كرة القدم.. لم تعد مجرد تسلية ومتعة فقط لعشاق الساحرة المستديرة.. وإنما صارت اللغة الوحيدة التى تجمع شعوب العالم على مختلف ألسنتها وألوانها.. وهى جسر التواصل الذى يلتقى عليه سائر البشر.. كرة القدم صانعة النجوم.. وصانعة العلاقات الوثيقة بين عشاقها.. مليارات البشر يتحدثون لغات عديدة.. لكن يجتمع كل هؤلاء فى مدرج واحد يستمتعون بلغة الشاشة لمشاهدة دربى الكون بين الحين والآخر عندما يلتقى ريال مدريد وبرشلونة.. أو عندما تتنافس منتخبات البرازيل والارجنتين.. وفرنسا وألمانيا.. وانجلترا وإيطاليا فى كأس العالم.
ورغم العلاقات التاريخية الوثيقة التى تربط مصر والمملكة العربية السعودية.. وأواصر الاخوة والحب والود التى تربط الشعبين الشقيقين منذ الأزل.. والمواقف التاريخية المحفورة فى قلوب ووجدان البلدين.. إلا أن استضافة المملكة لدربى الأهلى والزمالك فى نهائى السوبر الإفريقي.. واستضافة قمم القطبين الكبيرين كان له أثر كبير فى اثراء التواصل ومد جسور الود والتآخى بين الشعبين الشقيقين.. وصارت جماهير الكرة العربية والإفريقية.. والعالمية.. تشاهد الدورى السعودى لكرة القدم.. عندما ضم كوكبة من نجوم العالم كريستيانو رونالدو.. أحسن لاعب فى التاريخ بالبطولات والأرقام.. وكريم بنزيمة.. وساديو مانى السنغالى ورياض محرز التونسى وغيرهم وصار لقاء الهلال والنصر.. أو الاتحاد والشباب من أقوى دربيات العالم.
فى هذا الإطار.. تلقيت دعوة كريمة من الدكتور جاسم الياقوت رئيس اللجنة المنظمة ونائب رئيسى اتحاد المبدعين والإعلاميين العرب للمشاركة فى مبادرة ومهرجان «كرتنا ثقافتنا» تحت رعاية الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة.. وهو المهرجان الأول على مستوى الوطن العربي.. وملتقى رياضى يلتف حوله كافة الشعوب العربية.. بل والعالمية أيضا كحدث رياضى يهدف إلى مد جسور التواصل بين الشعوب.. ليؤكد من واقع كرة القدم والرياضة .. انها لغة عالمية مشتركة.. وصناعة لها مفعول السحر فى نفوس عشاق الكرة فى سائر اركان المعمورة.
والذى يتابع دوريات العالم الكروية.. بالأرقام والاحصاءات الدقيقة يدرك ويعرف حجم المتابعين والمشاهدين للدربيات الشهيرة ريال مدريد وبرشلونة، ليفربول ومانشستر يونايتد، الارسنال وتشيلسي، توتنهام وألمان سيتي، والانترميلان وايه سى ميلان واليوفى وروما فى الدورى الايطالي.. والباير وبروسيادو رتموند.. فى الدورى الألماني.. ويحظى الدورى الانجليزى أقوى دوريات العالم بأكبر نسبة مشاهدات ومتابعات ثم الدورى الاسبانى الأقوى مهاريًا وفنيًا حيث برشلونة وريال مدريد ثم الدورى الألماني.. القوة والسرعة والماكينات التى لا تهدأ.. ثم الدورى الايطالى الخطط والتكتيك العالى والدفاع الحديدي.. ثم الدورى الفرنسى الذى يجمع بين كل الدوريات فتجد المهارة والقوة والسرعة.. أنه عالم كرة القدم الذى يجمع الشتات ويوحد كل المتناقضات.
> > >
ويوم تعرض البرازيل.. معقل المواهب الكروية فى العالم.. لأزمة اقتصادية طاحنة.. وكان اقتصادها على وشك الانهيار إلى حد الافلاس.. كانت كرة القدم هى المنقذ.. وهى أحد عوامل الانقاذ بجانب الإجراءات الاصلاحية الأخري.. حيث سارع نجوم الكرة وهم آلاف فى كل دوريات العالم.. سارعوا بتحويلاتهم إلى بلادهم.. وكانوا خير داعم للاقتصاد القومي.. انها كرة القدم.. الصناعة.. والاستثمار.. والتقارب والتواصل.
>>>
إن اطلاق مبادرة عربية تحت شعار «كرتنا ثقافتنا» وتعميمها فى سائر البلدان العربية.. هى جسور جديدة.. من التواصل والتقارب بين سائر عشاق الساحرة المستديرة.. وكل الرياضيين العرب يلتفون حول المبادرة لانجاحها تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة ومنسق المبادرة الدكتور الموافى عبدالله.
إننا نحن العرب.. وطن واحد.. وشعب واحد.. ومصير مشترك.. وهدف واحد.. وكلنا جنود فى محراب الأمة العربية.