و تريد من مصر تشغيله على هذا الاساس , وهو ما يعني انهم سوف يقومون بوضع ختم اسرائيل على اي جواز سفر يدخل من المعبر , و هذا امر يضر بشرعية السلطة الفلسطينية فى قطاع غزة.
ولذا كان هناك وفد امني من امريكا و اسرائيل منذ ايام فى مصر , و تم ابلاغهم بموقف مصر الواضح , بانه لن يتم التعامل الا مع السلطة الفلسطينية على معبر رفح.
وخلال الأيام القادمة سوف تتضح الرؤيا حول مبادرة السلام بين الجانبين, وحول معبر رفح البري, من أجل ادخال المساعدات الى قطاع غزة, وكذلك معرفة ما المقترح الذي تم الموافقة عليه حول اليوم التالي للحرب فى غزة.
وانطباعي أنه سوف يتم حل كل هذه الملفات , لآن الرئيس الأمريكي وقف أمام الشاشة وأمام العالم، ليعلن مبادرته، وبكل الطرق سوف يضغط على كل الأطراف، وهو بهذا ورط نفسه، قبل الانتخابات الأمريكية، ولو لم يتم التوصل إلى إتفاق، سوف تكون فضيحة لإدارته، ولكن ما يصعب التوصل إلى إعلان وقف الحرب، عدم رغبة نتنياهو فى إنهاء الحرب، وأن يتم السلام.
الذي يحدث فى شمال إسرائيل و الجبهة المفتوحة مع حزب الله.. هل لها علاقة بالإعلان الأمريكي من أجل وقف الحرب، حتى لا تتوسع الحرب فى المنطقة.. وتعطي فرصة لإيران لإشعال حرب بين إسرائيل ولبنان؟
ليس من مصلحة احد فى المنطقة ان تتوسع الحرب , لان كل دور الجوار سوف تتضرر , و اذا تم ابرام اتفاقية لوقف الحرب فى غزة سوف تتوقف كل هذه الجبهات , لانها مرتبطة بما يحدث فى غزة , و الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني , و سوف يتوقف ما يحدث فى البحر الاحمر من جانب الحوثيين , و هو الامر الذي يؤثر على حركة الملاحة الدولية , و احد اهم الجوانب التي تعمل الادارة الامريكية على التوصل الى حلها.
أكاذيب الإعلام الإسرائيلي حول دور مصر فى الوساطة، وأننا الجانب الذي يعيق دخول المساعدات إلى غزة؟
هناك انواع عدة للحروب , منها الحرب التقليدية , و التي يتم استخدام الاسلحة و الدبابات و الطائرات فيها , و هناك الحرب النفسية , و الحديث عن ما حققه الجيش من انتصارات و جولات حتى و لو كانت اخبار كاذبة , و هناك الحرب الاعلامية على الدول الداعمة , و مصر من اكبر الدول الداعمة , و كان موقفها ثابت لا يتزعزع , فى رفض التهجير القصري و الطوعي للفلسطنين , و رفض تصفية القضية و تهميشها , و اطلقت العديد من المبادرات من اجل التوصل الى اتفاق سلام , و لم تؤثر فى مصر الضغوط الدولية , و الاحتلال الاسرائيلي يحاول ان يشعل الحرب النفسية بالاكاذيب و الاشاعات الواهنة , و لكن الحقيقة اننا مستمرون فى دعم القضية الفلسطينية , و دعم صمودهم.
أمريكا تدعم إسرائيل إلى أبعد مدى, ولا تعترف بالجنائية الدولية التي تهدد نتنياهو بالسجن و وزير دفاعه، و لا بالعدل الدولية التي تراها غير دقيقة فى تهمة الابادة الجماعية, فماذا الذي يجعل بايدن يضغط الآن لاحلال السلام؟
إن ما حدث فى قطاع غزة , ليس بالامر البسيط , فالمجازر الإسرائيلية, والإبادة الجماعية التي ارتكبتها , اعطى زخما غير مسبوق للقضية الفلسطينية , فى العصر الحديث , و خرجت المظاهرات فى كل عواصم العالم , و فى اغلب الجامعات الامريكية و الغربية, و وسائل التواصل الاجتماعي فضحت إسرائيل, واوصلت الصورة الحقيقية, التي كانت خافية على الاجيال الحديثة من شباب العالم, الذي سوقت له إسرائيل بأنها الدولة المسالمة التي تعيش جنبًا إلى جنب مع العرب الغوغائيين, و ظهرت حقيقتها , كدولة احتلال عنصرية , لا تقل وحشية عن الدول البربرية , و انها ليست متحضرة كما تدعي , و لكن الى الان لا توجد ثقافة لدى الغرب حول القصية الفلسطينية, بكل أبعادها, وأن غالبية المظاهرات ضد قتل المدنيين الأبراياء , و الإبادة الجماعية, ويجب أن نستغل هذه النقطة، وأن هناك اهتمام عالمي, و نتحدث عن كل جوانب القضية الفلسطينية.
