ما يميز دولة عن أخرى اللغة والعادات والتقاليد والزى الحضارى
الله تعالى قال فى مُحكم كتابه: «إنا أنزلناه قرآنًا عربيُا لعلكم تعقلون»، كما قال سيدنا عمر بن الخطاب «تعلموا العربية فإنها من دينكم ، تفقهوا فى العربية فإنها تزيد فى العقل وتثبت المروءة»؛ !فما يميز دولة عن أخرى اللغة والعادات والتقاليد والزى الحضاري، وإذا تأملنا فى مجتمعنا نجد أننا نتحدث بلغات أخرى غير العربية وأيضًا عاداتنا وتقاليدنا ليست مصرية حتى الزى أصبح غربي! فيعتبر بمثابة مسخ لهوية ! فالاختراق اللغوى أشبه بالمؤَامرات،فالمؤاَمرات لم تُفلح إلا بمساعدة الخونة من الداخل، كذلك الأختراق نحن من ساعدنا على ذلك، فإذا ألقينا نظرة على الواقع نجد أن اللغة الإنجليزية والفرنسية هى التى تسود العالم والأصح الإنجليزية! فإضعاف اللغة العربية يتبعه إضعاف للسيادة الوطنية، لأن الوطن وقتها يكون تابعًا لثقافة دولة أخرى وليست ثقافته الأصلية التى تُعبر عن قيم وخصائص المجتمع، فتعريف الهوية الوطنية فى كل أمّة هى الخصائص والسمات التى تتميز بها، وتترجم روح الانتماء لدى أبنائها، ولها أهميتها فى رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها، وبدونها تفقد الأمم كل معانى وجودها واستقرارها.
فمن يبحث يجد أن اللغة العربية هى أقدم اللغات التى ما زالت تتمتع بخصائصها، وسميت أم اللغات نظراً لتمام القاموس العربى وكمال الصرف والنحو، فقيل عن اللغة إنها قيمة جوهرية كبرى فى حياة كل أمة فهى الأداة التى تحمل الأفكار، وتنقل المفاهيم فتقيم روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة ، وبها يتم التقارب والتشابه والانسجام بينهم، يقول الألمانى فريتاغ : «اللغة العربية أغنى لغات العالم .
والمحزن انه فى الوقت الذى يهمل فيه البعض اللغة العربية ويركز على باقى اللغات فى الوقت الذى أدرك الغرب أهمية اللغة العربية! لذلك فلأول مرة فى التاريخ اللغة العربية رسميًا فى فرنسا! واعلنت فرنسا منذ عام 2017 بتمكين آلاف التلاميذ الفرنسيين من اختيار اللغة العربية كلغة أجنبية بعدما قررت وزارة التربية والتعليم إدراج اللغة العربية فى المناهج التعليمية ، وليست فقط فرنسا فقد بدأت كلًا من تركيا وكوريا والصين وعدد لا بأس به من العالم تُدرس اللغة العربية كلغة ثانية فى مدارسها فنحن بإيدينا نعمل على محو هويتنا! كما من يراجع الوثائق التى بدأت بها عملية الاحتلال البريطانى لمصر يكتشف أن أول أعمال الاحتلال هو وضع الخطة لتحطيم اللغة، يبدو ذلك واضحاً فى تقرير لورد دوفرين عام 1882 حين قال :» إن أمل التقدم ضعيف فى مصر» ما دامت العامة تتعلم اللغة العربية الفصيحة .
كما كان التعليم فى البلاد العربية المحتلة كما قرأت فى عدة أبحاث يتم كله باللغات الأجنبية «الإنجليزية فى مصر والسودان والعراق» والفرنسية فى «سوريا وتونس والجزائر والمغرب»، فالهدف تقديم اللغات الأجنبية على اللغة العربية ، وقد تصدى سعد زغلول عندما تولى وزارة المعارف فى مصر لذلك وحافظ على الهوية الوطنية بحفاظه على اللغة العربية، وكان كتاب الحساب المقرر على الصف الابتدائى تأليف «مستر تويدي» وكذلك سائر العلوم، فألغى سعد هذا كله، وأمر أن تُدرس المقررات كلها باللغة العربية، وأن توضع مؤلفات جديدة باللغة القومية، مما دفع أحد المفكرين المصريين إلى القول : «إن سعداً أحسنَ إلى جيلنا كله بجعلنا عرباً»؟! فكم أتمنى الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال الحفاظ على لغتنا العربية وأن نزرع فى أطفالنا ذلك بالتباهى بأنفسهم وهم يتحدثون اللغة العربية وليس التباهى عند اجادتهم لغات أخرى غير العربية».