تصريحات عجيبة وغريبة ومريبة صدرت من احد الشخصيات لوسائل الإعلام يقول فيها بأن عدد الدواب « الحمير « فى مصر انخفض من ٣ ملايين إلى ١ مليون فقط نتيجة ارتفاع تكلفة تربيتها واقتنائها إلى آخر هذه التفسيرات، ثم أضاف بأن هناك طلباً كبيراً على الحمير المصرية من دول مثل الصين لاستخدام جلودها فى صناعات مختلفة، وان هذا الطلب تتم ترجمته إلى ذبح تلك الحمير لاستخلاص جلودها المطلوبة، إلى هنا والكلام يمكن ان يمر دون تعقيب اللهم إلا مراجعة الأرقام، لكن باقى التصريحات جاءت فى سياق مخاوف ذلك المتحدث من تسرب لحوم الحمير إلى المطاعم المصرية !
>>>
وهنا بيت القصيد، فما ان تابعت تلك التصريحات على وسائل التواصل الاجتماعى وتعليقات الناس عليها والتى تراوحت ما بين السخرية والقلق الذى انتاب البعض، لكننى نظرت إلى الموضوع من زوايا مختلفة أوجزها فيما يلي:
أولا: هل يحق لأى شخص ليست له صفة رسمية ان يدلى بتصريحات خطيرة ومؤثرة على سمعة مصر من ناحية كونها دولة مقصد سياحى ومن ناحية الاستثمارات الضخمة فى مجال المطاعم والفنادق.
ثانيا : ما هو دور الجهات الرسمية المعنية وفقا للقوانين المنظمة لعملها فى التعامل على مثل هذه التصريحات؟
ثالثا: ما هو حدود دور وسائل الإعلام فى تناول مثل هذه الموضوعات؟ وهل تندرج هذه التصريحات تحت بند حرية الرأى والتعبير؟ رابعا: من يحمى المستهلك المصرى من هذا العبث ؟ ،هذه الملاحظات دفعتنى إلى التواصل مع المسئولين عن القطاع البيطرى فى وزارة الزراعة وعلى الهواء فاجأنى المسئول بمعلومات دقيقة وحاسمة تكذب كل ما سبقها من تصريحات، افاد المسئول بأن عدد جميع الدواب من الفصيلة الخيلية «فى مصر» حمير وبغال وخيول» وفقا لجهاز التعبئة العامة والإحصاء قد بلغت فى 2020 من كل الأصناف 523160 حيواناً فقط.
>>>
وفى إحصاء 2022 سجل العدد 523197، بينما سجل آخر تعداد فى 2024 عدد 632892 حيواناً فقط، فلم تصل ثروتنا الخيلية من جميع الحيوانات رقم الـ 700 الف منذ سنوات طويلة، فكيف ومن اين جاءت تلك الأرقام المليونية؟ إذن هى تصريحات مضروبة وغير مدروسة وليس لها أى سند علمى أو احصائي، الغريب ايضا ان محطة عالمية مثل BBC استغلت القصة وعالجتها كعادتها بقولها تحت عنوان « أين اختفت لحوم 2 مليون حمار مصري»؟! وجاء فى متن الخبر
>>>
«السؤال الذى شغل مواقع التواصل الاجتماعى هو إلى أين ذهبت لحوم مليونى حمار اختفت من السوق؟»، اما موقع الجزيرة فقد عالج القصة فى نفس السياق تحت عنوان
«تراجعت أعدادها بمصر.. أين ذهب مليونا حمار خلال 7 سنوات؟» اما المتن فقد جاء كما يلى « أصبح السؤال الذى يتكرر، أين ذهبت تلك الجلود؟ وفيمَ تستخدم؟ وكم صٌدِّر منها للصين التى تستخدم جلودها لاستخراج عقاقير لمعالجة عدة أمراض وتأخير الشيخوخة؟
>>>
وهل كان خروجها من الأبواب الشرعية؟ وما حقيقة ما يتردد عن استخدام جلود الحمير فى مصانع الحلويات كمصدر للجيلاتين الذى يمثل بديلا رخيصا للسكر ، ونقلت معظم الصحف والمواقع المصرية تلك التصريحات دون مراجعة الجهات الرسمية للتأكد من الأرقام المعلنة على لسان صدام، وهذه سقطات مهنية شارك فيها الجميع، وهنا اود ان اتساءل مجددا هل هذا العبث يصب فى مصلحة الدولة؟ وما الجهة المسئولة عن مجابهة تلك الخروقات؟ ولماذا تأخرت الجهات المعنية فى الرد والتوضيح والتصحيح حتى كتابة هذه السطور ؟
>>>
فلله الأمر من قبل ومن بعد، اللهم بلغت اللهم فاشهد .