هل تغيرت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، نظرًا للتجاذبات الأخيرة.. وسياسة نتنياهو الجنونية المتشددة؟
العلاقات الدولية تحكمها المصالح , و مصلحة الرئيس الأمريكي النجاح فى الانتخابات القادمة , و هو يريد ان يتوصل الى سلام و بقول للناخب الامريكي , انه هو الذي توصل السلام فى الشرق الأوسط , خاصة و ان ما حدث فى غزة , و الابادة الجماعية , و تمويل أمريكا اسرائيل بالاسلحة , اثر على صورة بايدن لدى الناخب الأمريكي.
كما أن من مصلحة أمريكا ان يتم التطبيع مع باقي الدول العربية , و لن يحدث هذا و اسرائيل مستمرة فى حربها على الفلسطينين , سواء فى قطاع غزة , او فى الضفة الغربية او القدس , فهي ترتكب جرائم فظيعة بشكل يومي , و اعتقلت منذ احداث اكتوبر ضعف عدد المعتقلين قبل الحرب , و هناك اقتحامات و اغلاق للمدن و ضرب و اعتدائات من جانب المستوطنين , و هو الامر الذي يجب ان يتوقف , قبل ان يتم الحديث عن ابرام اي اتفاقية للتطبيع , و يجب الاطاحة بنتنياهو قبل ابرام اي صفقة , لانه اصبح مجرم حرب و لا يمكن الاتفاق معه.
ما الدور المطلوب من مصر ازاء كل هذه الاحداث المتسارعة و الساخنة على حدودها؟
لقد كانت ايام صعبة منذ الحرب على غزة , و مرت الـ244 يوم بأحداث غير مسبوقة , و الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يوجد قرار اتخذه الا و كان ” عشرة على عشرة ” , و هذه حقيقة , لانه لم يورط مصر في هذا الصراع الذي يحيطنا من كل الجهات , و كل الاجراءات التي تم اتخاذها تمت بمنتهى العقلانية , لاننا لانريد ان نتورط , و لم يتم التصعيد حتى لا يتم سحبنا الى جبهة استنزاف , و كل ما يهمنا انه لم تدنس الاراضي المصرية , و لو تعدى اسرائيلي خط حدودنا , فسوف يتم الرد بكل قوة وصلابة.
نحن نحمي حدودنا جيدا من اي اعتداء , و لو اقترب الجيش الاسرائيلي منها , لا شك مصر سوف تدخل الحرب , لحماية حدودها , و بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة فى عام 2005 , لانها اعتبرتها قنبلة موقوته فى حينها , تم تعديل بعض التفاصيل فى اتفاقية السلام , و تم اعتبار الحدود بين مصر و فلسطين منطقة عازلة , بمعنى أن إسرائيل لا تدخل قوات و لا مصر تدخل قوات , و اتفقنا ان يتواجد على هذه الحدود 750 جندي مصري فى المنطقة “ج” , لمنع التهريب و حماية الحدود , و الجانب الاسرائيلي اقتحموا هذه المنطقة بالدبابات , و قالوا انهم سيطروا على معبر فلاديفيا و بعدها انسحبوا , و هذا في اطار الحرب النفسية , و بالفعل هم يعتبروا خرقوا الاتفاقية المبرمة بين الجانبين , و لكنهم لم يتعدوا على حدودك , و نحن فى مصر عندما قمنا بنفس الشئ خلال حربنا على الارهاب فى سيناء , و طبقا للنظم المعمل بها , سوف يتم الرجوع الى اللجنة المشتركة الخاصة بهذه الاتفاقية , و التحقيق في خرق الاتفاقية.
ويوم مباراة الأهلى و الترجي , هتف 80 ألف فى الملعب مع غزة , و هذه رسالة إلى حكومة إسرائيل أن الشعب المصري يقف مع غزة وفلسطين ضد الاحتلال , و هو دليل على أن هناك كراهية لدى الشعب المصري و العربي ضد الاحتلال الإسرائيلي , ومماراساته البشعة.
ونقول ان مساندة مصر للشعب الفلسطيني , لن تتوقف , و منذ بداية الحرب و مصر تساهم ب 80% من المساعدات التي تدخل غزة , من دم الشعب المصري , و ندخل 750 الف رغيف يوميا , فى رفح و خان يونس , و قمنا بعمل محطات مياه و قمنا بأنشاء مخيمات فى غزة و خان يونس , و نقوم بعمل هذا من اجل تعزيز الصمود الفلسطيني.
مصر وقفت بقوة ضد تهجير الفلسطينين.. فما مدى أهمية هذا الموقف؟
الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل فى الأسبوع الأول من الحرب وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن , و تم إذاعة الحوار على الهواء, وهذا الامر كان مقصودًا , وكان طلب وزير الخارجية إخراج 50 مواطن أمريكي عبر غزة خارج القطاع , فرد عليه الرئيس بأنه لن يسمح بذلك الا بعد فتح المعبر لادخال المساعدات الانسانية , و ان يتم حل القضية الفلسطينية فى اطار حل الدولتين , و انه لن يسمح بتهجير الفلسطينين نحو مصر , و كانت النتيجة بعدها بيومين , ان بلينكن اصدر تويته على موقع التواصل الاجتماعي , بأنه ممتن بأنه تم اخراج الرعايا الأمريكان من غزة , و نرفض عملية دفع الفلسطينين نحو مصر , و هذا يعني ان موقف مصر سليم و غير قابل للتفاوض, ولان اي دولة هي عبارة عن شعب و ارض , و لو تمت عملية التهجير سوف يتم تهجير القضية الفلسطينية من مضمونها.
لدينا عشرة آلاف من الضيوف الفلسطينين جرحى و مرضى و مرافقين لهم، وهذا من أجل الحالات الإنسانية الحرجة.
ما الدور المصري فى حال تم الوصول إلى وقف الحرب.. وما المساعدة المطلوبة للجانب الفلسطيني؟
سوف تحاول مصر بكل طاقتها التوصل إلى الوفاق الفلسطيني – الفلسطيني , و خلال الستة الأشهر التي سيتم فيها التحضير إلى انتخابات حكومة تكنوقراط جديدة , و سوف تساهم مصر فى كل بارقة امل تساهم فى رأب الصدع فى الجدار الفلسطيني، وأن يتم إسكات الأصوات التي تساهم فى الفرقة الفلسطينية, ويتم حل القضية الفلسطينية وإعلان الدولة.
و السؤال من الذي كان يدعم الفرقة بين الفصائل الفلسطينية على مدار كل هذه السنوات؟, والاجابة هو الاحتلال الإسرائيلي, الذي كان من مصلحته إظهار هذه الفرقة خلال أي مفاوضات للسلام, وحاليا كلنا تعلمنا الدرس بأن من مصلحة الاحتلال ان لا يتم توحيد الصف الفلسطيني, ولذا علينا العمل على ان يتم تذويب هذه الفرقة , و هذا فى مصلحة كل القوى الفلسطينية و السلطة الفلسطينية.
إن القضية الفلسطينية , هي قضية الفرص الضائعة و على الفلسطينين ان يكون لديهم الوعي, و خاصة بعد ما قام به الاحتلال فى غزة و الضفة الغربية , و الفرصة الحالية يجب ان يتم اقتناصها قبل ان تنتهي الانتخابات الامريكية , لانه لو اسفرت عن فوز المرشح الجمهوري دونلد ترامب , فأنهم سوف يعودون الى نقطة الصفر لانه اكثر تطرفا فى مساندته للجانب الإسرائيلي , ولانهم لا يؤمن بحل الدولتين.
كما أن إعمار غزة , سوف تشارك فيه مصر , من أجل إعادة الحياة التي دمرها الاحتلال, وسوف يتم عمل مشروع لإعادة الإعمار بدعم من الاتحاد الأوروبي و الدول العربية, وتحت رعاية الأمم المتحدة.
الرئيس السيسي حذر أكثر من مرة من إتساع الصراع فى المنطقة.. فماذا عن جبهة جنوب لبنان و الدعم الإيراني لها؟
سوف تهدأ الامور فى دائرة الأمن المباشر , بعد أن تتوقف الحرب فى غزة , لان الحرب على الجبهة اللبنانية سوف تتوقف , لانها جبهة دعم للمقاومة فى غزة , و مرتبطة بها , و سوف يتوقف الحوثي عن استهداف السفن فى البحر الاحمر , و لكن سوف تظل هناك مخاوف من امتلاك ايران للقوة النووية , لانها فى نهاية العام الجاري سوف تمتلك خمس قنابل نووية , كما ان لديها الصواريخ البالاستية , التي يمتد مداها الى اليونان , و هي بذلك سوف تصبح المشكلة القادمة فى المنطقة.
كلمة أخيرة عن دور مصر فى المنطقة؟
الجيش المصري اقوى جيش فى المنطقة , و شاركنا فى تحرير الكويت, و ساندنا كل دول المنطقة خلال ازمات عميقة , و حتى دول الغرب تتدرك أن سقوطها , يعني سقوط العالم العربي ,و نحن الاساس في المنطقة, وأقول لك أنه سيتم التوقيع النهائي لوقف الحرب فى غزة بالقاهرة , و هذا الدور المحوري لا ينكره عاقل , نحن نستضيف كل اللاجئين العرب من سوريين وسودانيين وفلسطينين وليبيين, ودورها تاريخي منذ الأزل.